responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 414

مفصلة فإنها أمور اعتيادية ولا سيما اني لا اقصد الإضرار بأحد وقد سامحهم في حياته وعنفوان قوته وعفا عنهم غير اني اورد بعض ما عرفته فيه بصورة مجملة على طريق الذكرى:
عرفت الفقيد في أراضي مكة المكرمة عام 1340 ه‌ في أثناء أدائي حجة الاسلام فرأيت فيه ذلك الرجل الذي يمثل الخلق المحمدي بأتم معانيه فلا تراه الا بما مدح الله عز وجل رسوله ص بقوله: وانك لعلى خلق عظيم.
عرفت فيه العلم الغزير والحكمة البالغة فكان إذا تكلم تقول: بحر طام فما ذكرت مسالة الا اورد لها أو عليها الدلائل الواضحة والبراهين المقنعة وما تباسطوا في بيت من الشعر الا أوضح اسم قائله وربما أكمل القصيدة كأنما ينقلها لك من كتاب مفتوح أمامه حتى أن الإنسان ليقف مبهوتا من شدة حفظه ووقوفه على دقائق الأدب العربي ومعرفة تالده وطريفه فلا يكاد يغيب عنه منه شئ.
أما القواعد النحوية والمسائل الصرفية فلقد كان فيها امام الأئمة فما تغيب عنه شاردة ولا واردة بحيث لو شاء املى ذلك كله بما لا يحتاج بعد ذلك إلى مزيد.
ولقد كان في الأصول والمنطق الامام الأوحد وحكيم الحكماء حتى ليخيل لك عند سماعك له لدى المناظرة أو مقارعة حجته الواضحة بالحجج المخالفة ان ذلك القول قد رضعه وشب عليه بما يقتنع به عند سماعه كل معاند ويثبت به فؤاد كل مؤمن صادق.
عرفت في الفقيد الكرم الهاشمي بحيث كان يرجح غيره على نفسه مع شدة الحاجة إليه حتى لكأنه ممن عناهم الله بقوله:
ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة.
عرفت في الفقيد دماثة الأخلاق ورحابة الصدر فكان يتسع لكل سائل ويعطيه جوابه ولو كان السؤال لا يحتاج إلى جواب غير أنه يفهم السائل واجبه حتى يذهب عنه منشرحا صدره سرورا من ذلك اللطف الذي شمله به.
ولقد كان الفقيد هو المثل الأعلى في قول الحق والصدق والجرأة على مقاومة الباطل فمثل البطولة الهاشمية في العلم والشجاعة والكرم والصدق والحلم والجود وسعة الخلق والاتساع للناس حتى كان يحتمل منهم ما تعجز عن حمله الرواسي الشاهقات، وكان يكره خصال الكذب والإفك والافتراء وقول الزور وعمله مهما يكن شأن القائم به.
شعره له ديوان شعر كبير نقتطف منه ما يدل عليه: فمن ذلك قوله يصف حياته ويرثي نفسه وقد نظمها سنة 1344 ه:
لئن كان قد ولى الشباب وعصره * وناف على الستين لي سنتان فما شاب لي عزم ولا فل ساعد * ولا حل لي ركب بدار هوان ولا انا ممن يستهيج فوائده * رسوم ديار اقفرت ومغاني فيوقف في الربع الركاب مسائلا * ويغري دموع العين بالهملان ولا انا ممن يتبع الركب طرفه * إذا هو لج الركب بالوخدان ولا انا ممن يملك الحب قلبه * لغانية تختال بين غواني كفاني تسأل الرسوم التي انمحت * سؤالي لأسفار العلوم كفاني وحسبي بحب الغانيات صبابتي * ببكر علاء غراء غير عوان واني لنزاع إلى درك غاية * هي الغاية القصوى ونيل أماني ولست إلى خفض من العيش نازعا * فما مستريح غير من هو عان وذي شنان انضج الضغن قلبه * وشب به نارا من الشنان يراني فيغضي الطرف عني جانبا * كأني قذى عينيه حين يراني ويبسم لي عند اللقا متكلفا * ويدنو وليس القلب منه بدان ويظهر لي مهما حضرت مودة * فان غبت عنه بالسهام رماني رويدك لست اليوم أو أمس أو غدا * بهمي ولكن غير شانك شاني وما انا معني بمثلك أو إلى * نظيرك يوما قد ثنيت عناني وشرقت إذ غربت شتان بيننا * فنحن لعمر الله مختلفان وجدتك في نفسي ضئيلا فلم أكن * أبالي بما تبدي من النزوان الا يا أخا الشحناء كن كيفما تشأ * فلست بقال من يكون قلاني ولي من يراعي ان خلوت ودفتري * نديمان عن كل الورى شغلاني نديمان ما ملا حديثي وصحبتي * وان هي طالت لا ولا جفياني وعندي نديم ثالث هو مفزعي * إذا ناب خطب من خطوب زماني وما مل يوما صحبتي لا ولا جفا * إذا ما صديقي ملني وجفاني مفرج همي ان حزنت وكاشف * لكربي إذا بعض الكروب عراني نديم له علم بكل غريبة * خبير بما يجري بكل زمان نديم مطيع لي متى ادعه يجب * إجابة لأوان ولا متران الا يا نداماي الذين عهدتهم * ندامى صفاء عشتم بأمان إذا هو حال الموت بيني وبينكم * ووافى نعيي نحوكم فنعاني هناك اذكروا بالله ما كان بيننا * وقولوا الا لله در فلان فمن لكم مثلي أليف موافق * خليل صفا باق على الحدثان ومن لكم مثلي إذا ما تزاحمت * أمور على الألباب ذات معاني ومن لكم مثلي لدى حل مشكل * يضيق به في الناس كل جنان ولا تصحبوا بعدي أليف تكاسل * ولا تصحبوا بعدي حليف تواني ويا أيها الجوال في الطرس لا تحل * عن العهد ان جاورت غير بناني ولا تنس ذكري ان أصابتك كبوة * بكف سوى كفي لدى الجولان وقل رحم الرحمن من كان كلما * عرت مشكلات في العلوم دعاني براني باري الخلق طوع يمينه * فمهما انبرى للمعضلات براني وقل رحم الرحمن من كان ان بدا * ضلال إلى نهج الصواب هداني ولا تنس ذكري ان جريت بحلبة السباق * مع الأقلام يوم رهان فبي أيها الجوال قد كنت سابقا * إذا ما جرى في حلبة فرسان واني أخوك الصادق الود فاذكر * إذا ما افترقنا اننا اخوان وأنت الذي ما خنتني عند مازق * بيوم ضراب أو بيوم طعان فكنت لدى ضرب الصوارم صارمي * وكنت لدى طعن الرماح سناني وكنت لدى نطق اللسان شقيقه * وكنت لدى صمت اللسان لساني إذا ما شربت الصاب بعدي فقل الا * سلام لمن بالشهد كان سقاني ويا أيها المشحون علما وحكمة * وبحثا وايضاحا وحسن بيان إذا لم تجد بعدي خليلا موافقا * فقم وابكني فيمن يكون بكاني

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 414
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست