responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 411

هذه لمحة خاطفة عن حياة امامنا الأمين، أبرزها حية ناطقة بعظمته، وهي حياة حافلة بالجليل من الأعمال يعجز عن ادراك مداها العقل.
فوق الطائفيات بقلم: الأستاذ عبد اللطيف الخشن يحق لي، وانا واحد من مئات التلامذة الذين أشرب الراحل العظيم السيد محسن الأمين في نفوسهم حب العلم، والفضيلة، وصقل عقولهم، وأفكارهم، يحق لي ان أقول كلمة بمولاي الامام الفقيد. فأعود فيها بالذكرى إلى نحو أربعين سنة تقريبا يوم نزحت من مسقط رأسي إلى دمشق الشام إلى مدرسته حيث صرفت ربيع الحياة، ان في هذه الذكريات التي تجذبني للكتابة عبرا وعظات تعود إلى أحلام الطفولة العذبة إلى حضن الأمومة الجميل، إلى باكورة زهوي ومرحي إلى أول صف. في أول مدرسة، جعلت مني بشرا سويا.
لم يكن السيد محسن الأمين في معاملاته لغير أبناء الطائفة الشيعية أقل من معاملته الحسنة لأبناء طائفته، ولم أجد في حياتي كلها مؤسس مدرسة في الدنيا لا يبالغ بحب أبناء طائفته أولا وايثارهم على غيرهم، وجعلهم مقدمين في الوظائف على غيرهم باستثناء مولانا الراحل الذي كان يفتش عن معلمين للمدرسة يحسنون التدريس، دون النظر إلى الطائفة التي ينتمون إليها إذ كان يفتش عن الإنتاج الفكري، والنضوج العقلي، والوعي في الأستاذ دون ان يسال عن طائفته، وعن نحلته وهذا بشهادة جميع الذين لمسوا من الراحل الكريم هذا التسامح وهذه العدالة.
ثم انني لا أزال أتذكر الأساتذة الذين كانوا يدرسون في المدرسة العلوية والمدرسة المحسنية اليوم وقد كان الفقيد طيب الله ثراه جاعلا المدرسة من ارقى المدارس تعليما وتنظيما وأحدثها وأنماها بالعلوم الحديثة، وتعليم اللغات الأجنبية. وما كنت تتوسع به وتدخله في برامجها عائد إلى جهود الفقيد، وسهره على الأساتذة والتلامذة.
ولنعد إلى تساهل فقيدنا، الذي يجب ان يكون أمثولة حية لرجال الدين والعلم كافة.
لقد كان أساتذة المدرسة من جميع رجال الطوائف، واني لأذكر على سبيل الاستشهاد والمثال ان معلمي الدروس الصرفية، والنحوية كانوا من السنة والشيعة، وكان المدرس للغة الافرنسية مسيحيا يسمى الأستاذ شاكر، وكان مدرس اللغة التركية سنيا اسمه علي أفندي ومدرس تحسين الخط الأستاذ ممدوح الخطاط المعروف.
ونظرا للشهرة التي نالتها المدرسة يومئذ أقدم الكثيرون على ارسال أولادهم إلى المدرسة وهم من مختلف الطوائف، ولم يكن في برامج التعليم أية صفة خاصة، أو ميزة لفريق دون آخر من التلامذة.
ولا أزال أتذكر المؤذن الذي كان منتخبا لوظيفة الآذان في كل فرض من فروض الصلاة عندما كنا نقيم الصلاة جماعة، وقد كان الطلاب يصلون جماعة من الصف الأول حتى الصف السادس ليتعود التلامذة منذ الصغر على تقوى الله وحب الفضيلة!
كان المؤذن رخيم الصوت اسمه علي قضماني من أسرة القضماني السنية المجاورة لمنطقة الخراب منطقة الأمين اليوم وكان مفضلا، ومقدما للآذان على جميع رفقائنا، بالرغم من وجود تفاوت جزئي في الآذان بين السنة والشيعة، وهو إضافة حي على خير العمل بعد حي على الفلاح.
المجتهد الكامل بقلم: الشيخ يوسف كمال صاحب مجلة الرفيق التي تصدر في بونس ايرس.
مما يسجل بأحرف من نور في صفحة الخلود لامامنا الحجة السيد محسن رضي الله عنه وأسكنه فسيح جناته، انه كان المجتهد الكامل الذي حمل في صدره العلم الصحيح من منابعه الصحيحة، ولم يبخل به ولم يختزنه ولم يقف به امام البدع والتقاليد العقيمة موقف المداري، بل شهر سيف الحق ومرقم الهداية وأقدم اقدام أجداده الأطهار الأئمة آل بيت الرسول ص وأخفت صوت الضلالة وأزاح غمة الغواية ونقى العادات والتقاليد من الشوائب ورسم الطريق المثلى للمخلصين ودعم القول بالعمل فكانت سيرته سيرة المعلم الهادي، ولم يكتف بان فتح بيته محجة للرواد والقصاد والمنتجعين ولم يكتف بما حبر وأذاع ونشر، بل أقام المدرسة المحسنية الكبرى وانتخب لها خيرة المدرسين واقبل عليها الطلاب حتى من العراق وإيران، وكانت نتيجة طلابها دوما متفوقة وكانت نسبة نجاحهم مرتفعة جدا بالنسبة لبقية المدارس. وقد اطلق أخيرا بقرار من الهيئة التأسيسية للمدرسة اسم المحسنية عليها عرفانا لجميل الإمام الحجة السيد محسن الأمين الذي نجتمع الساعة على ذكراه الخالدة الحية في النفوس والقلوب.
أيها الراحل العظيم.
ما ذا نقول فيك الا ان نعيد ما قاله العلماء والشعراء والأدباء في أسلافك العظام منذ مئات السنين، لقد كنت واحدا من أولئك الذين يرسلهم الله جلت حكمته في فترات من الزمن فيحيوا سنته، ويهدوا إلى شريعته. ويضعوا لهذا العالم الحائر ميثاق الهدى والرحمة. فانعم في جنان ربك، فلقد أديت يا مولاي رسالتك العظيمة، رسالة أهل البيت المجتبين.
ولله در ابن الرومي الذي قال في أحد أسلافك العظام يحيى بن علي ما نردده نحن في يوم ذكراك الخالدة:
سلام وريحان وروح ورحمة * عليك وممدود من الظل سجسج ولا برح القاع الذي أنت جاره * يرف عليه الأقحوان المفلج كما أن لنا يا مولاي في أنجالك أقمار هاشم العزاء والذخر. ولا يزال ولن يزال ذكر نجلك السيد حسن عابقا في أنديتنا ما دام في هذا المهجر من يعتز بمكارم الأخلاق ويهزه الأدب اللباب.
في إيران بقلم: الشيخ سليمان ظاهر صورة ماثلة من رحلات إفذاذ العلماء العاملين الذين كانوا يجوبون

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 411
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست