responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 428

الأسف لأن بعض الجهال من رجال الدين يؤرثون النعرات، ويثيرون الحزازات بدلا من أن يكونوا لبني ملتهم أنوار هداية، ونباريس فضيلة وكم بذل وجهد في سبيل إزالة ما بين الطوائف الاسلامية المختلفة من فروق طفيفة لا موجب لها ولا داعي. وقام باصلاحات اجتماعية، وقضى على الخرافات واتصل بكبار رجالات العالم الاسلامي، وأقام معهم صداقات وأخوات نبيلة، وكان لا يفتر عن الدرس والمطالعة والتآليف وقد طبع له حتى الآن 65 مجلدا لا يقل واحدها عن 500 صحيفة وان نسخ هذه المؤلفات وتصحيح رواميزها لمن المعجز ان ينهض بها رجل مثله كثير المشاغل والأعمال.
ونشرت جريدة العصر الجديد تحت هذا العنوان:
الموكب الرهيب لجنازة المجتهد الأكبر يخترق شوارع دمشق... تشيعه عشرات الألوف بالدموع والحسرات، كان على رأسهم الطير، ونشرت مشاهد مختلفة من المواكب وقالت:
في الساعة العاشرة و 45 دقيقة من قبل ظهر الثلاثاء الواقع في 1 نيسان عام 1952 اجتمعت في المدرسة المحسنية في شارع الأمين في دمشق جميع الوفود القادمة من بيروت ومن جبل عامل والعراق وإيران وجماهير لا تحصى من مختلف الطوائف والهيئات السورية واللبنانية والعربية.
ممثلو الزعيم والعقيد ورئيس جمهورية لبنان وكبار الهيئات والطوائف.
وحضر أيضا ممثل دولة رئيس الدولة وممثل فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية. وممثل سعادة رئيس الأركان العامة، وممثلو هيئات السلك السياسي العربي والإسلامي وسماحة مفتي دمشق وسماحة قاضي دمشق وأصحاب السيادة رجال الاكليروس والبطاركة والمطارنة لجميع الطوائف الكاثوليكية والأرثوذكسية والسريانية والأرمنية والبروتستانتية ورهط كبير من علماء الشريعة الاسلامية وغيرهم مما لا يمكن لصحيفة يومية ان تأتي عليه كله.
النعش المسجى في القاعة الأثرية وكان النعش المسجى فيه فقيدنا الغالي سماحة المجتهد الأكبر العلامة السيد محسن الأمين موضوعا في القاعة الأثرية الكبرى للمدرسة المحسنية في شارع الأمين وكان يحرسه فريق من رجال الشرطة وكبار علماء الطائفة الجعفرية ووجهائها في دمشق وبيروت وجبل عامل حيث لم يغمض جفن أحد بل الجميع ساهرون يذرفون الدموع ويرسلون الحسرات على الفقيد الغالي.
وكان الخشوع وجلال الموت الرهيب ووقار الفقيد الغالي يخيم فوق هذه القاعة الأثرية وعلى المدرسة وما حولها من منازل وشوارع.
الوفود والجماهير وقد هبطت دمشق أمس وأمس الأول جماهير لا يحصيها عد قادمة من لبنان ومن بيروت ومن جبل عامل ومن كل الجهات التي تحب الفقيد.
رثاء الفقيد وقبل ان يتحرك الموكب القي خطاب المربي الأستاذ احمد صندوق ألقاه نيابة عنه الشيخ علي الجمال.
تحرك الموكب وفي الساعة الحادية عشرة و 15 دقيقة تماما من قبل ظهر الثلاثاء تحرك الموكب من المدرسة المحسنية يتقدمه الأوسمة الممنوحة محمولة على الأكف ثم رجال الشرطة على الجانبين وعدد من رجال الجيش والشرطة والدرك على الدراجات النارية لفتح الطريق امام سير الموكب فأساتذة الكلية الشرعية الاسلامية يسيرون امام النعش.
المؤذنون يرددون اسم الله ثم المؤذنون الذين كانوا يرددون اسم الله الأكبر بخشوع ورهبة أمام النعش.
النعش يحمل على الأكف ثم نعش الفقيد ملفوفا بالعلم السوري ومحمولا على الأكف من قبل هيئة خصصتها المدرسة المحسنية وقد وضع كل واحد منهم شريطا اسود إشارة الحداد والحزن.
رجال الدولة والعلماء والاكليروس سار خلف الموكب كبار الرجالات الرسميين في سوريا ولبنان وممثلو الدول العربية والاسلامية والشرقية فالعلماء فرجال الاكليروس ورجال الطائفة الجعفرية فجماهير لا يحصيها عد.
الدرك ينكس أسلحته وكان رجال الدرك ينكسون أسلحتهم ويسيرون بصفوف طويلة على الجانبين.
الموكب يسير لقد سار الموكب من المدرسة المحسنية إلى الجامع الأموي عن طريق شارع مدحت باشا البزورية وكانت الأسطحة المطلة على الشوارع تحتشد عليها خلائق لا تحصى كما أن الأرصفة كانت مشغولة على الجانبين ومكتظة بالجماهير.
الأسواق التجارية تغلق لقد أغلقت المحلات التجارية التي كان يمر بها الموكب وكانت الرهبة والخشوع وجلال الموت الرهيب يسود هذا الموكب فلا تسمع الا حثيث الاقدام ولا تسمع الا الزفرات في الصدور ولا ترى الا العبرات على الخدود وفي وسط هذا الصمت كان الناس وكان على رؤوسهم الطير وكانت أصوات المؤذنين تنادي الله أكبر: الله أكبر.
الصلاة في الجامع الأموي وبعد ان صلت جموع ملأت المسجد الأموي على رحبه على جنازة الفقيد حمل النعش على الأكف حسب البرنامج وخرج من باب سوق الحميدية تتقدمه وتسير خلفه الهيئات التي ذكرناها.
الموكب يسير في سوق الحميدية وتابع الموكب سيره فاغلق سوق الحميدية والأسواق الواقعة حوله احتراما وحزنا على الفقيد الغالي.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 428
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست