responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 437

وقد افتتحت الحفلة بالوقوف والصمت دقيقة، حدادا على الفقيد الكبير، ثم تلا فضيلة الشيخ عبد الحليم بديري ما تيسر من آي الذكر الحكيم، وألقى السيد محيي الدين بزري كلمة باسم الجمعية، وألقى بالتتالي كل من السادة: سلمان امون كلمة نجيب صعب قصيدة أدمون فلفلي قصيدة احمد سامي كلمة إبراهيم حاوي قصيدة محمد مكي كلمة يونس محمد يونس قصيدة علي مرتضى سليمان كلمة فخر الدين هاشم كلمة محمد نصر الله كلمة وألقى سلمان امون كلمة بعث بها السيد نعمة عيسى من جامعة طب ليون بفرنسا كما ألقى الدكتور الغندور كلمة.
واختتمت الحفلة بحديث ديني للشيخ عبد الحليم بديري، وكلمة موجزة للسيد محمود برجي رئيس الجمعية، وكان الجميع يعددون صفات المجتهد الأكبر وماثره ويشيدون بخدماته الدينية والعلمية والاجتماعية.
للشيخ محمد علي اليعقوبي النجفي وقد زار دمشق بعد سنتين من وفاته:
قد كنت آمل ان أراك * إذا دخلت الشام حيا ويقر طرفي ان رأى * لمعان ذياك المحيا واليوم زرتك ثاويا * بثرى له تعنو الثريا ما المسك أطيب من شذى * عبقاته نفحا وريا لم يسل ذكرك غدوة * أبد الحياة ولا عشيا فلئن طوتك يد الردى * فبنشر ذكرك سوف تحيا في وداعه بقلم: الأستاذ سعيد تلاوي صاحب جريدة الفيحاء لا اعرف من هو صاحب الحكمة القائلة: ان هذه الأمة لا تعرف قدر رجالها الا بعد الموت!
وانها لحكمة ذهبية بالغة... تصور حقيقة مرة من حقائق حياتنا المرة... والتي نحياها من عراك دائم وصراع عنيف مع العظماء... حتى إذا ماتوا قمنا نبكيهم ونرثيهم ونلطم الخدود حزنا عليهم... ونشق الجيوب أسفا لفراقهم....
وقد سرت أمس في موكب وداع فقيد الاسلام السيد محسن الأمين رضي الله عنه إلى الدار الآخرة... فأدركت تلك الحكمة... وقلت إذا كانت هذه الأمة لا تعرف قدر رجالها الا بعد الموت... وإذا كان هذا القول ينطبق على جميع من مات من الرجال العظام... فهو لا ينطبق على الامام المجتهد الأكبر السيد محسن الأمين رحمه الله.
فلقد كان فقيدنا العظيم بلل الله ثراه وجعل الجنة مأواه... في مقدمة علماء الاسلام الذين عرفوا الاسلام حق معرفته ودعوا إلى سبيل الله بالهدى والموعظة الحسنة... وكان في شخصيته السامية المقدسة مثلا يحتذى في التسامح والتواضع وتقريب القلوب وتوحيد الصفوف وجمع الكلمة...
فاحتل بذلك المقام الأول بين علماء الاسلام الذين يشار إليهم بالبنان وتسير بذكرهم الركبان... ولهذا كان رضي الله عنه عظيما في حياته وعظيما مماته.
وأرى من واجبي ان أشير بهذه المناسبة الموجعة... إلى أن الفقيد العظيم كان وطنيا كأي وطني مشهور من أقطاب السلف الصالح الذين يحرضون على الجهاد... ويحضون على اعلاء كلمة الله... وقد أصدر فتوى ممتازة بدعوة الناس إلى الجهاد المقدس في فلسطين... تلك الفتوى التي هزت العالم الاسلامي هزا عنيفا... وألقت الرعب في عالم الغرب...
ولئن أعطي الفقيد العظيم دروسا بالغة في الدين والأخلاق والوفاء والمروءة والزهد... مما يذكر له بالاعجاب والثناء والإكبار... فكذلك اعطى رضي الله عنه دروسا أكثر بلاغة لمن يريدون ان يكونوا رجال دين... أعطاهم دروسا بان يخرجوا من الدنيا خروجا بينا صريحا ويخلصوا لله تعالى الطاعة والعبادة... ويصفوا للناس الدعوة إلى الصراط المستقيم.
أحسن الله إلى الامام المجتهد الأكبر احسانا كريما ونفع المسلمين ببركته وعلمه وآثاره وحشرنا معه جميعا في مقام الصديقين الأبرار...
في موكبه الأخير بقلم: الأستاذ جوزيف شلهوب كنت أمس في موكب الشيخ الأمين الأخير...
وخلال الخطوات الهائلة التي كانت تقرع وجه الأرض... تبدت لي الحكاية السوداء كأوضح ما تبدو... بدت هزيلة عارية... ولم تكن حكاية الموت هذه لتبدو على عري حقيقتها الا لأنها التحفت ظل هذا العملاق الذي نسير في موكبه، وانطلقت عبر استمراره العظيم في حس الزمن... وكانت عنده قبل وبعد ظلا باهتا لا حياة فيه ولا نمو...
لقد تجلى في موت الأمين معنى حياته...
وفي معنى الحياة ابعاد تستقل عن مدار الزمن ويصبح الوجود عندها يقظة نورانية أبدية... شعلة تتساقط منها ملايين الشرارات فتوقد ملايين الشموع...
وابعاد الحياة هذه، حركة موضوعية بناءة منطلقة، صلبها العمل الواعي المنتج والمعرفة... وثمة حياة أخرى، ناس يمرون في الدوامة...
ناس وراء الجدار، ينخرون عرق الحياة ويقتلهم ما ينخرون... ينثرون الغبار ثم يتيهون فيه إلى الأبد أحرفا هيروغليفية تافهة المدلول...
والمعاني في حياة الشيخ الأمين تتماسك في موضوعية مثلي، وتاريخها عظة كبرى لجيلنا وأمتنا شراع في الشرق عبر الخرفات والترهات والنفاق...
لقد وعى الشيخ الأمين منطلق الوجود الإنساني... وعى المعرفة فطامح في سبيلها طفلا ووقف بشرف وبطولة في ساحتها... وخلال كفاحه العنيد هذا استطاع ان يعي حقيقة المدلول الأساسي للمعرفة، وان يلمس أيضا الطاقة الهائلة التي يملكها الحرف فخرج ليقف حياته عليها...
وظل طوال سبعين عاما وقلمه في يده... وكثيرون رفعوا في أيديهم أقلامهم ولكنهم كانوا امتدادا طبيعيا لوعيهم وذاتيتهم... فغمسوها في متاهات التضليل والكذب والتفاهة... وهنا ينتصب الشيخ الأمين عملاقا ضخما... فلم تعرف بلادنا العربية رجل دين مثل الشيخ الأمين رفع قلمه

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 437
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست