responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 70

دفع ست ليرات إلى الطبيب أرادوا أمرا وأراد الله خلافه وقال في موضع آخر: كنت بقلعة تبنين بعد عيد الأضحى والمرحوم علي بك في دسته كالمعتمد في قرطبة أو سبتة وهناك جماعة من أهل الفضل وطلاب العلم هذا لعطاياه وهذا لسجاياه واحدهم السيد مهدي بن يوسف البغدادي مولدا وموطنا إلى جانبي وهو ذكي فطن حاذق عارف بسائر الفنون والأحوال فساقني الحديث معه إلى ذكر الفضل بن يحيى البرمكي والحسن بن سهل فجرى على لساني ذكر البيتين المشهورين:
تقول بنيتي لما رأيتن * أشد مطيتي وأقيم رحلي أ بعد الفضل ترتكب المطايا * فقلت نعم إلى الحسن بن سهل فقال السيد أ نقدر ان تحولها في البيك فقلت نعم:
تقول بنيتي لما رأتني * أشد مطيتي وأردت أسعد أ بعد الفضل ترتكب المطايا * فقلت نعم إلى البيك ابن سعد هذه المحادثة والبيك مشغول بفصل القضايا وتصريف الأمور فأجابنا ان الأديب الذكي لا يستعير محاسن غيره فوافقه الحاضرون على قاعدة الرئيس فأنشأت قصيدة طويلة مدحت بها الأمير بما هو فيه وعرضت بقضية إسماعيل خير بك الذي خرج عن طاعة الدولة فاستعانت عليه بعلي بك الأسعد فأرسل عسكرا جرارا مع ابن عمه خليل بك فأطاع إسماعيل وحضر لباب الحكومة خوفا من سطوة الأمير وجيوشه مع قائد الحرب المذكور فأرجفت سوريا من زحف العساكر وبلغ لمعان السيوف جميع جنباتها وتقطعت قلوب أهل الحضارة والبداوة ثم أنشأت بعض فقرات الجاتني إليها الضرورة قدمتها لمقامه الشريف حينما بلغني ان القصيدة تليت بحضرة الأمير بمحضر جماعة من العلماء والأدباء فكلهم مدحوا وأطنبوا في استحسان القصيدة سوى فاضل منهم فإنه نقد وقدح وعرض ولمح وتصدى حسدا وعلى عوائده لم يجب ان يذكر أحدا بخير ابدا فشفعت القصيدة بهذه الفقرات وقلت:
بسم الله والحمد لله وصلى الله على حبيبه وخليله الذي تلخص الدين بهديه وارشاده وتخلص العالم من الجحيم باقتفاء اثر جواده وعلى آله وأصحابه بدور النوادي ونجوم الدآدي ما ناح الحمام الشادي وصاح بالأنغام الحادي وبعد فإنه وان يكن برد الشبيبة قشيب وغصن الصبا رطيب ومربع الأماني خصيب لكنها السعادة لم تلحظني عيونها ولم تتوارد علي ابكارها وعونها مع اني قد علقت بأفنان وفنون من الأدب وامتصصت رضاب لسان العرب وكم طرت إلى أفق سماء البلاغة بجناح وكرعت من دن خندريس الفصاحة راحة الأرواح فيما أيها الأمير ومن أذعن لشرفه كل وزير وانقاد لعلاه كل رجل خطير يا ذا المنبر والسرير لا برحت مشرق السعادة على أفق السيادة ولا برح ناديك موسم الأدباء ومجمع الفضلاء ومحمط الرجال ومنهى الآمال موئل العلماء الأعلام وناشر لواء الاحسان على الخاص والعام بهمة مقصورة على مجد يشيده وانعام يجدده وفاضل يصطنعه وخامل وضع الدهر منه فيرفعه. أ يذكر في مجلسك مناضلة القريض وتفاضل القول فيه بالتصريح والتعريض ويفتخر من شمخ بأنفه وتزويقه ويتباهى بما اخذ عن الغير بتلفيقه ويا بخس متاعي مع طول باعي ما للمفضول وللفاضل وما للصعاليك والأفاضل والسراة الأماثل ما لعمر والتمييز وليس كل كيل بقفيز أ يذكر القريض والعروض وهو فيهما أضعف من بعوض فكانه رؤية أو العجاج أو أبو تمام أو البحتري أو أبو الطيب أو ابن المعتز أو الجاحظ أو عبد الحميد أو الصاحب أو الهمذاني أو الخليل أو ابن سينا هيهات وان تصدر وزعم أنه في وجه الفضلاء غير شتان ما بين سابق وظليع لك الخير يا من صفت مشارعه مهلا مهلا فعند الصباح يحمد القوم السرى رفقا رفقا فما كل قيس كغيره له العرى والحسود رأى خلوة السرب فعمل وذكر الفضول في محفلك ولم يحتفل ومن نظر بعين الإنصاف جحد قول ذلك المدعي هذا وان طلب الاستزادة قابلناه على حسب العادة أو اعتذر وقال ما بعذه المرة من باس جئنا بخلق الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس واولى لكم ثم أولي ان تقدموا لنا عذرا مقبولا وأوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤولا.
ثم جاءتني تحارير من الأميرين علي بك ومحمد بالاعتذار فهجرت ديوانهما مدة من الزمان وهما يرسلان ويعزمان إلى أن ارسلا الشيخ عبد الله البلاغي السفير الأعظم عند الأميرين فتوجهنا سوية إلى قلعة تبنين فلما وصلناها تلقونا بالبشرى وقالا تلك سقطة من الرجال وفي 17 ذي الحجة سنة 1277 طلبني الأمير الأكبر علي بك الأسعد إلى تبنين فحضرت فوجدته على اهبة السفر فقال حيث قد جلس على سرير السلطنة السلطان عبد العزيز خان فأحب ان تنشئ خطبة عن لساني تهنئة بمنصب الخلافة لأقدمها إليه وكنا كلفنا شيخنا الشيخ علي السبيتي فعمل خطبه بليغة لغوية منافية لمشرب الزمن على عوائده كما اجراه بشرح قصيدتنا العينية بكتابه الذي اسماه الجهور المجرد فأكثر في الشرح وملأه من أسباب رافع المبتدأ والخبر والفعل المضارع فجاء كتاب نحو مع أن القصد فيه التاريخ في ترجمة صاحب القصيدة ونسبه ووقائعه ووقائع أسلافه إلى انتهاء شجرتهم ومن أين هم مع التعرض لتاريخ البلاد وأحوالها وعوائدها وترجمة علمائها، فاعتذرت لم يقبلا وركبا وتركاني في القلعة وذهبا إلى النباطية لملاقاة أحد الوزراء ذاهبا من بيروت لصيدا للشام فعملت خطبة جاءت حسبما أريد وكان الشيخ احمد عز الدين وهو ممن ينتصر للشيخ علي السبيتي لما فهم تكليف الأميرين لي بذلك كر راجعا إلى الشيخ علي السبيتي وكلفه خطبة ثانية فلما عاد الأميران محفوفين بالعز والاقبال وما شاهداه من السرور من ذلك الوزير كان محفل عظيم جامع للعلماء والكاتب والأدباء والأمراء فحضر الشيخ احمد عز الدين واحضر خطبة ثانية من الشيخ السبيتي فتليت على الجمهور ففرحت بذلك لتخلصي من هذا المأزق فطلبا مني الخطبة فامتنعت فلم يقبلا وتليت خطبتي مرارا واستحسنها الجميع السيد محمد مهدي ابن السيد إبراهيم ابن السيد معصوم العلوي السبزواري ولد في مدينة سبزوار يوم 18 شعبان 1326 ورحل مع والده سنة 1327 إلى الكاظمية حيث قضى طفولته فيها ثم هاجر إلى كربلاء وتلقى فيها الفقه والأصول على الشيخ على الشاهرودي والشيخ القفقازي اللنكراني النجفي. وبامر من والده ترك كربلاء والكاظمية في محرم 1344 عائدا إلى سبزوار حيث أسرته. وبقي هناك مشتغلا في تحصيل الفقه والأصول والعلوم العربية إلى أن توفي فيها سنة 1350 ورغم حداثة سنه ألف بعض الكتب والرسائل منها:

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 70
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست