responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 398

الا عمل الشمعة تذوب لتنير، وعمل النحلة تشتار وتقضي كي تغذي، وهو العمل الأكبر الذي تباركه الإنسانية والحياة ولا ينهض بمثله الا أصحاب النفوس الكبيرة.
عالم في فرد بقلم: الشيخ محمد حسن المظفر.
كان رجل العلم والفضيلة فقيدنا الغالي الحجة الأمين طاب ثراه من أولئك المهاجرين الذين تفقهوا في حاضرة النجف، ورجع إلى سوريا لانذار قومه، وارشادهم إلى ما يتطلبه الدين من تعاليم واخلاق شأن ما أوحته الآية الشريفة، فما استقرت قدمه في عاصمة سورية الا وكان وحده طائفة كبيرة في جهاد الإنذار إلى قومه الذين حل بين أظهرهم فحسب، بل كانت دعوته تسير بين الحواضر و العواصم وتعم الحاضر والباد وما كان عالما بين فرقة بل قام بما تقوم به عدة علماء بين فرق شتى تناءت بلادها واختلفت مذاهبها تحسبه وقد حضر مجامع الناس وجوامع الصلاة لا شغل له الا هداية الأمة بأقواله واعماله، وتراه وقد حمل اليراع بين أنامله فتخاله لا فراع له لغير التأليف والبحث والتنقيب، فلله أنت كيف جمعت بين هذه التكاليف الجمة التي لا يقوى عليها الا أمة، فلا بدع فقد وجدناك طائفة بين فرق لا فردا بين فرقة فأنت ممن لا يأتي به الدهر الا صدفة ولا يسمح به الزمن الا خلسة:
ليس على الله بمستنكر * ان يجمع العالم في واحد فلا نكران إذا افتقدنا بفقدك عصبة اولي قوة وعلماء أولي خشية.
المرتفع فوق الفوارق بقلم: الأستاذ صلاح الأسير.
كأني بك أيها الحاضر الغائب! وقد توارى وجهك النير عن هذه الدنيا، ما زلت حيا معنا بعملك الصالح وعلمك الصحيح واجتهادك الذي لا يعرف غير الحق وجهة وقبلة فمن أجل هذا تقاسم الفجيعة بك جناحا الاسلام: الشيعة، والسنة فما كنت يشهد الله لواحدة دون أختها، ذلك انك أدركت سر الينبوع الواحد، فارتفعت فوق الفوارق لتخدم الاسلام كله في أهدافه ومراميه، لا فرق عندك بين مذهب ومذهب وشيعة وسنة، فكنت من الأئمة الأخيار الذين يؤلفون ما تنافر من القلوب.
ويطفئون ما تعالى من لهيب الفتن فكان يومك في دمشق وأنت في الذروة من أهل الرأي في الشيعة يوما ذكرت فيه دمشق البلد السني يوم صلاح الدين بن أيوب فإذا بترابها الطيب يضمكما في حدب وحب وتكسب دمشق إلى أمجادها الخوالد مجدا جديدا فكلاكما القائد الفذ هو في المعارك والذود عن ارض العرب وأنت في بذر الحب والقضاء على الضغائن، وتتعادل في ميزان التاريخ الكفتان ليزدهي تاج دمشق برصيعتين تساوتا في الألق والجوهر واللمعان ولقد كنت عزوفا عن بهرج الدنيا فما استهوتك قط وكنت اسبر الناس لاغوارها واعرف الناس بأنها متاع الغرور فلم تنهض لتكديس مال أو للاتجار بجاه واتخذت من العمل الباقي والمعرفة الخيرة طريقا إلى مرضاة الله فما همك التزلف لبشر مهما علاء قدره في موازين الناس الخاسرة فربحت الدارين وأنت تبتغي الدار الواحدة الدار الأخرى فلقد أفاء الله عليك بتقدير النخبة من عباده الذين رأوا فيك مشعلا من مشاعل الهدى والنور ورأوا في أقوالك وآثارك أفاق اليقين الرحب وأجواء الاخلاص المنزه فكنت انى حللت موضع تقدير الناس ومحط احترامهم هذا الاحترام الذي ارتفع إلى مراتب الايمان والقداسة كنت وليا من أولياء الله في حب الله وحب الخير لعباده فأكرمك الله حيا وأكرمك ميتا.
أجمع العلماء لفضائل العلم بقلم: الأستاذ يوسف أسعد داغر.
هو المصلح المرشد والمجتهد الأكبر السيد محسن الأمين، عالم محقق ومصلح ديني واجتماعي شهير ومرب له على بعض النش ء الحديث في سوريا أكبر الأثر، وشاعر مفلق ومؤلف جليل من أكابر الرجاليين، ألف في الفقه والأدب والنقد والتاريخ واللغة وفنونها والسير والطبقات. فقد كان في النصف الأول من القرن العشرين بين علماء الإمامية مشعلا من مشاعل الهدى والنور كما كان موضع تقدير الناس ومحط احترامهم.
عمل حياته مجاهدا في سبيل العلم والخير مدافعا عن الحق تغمره روح انسانية، رائده الاخلاص في العمل والتنكب عن الرياء والتضليل، وهو أحد نوابغ العلماء ومجتهدي الفقهاء ممن انجبهم جبل عامل ولعله بين علماء القرن الرابع عشر اجمعهم قاطبة لفضائل العلم واخلاق العلماء وزهدهم وتواضعهم وعفتهم.
قام بوصفه مصلحا اجتماعيا بثورة على شوائب الدين وعلى الجهل والأمية فوضع في سبيل هدي أبناء ملته ما وضع من كتب ومؤلفات وأسس لهم في دمشق مدارس علمية حديثة فتح أبوابها للجميع على السواء.
وهو وطني كافح في سبيل تحرير سورية وتامين استقلالها، فكان بيته بدمشق في عهد الانتداب مدار الحركة الوطنية. كذلك جاهد في سبيل فلسطين كما كافح في سبيل توحيد الأمة العربية وجمع الصفوف.
ولعل من أبرز صفاته دأبه المتواصل على العمل في خدمة العلم والتاريخ. كان ذا صبر وجلد على البحث العلمي، فقد طاف زوايا خزائن الكتب الخاصة والعامة في الشام والعراق وفارس وخراسان، يجمع مادة التاريخ الأصيلة في ترجمة من ترجم في كتابه أعيان الشيعة الذي أنفق في سبيل تحقيقه المال الكثير والوقت الوفير والعناء المرير فإذا بهذا الكتاب موسوعة لا مثيل لها في رجال الامامية قديما وحديثا لا يشوبها سوى انها لم تكتمل بعد وقد عدل به مشاهير الرجاليين كابن عبد البر وابن حجر العسقلاني وابن سعد والخطيب البغدادي وابن عساكر وياقوت الحموي وابن خلكان والصفدي فيما وضعوا من تراجم الرجال والسير.
في صورته الماثلة بقلم: الأستاذ وجيه بيضون لن تحتاج كيما تعرف صورة الامام المغفور له الذي افتقدناه أحوج ما نكون إلى مثله، أجل لن تحتاج لترسم صورة هذا الامام الجليل والعلامة الكبير الا ان تتمثل في الخاطر أحد الأئمة الأماثل في منبثق البعثة العربية في صدر الاسلام.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 398
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست