responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 94

مما تقشعر له أبدان الذين أشربوا حب التوحيد ولم تتسع لهضمه عقولهم استاع عقل السلطان أكبر ولكن يا ليت شعري ما هو عذر الأمم الأوروبية في تحقير أهل المستعمرات وسن قوانين خاصة بهم. وأورد شواهد لذلك في القرن العشرين تقتدي بأكبر الذي كان سلطان الهند في القرن السابع عشر وهو ذلك السلطان الآسيوي المغولي فتعامل مغلوبيها كما كان ذلك العاهل يعامل مغلوبيه ثم ذكر أمثلة كثيرة لظلم المستعمرين من كلام الفيلسوف الفرنساوي غوستاف لوبون الشهير في كتابه علم النفس في السياسة لا نطيل بذكرها ومن أرادها فليراجعها في الكتاب المذكور ثم قال وما أوردت الذي أوردته هنا الا من قبيل التمثيل مذكرا أولئك الذين يطرون السلطان أكبر من مؤلفي الإنكليز والفرنسيس على تسويته بين المسلمين والهنود في كل الحقوق ألماذا لا ينصحون حكوماتهم باتباع تلك السنن رفقه بالرعية وصدرت الأوامر إلى جباة الخراج بان يصبروا على الفلاحين في جباية الأموال الأميرية بل يقووهم من بيت المال في سني القحط كذلك توسل أكبر بوسائل ناجعة في قتل المجاعات التي تكثر في الهند في الأعوام التي يحتبس فيها الغيث وكان يعاقب الامراء الذين يظلمون الأكرة القائمين بخدمة أراضيهم ومع مراعاته للبراهمة عارضهم في احراق النساء اللاتي مات بعولتهن وفي عادة ابقاء النسوة اللاتي تموت أزواجهن وهن في سن العاشرة أرامل طول الحياة لا يحق لهن ان يتزوجن وكان لا يسمح بزواج الشاب قبل سن 16 والفتاة قبل سن 13 لغات الهند ولغة أوردو وكانت اللغات المعروفة في الهند عدا لغات الهنود الأصليين ثلاثا العربية لغة الدين الاسلامي والتركية لغة الأسرة التيمورية والفارسية لغة البلاط والدولة فوضع أكبر لغة أوردو التي تشتمل على كثير من العربي والفارسي والتركي مع الهندي فسهل التفاهم بين الشعوب الهندية واتسعت هذه اللغة تدريجا حتى أنه ليتكلم بها اليوم مائة مليون نسمة اه وأوردو هو الجيش بالفارسية وذلك أن جيشه كان لافراده عدة لغات من لغات الهند فضلا عن غيرها فجمعه على لغة واحدة مأخوذة من العربي والفارسي والتركي والهندي وبذلك سميت لغة أوردو فلسفته وشعوره بالإنسانية وقالوا اي الإفرنج ان أكبر فيلسوفا كان أعظم منه سلطانا مع أن أكبر كان من أكبر سلاطين العالم وأحقهم بمكانة عليا في التاريخ. وقال الكونت بوير مؤلف تاريخ أكبر: ان أكبر لم يخلق أكبر منه في الشعور الحقيقي بالإنسانية تشيعه ذكر مؤرخو الفرنجة تحوله عن مذهب السنة إلى مذهب الشيعة وجعله اللغة الفارسية لغة البلاط وفي كتاب حاضر العالم الاسلامي: ان مؤرخو الفرنجة ذكروا انه كان ميالا إلى التصوف وان التصوف هو ارقى طريقة اسلامية وذكروا انه قرب إليه فتح الله الشيرازي من أكابر علماء الشيعة جاء من فارس واوطن في بيجابور فاستدعاه أكبر إليه وصار مستشاره الشرعي وكذلك حظي عنده العالم الشيعي المسمى مبارك وولداه أبو الفائز وكان شاعرا متصوفا وأبو الفضل وكان فيلسوفا على طريقة الصوفية عظيما ثم حكى عنه كلاما في التصوف يخاطب به الباري تعالى ثم قال ويظهر ان أكبر كان على هذه الطريقة اي طريقة التصوف اه أقول مر في ترجمة الشيخ أبو الفضل بن مبارك بن خضر انه كان معاصرا للسلطان جلال الدين محمد أكبر شاة ابن همايون شاة وانه ألف له تاريخا فارسيا سماه الأكبري منسوبا إلى اسمه وان أباه مباركا كان له أحدهما أبو الفيض كان مشهورا بحسن النظم والنثر والثاني أبو الفضل وقد ابدل في الكلام السابق أبو الفيض بابو الفائز ويغلب على الظن ان الصواب أبو الفيض وان أبو الفائز تصحيف لقلب غير العرب الضاد زايا والأمير شكيب اخذ ذلك من الترجمة الإفرنجية فالتبس عليه أبو الفيض بابو الفائز وكيف كان فلا ينبغي التوقف في تشيع أكبر شاة لما مر تيمور الكوركاني جده كان شيعيا بلا ريب والسلسلة التيمورية الظاهر أنها كلها شيعة وما مر في ترجمة أبو الفضل بن مبارك أيضا يدل على تشيع أكبر شاة نعم لا يبعد ان يكون له ميل إلى طريقة التصوف نسبة العقائد المعلوم بطلان بعضها إليه بعد ما ذكر الأمير شكيب نقلا عن مؤرخي الإفرنجة اشتهار كون أكبر على طريقة التصوف قال نقلا عنهم: وكانت له عقائد أخرى منها عدم خلود الأنفس بالنار إذ كان يرى ذلك مخالفا للعدل الآلهي. ومنها تناسخ الأرواح الذي اخذه عن البراهمة وقيل إنه كان يبيح الخمر واكل الخنزير وانه أنكر قدم القرآن ومعجزات الرسول ص وأبطل كون الاسلام هو الدين الرسمي للدولة في سنة 1593 م أصدر أمرا بان كل من أجبر على الاسلام من الهنود في مدة أسلافه يمكنه الرجوع إلى دينه. وانه تبحر كثيرا في مذهب بوذا وكان يجله ويعظمه قال: والمظنون ان ما كان عليه أكبر من عقيدة المساواة بين جميع الناس وبره بالمخلوقات كلها وتحربه من اكل لحوم الحيوانات نظير أبي العلاء المعري انما كان مما رشح إلى دماغه من التعاليم البوذية، ثم حكى عن دائرة المعارف الاسلامية الفرنساوية انه يمكن أن تكون محبة أكبر للبحث عن الحق أكثر من عبقريته السياسة قد جعلت له كل هذه الشهرة فإنه مما لا مشاحة فيه كونه ترك الاسلام ووضع عقيدة سماها التوحيد الإلهي وهي اعتقاد مجرد بالإله مما اتفقت عليه كل المذاهب ولكن لما كان الناس يريدون رمزا فهو يوصيهم بان يجعلوا الشمس رمزا للآلهة وعلى الأرض النار التي هي من طبيعة الشمس فاما مبلغ نجاح هذه الدعوة خارجا عن البلاط السلطاني فلا نعرفه وانما نعرف من باطنة أكبر ثمانية عشر شخصا قيدوا أسماءهم في سجل المؤمنين أكثرهم أدباء وشعراء ومنهم أمير اسمه عزيز كوكا كان سبب خروجه من الاسلام ما رآه وهو في موسم الحج من الأحوال المؤسفة كتبليص الحاج من أموالهم.
وذهب بعضهم إلى أن مبارك الناقوري وأولاده ممن كانوا على فلسفة الصوفية هم الذين ابعدوا أكبر من مذهب السنة والجماعة وقيل إن ما رآه من شدة تعنت أهل السنة نفره منهم. وقيل إن حرية مذهب التصوف اثرت فيه كثيرا وفي بطانته التي كان فيها كثير من الفرس فكان لهم ميل خاص إلى عقيدته الشمس الفارسية ثم قال في الدائرة الا انه لم توجد ديانة شرقية جذبته بمثل ما جذبته النصرانية الكاثوليكية اه.
أقول في هذه الأنقال من الخبط والخلط والتمويه ما لا يخفى.
إما انه كان يرى عدم خلود أحد بالنار لمنافاته العدل فلا يمكن تصديقه

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 94
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست