responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 366

فقال انا نقول للعامة هذا لسان الصخرة الذي كلمت به النبي ص إما أنتم من أهل المعرفة فلا نقول لكم هذا. ثم ذهبنا لزيارة المشهد المنسوب إلى موسى ع وهذا المشهد المنسوب إليه غير محقق واليهود لا يزورونه بل ينكرون ان يكون قبره هناك ويقولون انه توفي في التيه ومحل قبره غير معلوم على التعيين انما المعلوم انه في التيه أقول وانما ظهر هذا القبر في عهد صلاح الدين الأيوبي فجعل المسلمون يزورونه في يوم عيد الصليب فلا يفتح في السنة الا مرة واحدة ويوم زرناه كان مقفلا وذهبنا إليه في العربة وكانت الطريق معبدة من القدس إلى الشريعة في مكان ما يقولون إنه غسل عيسى ع حين ولادته فشق فرع للطريق من محاذاة مشهد النبي موسى ورأينا النصارى الروس يلثمون الصخور في الطريق الذي يقولون إنه مر فيها بعيسى حين ولد وذلك قرب القدس وبعد الزيارة سألنا الشيخ احمد هل بقي مزار غير هذا فقال نعم مزار الشيخ حسن الراعي فقلنا ومن هو الشيخ حسن الراعي؟ فقال هو راعي سيدتنا عائشة فذهبنا وزرناه مع علمنا بان السيدة عائشة لم تأت فلسطين ولم يكن لها راع يسمى الشيخ حسن.
الزيارة الثانية وتشرفنا أيضا بزيارة بيت المقدس بعد ذلك من جبل عامل بعد الحرب العامة الأولى والاحتلال الانكليزي مرة ثانية فلما دخلنا مسجد الصخرة جاء الخادم فنظر إلينا ونحن جماعة وقال لابنه هات الكبة اي الجبة فجاء بها ووضع يده على الصخرة وطلب إلينا وضع أيدينا عليها وابتدأ يقول عليك السلام عليك يا صخرة الله فقلت له لا يلزم هنا خلط هذا مسجد ليس فيه الا الصلاة والدعاء فصلينا ودعونا وحضر وقت صلاة العصر فجاء بنا إلى زاوية من المسجد واجلسنا هنا فقلت له لم أجلستنا هنا نحن نريد ان نصلي جماعة فقال يا سيدي أنتم تصلون معنا فقلت ولم لا نصلي معكم أ لسنا وأنتم مسلمين فقال تفضلوا فقمنا وصلينا العصر مع الامام وبعد الفراع تصافحنا، وشاهدنا اليهود في المبكى وهو بجانب حائط المسجد الغربي ما خارجه وجندي إنكليزي يمنع الناس من الدخول إلى محل المبكى فنظرنا المبكى من خارج واليهود مجتمعون فيه، واجتمع المشايخ في مكان تحت المسجد بقرب المبكى وأقاموا حلقة ذكر وبالغوا في الضرب على الدفوف وعلو الأصوات ليشوشوا على من في المبكى. وذهبنا إلى كنيسة القيامة فرأينا شيخا مسلما يلبس العمامة البيضاء جالسا على دكة في الدهليز فسألنا عنه فقيل لنا حيث إن النصارى فرق عديدة فكل فرقة تطلب ان يكون القيم منها جعلت الحكومة قيما مسلما ثم صعدنا إلى الأعلى فوجدنا الزائرين منهم من كهيئة الراكع مدة طويلة ومنهم على هيئات أخرى تعبدا لله تعالى ثم نزلنا إلى الأسفل فرأينا المكان الذي يزعمون أنه دفن فيه عيسى ع وذهبنا إلى بلدة الخليل ع، ومشهده مبني بالصخور العظام العادية فابتدأ الخادم يتلو علينا زيارة أول قبر فلما فرع أنشأنا زيارة فلما جئنا إلى القبر الثاني قال يا سيدي زر أنت فانا لا أقدر على مثل زيارتك ويظهر ان القبور هناك هي تحت الطابق الفوقاني من الأرض، وهناك بئر يسمونه بئر الأرواح لم نعرج عليه لظننا انه من نوع المخرقة. وفي سنة 1341 تشرفنا بالحج مرة ثانية في عهد الملك حسين بن علي بعد انتهاء الحرب العامة الأولى من طريق مصر وكنا يومئذ في جبل عامل فدعانا جماعة من أهل دمشق للذهاب معهم إلى الحج وتعهدوا لنا بالزاد والراحلة وعملنا في ذلك رحلة تذكر في الرحلات انش بعنوان الرحلة الحجازية الثانية.
في الحرب العامة الأولى لما وقعت الحرب العامة الأولى التي ابتدأت سنة 1332 وانتهت سنة 1336 كنت في جبل عامل فخطر لي نقل العيال والأولاد إلى دمشق ومنهم من هو في سن العسكرية ظنا مني ان ذلك أبعدهم عن الخطر فنقلتهم وبعت جميع ما عندي من الحبوب المتنوعة في شقراء ومبلغه سبعمائة مد بعتها جميعها بأبخس ثمن كل مد بسبعة قروش وبلغ ثمن المد بعد ذلك 14 ريالا مجيديا.
في جبل عامل ثم رأيت وجودنا في شقرا ابعد عن الخطر فعدت إليها مع العيال والأولاد. ولاقينا في ذلك شدة ورخاء وعسرا ويسرا ووصل الحال إلى أن لم يبق عندنا من القوت شئ لأنا كنا قد بعناه جميعه بأبخس ثمن ثم وقع الغلاء المفرط فيسر الله تعالى ما اقتنينا به بقرا وماعزا وغنما وفرسا واتانا واستعملنا الفلاحة فدرت علينا ما نمون به العيال والأطفال.
ووقع الوباء في جبل عامل المسمى بالهواء الأصفر الكوليرا حتى أنه مات في يوم واحد في قريتنا شقرا وهي قرية صغيرة اثنا عشر نفسا وكان الوقت صيفا ودخل في أثناء ذلك شهر رمضان وامتنع الناس من تغسيل أمواتهم ودفنهم حتى الأخ من تغسيل أخيه وحمله إلى قبره ودفنه خوفا من العدوي وزاد في الطين بلة ان الجندرمة كانت تجول في القرى تطلب الفارين من الخدمة العسكرية فاغلق الناس بيوتهم واقفلوها واختباوا فيها فوظفنا لتغسيل الرجال رجلا فقيرا يسمى علي زين ولتغسيل النساء امرأة تسمى عمشا بنت الذيب فكان كلما توفي واحد يغسله علي الزين أو عشما ونذهب إلى البيوت ندق عليهم الأبواب ونقول لهم اخرجوا ولا تخافوا من الجندرمة فانا معكم فيخرجون ويحملون الجنازة وانا خلفهم ومع ذلك إذا وصلوا إلى منعطف يتسلل بعضهم فلا أزال معهم حتى نصلي على الجنازة وندفنها ونعود إلى البيت فما نكاد نصل حتى يأتينا خبر جنازة أخرى فنذهب إلى أن ندفنها وهكذا طول النهار. وتوفيت امرأة فقيرة فابى كل أحد ان تغسل قرب بيته وكان هناك خربة فقلت غسلوها فيها فابى ذلك الجيران فقلت غسلوها في المعصرة ففعلوا ولم نجد من يحملها فصادفنا رجلين وامرأة فألزمتهم بحملها فحملوا جوانب النعش الثلاث وحمله انا الرابع إلى أن صادفنا رجلا فحمل مكاني ثم صادفوا مني غفلة فانسلوا وتركوا الجنازة في الزقاق إلى أن فاجأنا جماعة فألزمتهم بحملها فحملوها، وأما أقرباؤنا فخرجوا من القرية الا قليلا منهم فبعضهم ذهب إلى الصوانة وبعضهم إلى صديق مكان قرب تبنين وفي ذلك أقول:
قل للذين إلى الصوانة ارتحلوا * ومن أناخوا المطي في أرض صديق لو تعلمون الذي قد حل بعدكم * بنا من الدهر من كرب ومن ضيق ترى الأنام سكارى من جواه وما * ذاقوا السلافة من دن وراووق ضيف جديد به الأرواح أضيع من * كتاب ربك في أبيات زنديق ضيف جديد به القراء قد نفقت * أسواق من كان منهم كأسد السوق لا مرحبا بك يا ضيف الهموم ولا * أهلا بوجهك فارحل غير موموق وأم ملدم مع ما بالورى فعلت * أقل منك أذى يا شر مخلوق

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 366
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست