responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 383

الشريف في شئ فهو في طليعة المنادين في الدعوة إلى الاصلاح الاجتماعي في الشرق العربي وفي غيره من الأقطار. وكان جل معوله في رزقه خصوصا في فترة حياته الأخيرة على شق قلمه، وما يدخل إليه من حاصل مبيع كتبه وتأليفه ومطبوعاته وهي كتب ومطبوعات كتب لها الرواج كأنما كوفئ بذلك على اخلاصه وطيب سريرته وحسن نيته في العلم والعمل.
ثابر على التأليف والكتابة إلى أواخر أيام حياته وقد ناهز التسعين، ورحل عدة مرات في طلب العلم والكتب والآثار وزار العراق آخر مرة قبل نحو من عشر سنوات وفتش في خزانة كتبي ببغداد عما يعنيه من هذا القبيل. وأقام لهذا الغرض وقتا غير قصير وحمل ما راق له من المكتبة المذكورة معه إلى الشام. ثم وجدته وقد عدها من مراجعه في بعض مؤلفاته.
أصيب رحمه الله ببعض العلل الناشئة عن الاجهاد في هذه السنوات الثلاث الأخيرة ولازمه الأطباء، وعولج قبل وفاته في مستشفيات بيروت إلى أن وافاه الاجل في هذا الأسبوع فخسرت به محافل الاسلام خسارة يصعب تعويضها طيب الله ثرى الفقيد وتغمده برحمته الواسعة.
تاريخ وفاته قال الشيخ علي البازي مؤرخا وفاته:
نعي لنا بالبرق كهف الحجى * الحجة الجهبذ والمحسن في رجب الفرد قضى الفرد قل * ارخ وغاب العالم المحسن امام في الوطنية بقلم: الأستاذ لطفي الحفار.
رئيس الوزارة السورية الأسبق.
كان الوطنيون منذ احتلال فرنسة للبلاد السورية يعملون في مختلف الظروف والمناسبات وفي شتى الاجتماعات والمؤتمرات لمقاومة هذا الأجنبي الغاصب الذي سلبهم حق الحرية والاستقلال وقضى على عرش فيصل الأول في سورية بأساليب القوة والبطش والمخاتلة والخداع وضروب المصاولة والمطاولة وترك الناس قلقين على مستقبل بلادهم خائفين وجلين ينشدون حقهم في الحياة الحرة الكريمة.
وبدأت الجهود المتفرقة تتلاقى في مختلف الميادين السياسية والاقتصادية لمقاومة هذا الأجنبي وأعوانه ومنذ ان جاءت لجنة كراين الأميركية أيام الرئيس ولسن لاستفتاء البلاد السورية برأيها السياسي وفي تقرير مصيرها بدأت الحركات الوطنية تظهر شيئا فشيئا وبدأت المقاومة السلبية في شتى المناسبات ولجا الأجنبي للقضاء على هذه الروح الوطنية الوثابة بالاعتقالات وسوق الوطنيين العاملين إلى المنافي والسجون ثم نشبت الثورة السورية عام 1925 إلى عام 1928 حينما اضطرت فرنسة لدعوة البلاد لانتخاب جمعية تأسيسية تضع دستورها وتقرر أوضاعها السياسية والإدارية والمالية بعد ان شعرت بشدة المعارضة الوطنية وقوة مراسها واجماع كلمتها. ثم تألفت وقتئذ الكتلة الوطنية على اعقاب انتخابات الجمعية التأسيسية التي فاز بمعظم مقاعدها الوطنيون العاملون رغم ما بذله الأجنبي مع حكوماته وأعوانه من مقاومة واضطهاد وكانت البلاد السورية كلها صفا واحدا وكلمة جامعة تعمل وتجاهد وراء قادتها العاملين المخلصين، وكنا في هذه الظروف الحرجة التي نبذل فيها ما عز وهان من جهد وتضحية وبذل ونضال نعاني الأمرين من بعض الذين اتخذوا الدين مطية لأهوائهم ومطامعهم والوصول إلى غاياتهم في الحكم والسلطان ومقاومة اجماع البلاد لعدم التعاون مع الأجنبي المحتل وكنا نلاقي الالافي من هذه التيارات الخطرة على الناس والعامة. وفي هذه الحقبة من أيام النضال والنزال على اختلاف ظروفه وأحواله كنا نستمد قوة روحية ورعاية واسعة ودعوة صالحة من الامام المجتهد السيد محسن الأمين على عكس ما نراه من بعض الأدعياء الجهلاء وما عدنا مرة من منفى أو سجن والمعارك سجال بيننا وبين هؤلاء أذناب المستعمر الذين يخدعون الناس ويضللونهم بالباطل الا وكان الامام السيد يدعو للثبات والتضحية والاخلاص في العمل ويبارك جهود العاملين ويدعو لهم بالقوة والتأييد وكم كنا نأنس بزيارته من حين إلى آخر لما نلاقي في أحاديثه الممتعة ودعاياته الوطنية المخلصة من التشجيع والتنشيط والحث على متابعة الجهاد في سبيل الله والوطن وتحقيق غايات البلاد في الحرية والاستقلال والدفاع عن كرامة الاسلام والمسلمين والتضامن مع مختلف الطوائف والمذاهب والتسامح والاتحاد ونبذ الضغائن

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 383
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست