responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 430

حقه الألسن وان هذه القلوب التي عمرتها بفيض من الايمان الصادق ورضتها على الصبر والتسليم تقف الآن واجفة تغمرها روعة المصاب وتصدعها صدمة الأسى ثم تفيض مهجها بالنجيع ترسله الأعين معربة عن شعورها بالألم العميق ولسان حالها يقول:
آه ما ذا نودع الأرض التي * رمق العالم فيها اودعا صاحب النعش الذي قد رفعت * بركات الأرض لما رفعا فأسلناها على انسانها * حدقا وهي تسمى أدمعا وعقرناها حشي حول حشي * يتساقطن عليه قطعا ونضحناها ولكن مهجا * صنع الوجد بها ما صنعا فإلى يثرب بي ان بها * سيد الحي المعزى اجمعا قف بها وانع قريشا كلها * فقريش اليوم قد ماتوا معا وأخيرا نسأل المولى الذي فجعنا بفقدك ان يجعل لنا من أشبالك الأفاضل وذويك الأماجد خير سلوة وعزاء رضي الله عنك وأرضاك فاذكرنا عند ربك واجعلنا من همك.
وقالت جريدة القبس بعنوان:
الموكب الجليل لنقل جثمان المجتهد الأكبر يخترق شوارع العاصمة إلى مقره الأخير امام ضريح السيدة زينب، موكب هائل يسير من العاصمة حتى ضريح السيدة زينب في خشوع وجلال.
غصت باحة المدرسة المحسنية وابهاؤها صباح أمس بالوفود التي زحفت إليها من مختلف انحاء العاصمة وشتى المدن السورية واللبنانية للاشتراك في تشييع جثمان المغفور له العلامة المجتهد الأكبر السيد محسن الأمين، وكان الجثمان الطاهر في إحدى غرف المدرسة، محروسا برجال الشرطة طيلة الليلة السابقة وحتى موعد التشييع. وقد وصلت إلى العاصمة أمس وفود كثيرة جديدة من العراق وسورية ولبنان، وكان قراء القرآن الكريم يرتلون الآيات البينات، فتنقلها مكبرات الصوت إلى الشوارع المحيطة بالمدرسة حيث ازدحمت الجماهير لوداع الراحل الكبير.
الوفد اللبناني يشكر وفي تلك الأثناء كان رئيس الدولة يستقبل رئيس المجلس النيابي اللبناني، ووزير الاشغال العامة وممثل فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية، ووزير الدعاية والأنباء ممثل دولة رئيس الوزارة اللبنانية ووفد من كرام اللبنانيين الذين اعربوا لدولته عن الشكر الجزيل لما أبداه من اهتمام في تشييع الفقيد الكبير وكان بين أعضاء الوفد اللبناني الرسمي فضيلة الأستاذ الشيخ محمد علايا مفتي الجمهورية اللبنانية.
برقيات ملوك المسلمين وزعمائهم وقد توافد على الدار بالإضافة إلى الوفود الكبيرة، الوزراء المفوضون للدول العربية والاسلامية وقد تلقى وزير إيران المفوض برقية من حكومته لتمثيلها في موكب التشييع.
وتلقت لجنة التشييع ألوف البرقيات بينها برقيات من ملوك المسلمين ورؤسائهم وكبار رجالات الهند والباكستان والأفغان وإيران والعراق ومصر ولبنان والأردن.
مغادرة المدرسة المحسنية وفي الساعة الحادية عشرة، حمل نعش الفقيد الكريم على الأكف، وكان رجال الشرطة قد اصطفوا على جانبي شارع الأمين، وتقدم طلاب الكلية الشرعية في صفين من الجانبين وسار خلفهم طلاب المدارس، وعند ما خرج النعش محمولا على الأكف، كانت اللوعة قد أسالت الدموع فتحرك الموكب بخشوع بالغ وجلال عظيم في اتجاه المسجد الأموي.
وسار خلف النعش الذي لف بالعلم السوري وتقدمته علبة زجاجية تحمل الوسامين اللذين منحتهما للراحل الكريم حكومتا سورية ولبنان، وهما وسام الاستحقاق السوري الممتاز ووسام فارس من الدرجة الأولى اللبناني سار خلف النعش مباشرة آل الفقيد يتقدمهم أبناؤه السادة: محمد باقر وحسن وجعفر وهاشم وعبد المطلب يتلوهم ممثلو رجال الدولة الدكتور خالد شاتيلا الأمين العام لرئاسة الدولة، والدكتور أنور حاتم الأمين العام لرئاسة مجلس الوزراء والعقيد جميل رمضان ممثل الأركان، وتبعهم أعضاء لجنة التشييع فرجال الدين من مختلف الطوائف، فوفود المدن السورية واللبنانية فرجال المدينة وكان الموكب يموج بالكتل البشرية وكانت الجموع تتزاحم بالمناكب وتسير في خشوع وجلال، وقد أغلقت الأسواق التي مر بها الجثمان، وهي أسواق: الأمين، ماذنة الشحم، البزورية، السلاح، الصاغة.
التعازي في الباب الصغير وقد صلي على الجثمان في المسجد الأموي، ثم نقل محمولا على الأكف، من طريق سوق الحميدية التي أغلقت متاجره، فشارع الدرويشية، فمقبرة الباب الصغير، وهناك انزل النعش، ووقف آل الفقيد يتقبلون التعازي من وفود المشيعين. وعلى الأثر نقل الجثمان إلى سيارة صحية في طريقه إلى قرية السيدة زينب حيث ترقد حفيدة رسول الله ص، وتبعتها مئات السيارات ناقلة الألوف لتوديع الفقيد العظيم في مقره الأخير.
وتقدمت موكب السيارات سيارة جيب يمتطيها عدد من رجال الدرك، فكوكبة من راكبي الدراجات النارية وسارت خلفه سيارات اللجنة الرسمية للتشييع، فسيارات وفود الدول العربية والاسلامية ورجال السلك السياسي العربي والإسلامي والأجنبي فسيارات المشيعين فسيارة جيب يمتطيها بعض رجال الدرك.
في مقام حفيدة الرسول ص وعند ما وصل الموكب إلى روضة السيدة زينب أدت قوة من رجال الدرك التحية لجثمان الفقيد، ثم ادخل الجثمان إلى الروضة ريثما استراح المشيعون قليلا، وهنا القى فضيلة الأستاذ الشيخ علي الجمال كلمة شكر فيها رجال الدولة في سورية ولبنان والذين ساهموا في التشييع وعلى الأثر نقل جثمان الفقيد العظيم إلى مقره الأخير بجوار ضريح السيدة زينب ووقف آل الفقيد يتقبلون التعازي.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 430
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست