responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 364

والآخر مرمى حجر فيصيح الأول كركون فيجيبه الآخر حازرون ويصيح للذي بجانبه كركون فيجيبه حازرون حتى ينتهي الدور ويبدأ غيره فلا يزالون كذلك إلى الصبح ولما وصلنا إلى مكان يدعى المضيق وهو طريق ضيق بين جبلين جاء الخبر إلى أمير الحاج عبد الرحمن باشا اليوسف الكردي بان الاعراب وقفوا ببنادقهم على أعلى الجبلين فإذا مر الحاج تناولوه بالرصاص فلا يفلت منهم أحد وكان لشيوخهم خاوة على السلطان فكان يبعث بها من استانبول فكان يأكلها من يتولى امارة الحاج مع مشاركة غيره فأرسل أمير الحاج تلك الليلة إلى شيوخهم فأرضاهم وجمع البيارق التي توضع عادة فوق الحجاج ونصبها حوله ليوهم الاعراب ان معه عسكرا كثيرا وسار الحاج في اليوم الثاني في ذلك المضيق بسلام ولم نزل نسير حتى وردنا المدينة المنورة وبعد قضاء الزيارة وأداء المستحبات خرجنا منها قاصدين الشام ولم نزل نطوي المنازل حتى وردنا القطرانة وكانت السكة الحديدية الحجازية التي ابتدئ بمدها من دمشق وصلت إلى القطرانة فركبنا فيها حتى وردنا دمشق وكان معنا في هذا الطريق ميرزا علي أصغر خان الصدر الأعظم في إيران الذي نفي من إيران وذهب إلى الحج وجاء إلى دمشق ثم إلى أوربة ثم عين صدرا أعظم في إيران فذهب إليها ثم قتل غيلة وكان رجلا سخيا محبا للخير اجتمعنا به في طريق الحج ثم في دمشق ودعوناه إلى المدرسة العلوية التي كنا اشتريناها من الحاج يوسف بيضون حين سفرنا لهذه الحجة كما قدمنا ذكره فجلس فيها وطفنا به على حجراتها ثم ارسل في اليوم الثاني مبلغا للمدرسة كما مر وبنى في دمشق باب المشهد المنسوب للسيدة رقية وعملنا تاريخا هو منقوش على المرمر فوق الباب موجود للآن وأصلح مشهد رأس الحسين ع بجانب جامع دمشق وكتب على جدران القبة أسماء الأئمة الاثني عشر.
زيارة المدينة المنورة ثانيا وثالثا تشرفنا بزيارة المدينة المنورة من دمشق ثلاث مرات المرة الأولى في الحجة الأولى سنة 1321 وقد مر ذكرها والمرتان الأخريان في عهد امارة الشريف حسين بن علي على مكة المكرمة فذهبنا من دمشق إلى المدينة المنورة في السكة الحديدية الحجازية وذلك أيام الرخصة إذ كانت إدارة السكة تعطي رخصة في أثناء كل سنة لمن يريد زيارة المدينة بنصف الأجرة المعتاد اخذها فكانت الأجرة أيام الرخصة ثلاث ليرات عثمانية ذهبا ذهابا وإيابا في حين ان الأجرة في غير أيام الرخصة ثلاث ذهابا وثلاثا إيابا وذلك قبل الحرب العامة الأولى فوصلنا المدينة المنورة وكان الاعلام عن سير القطار فيها يحصل بالنفخ في البوق بدلا عن قرع الجرس وذهبنا في إحدى المرتين إلى العوالي ولم يكن أحد ممن ينسب إلى الدولة العثمانية يجسر على الدخول إلى تلك الأماكن خوفا من أهلها وكان الزائرون يصلون إلى مسجد قبا ويرجعون وقد نصبوا قرب مسجد قبا مدفعا فوق بناء عال ووجهوا فوهته إلى نحو طريق المدينة حتى أن عم خديوي مصر لما زار المدينة استأذن حاكم المدينة أهل العوالي في أن يسمحوا له في دخول العوالي للتبرك بالأماكن المشرفة والصلاة في مسجد الفضيخ فقالوا ليدخل على الرحب والسعة لكن لا يدخل معه عسكر فقال لهم الحاكم هذا عم الخديوي ولا يمكن ان يدخل بدون عسكر تعظيما له واجلالا وأخيرا قر القرار على أن يدخل معه عسكر من عرب عقيل لأنهم عرب مثلهم فقبلوا بذلك ولما وصلوا إلى باب المسجد منعوهم من دخوله وقالوا لهم حدكم إلى هنا، وانما سمي هذا المسجد مسجد الفضيخ لأنه كان في محله تمر فضيخ ليعمل خمرا فأراق النبي ص ذلك الفضيخ ورأينا في جانب المسجد حجرة فيها أطفال يتعلمون القراءة والكتابة وتحتهم حصير بال فاخذتنا الرقة الشديدة عليهم والذين في تلك البقعة كلهم من الشيعة فلما دخلنا تلك الحجرة نفر الأطفال منا نفار الغنم من الذئب وابتعدوا عنا وكلمناهم فلم يجيبونا بحرف واحد وطلبنا منهم ان يقرأ أحدهم شيئا من القرآن مما تعلمه فأبوا فسألناهم عن معلمهم فقالوا غائب فأخرجنا القطع الصغيرة من النقود المسماة بالمتاليك فلما رأوها تهافتوا علينا ففرقنا عليهم كل واحد قطعة وأعطى رفيقنا كمال أفندي الحلباوي الدمشقي خليفة المعلم ريالا مجيديا ليشتروا به حصيرا بدل حصيرهم البالي. وكان عندهم رجل من أهل العلم كنا نعرفه من النجف حين كان يتعلم فيها العلم فقلنا لهم نريد زيارته فقالوا هو يأتي لهنا فقلنا لا نحن نزوره في منزله فذهبنا فوجدناه في بهو متسع قد بناه جديدا وقد عاد هو كأنه شيخ هرم من شيوخ العرب فشربنا عنده القهوة وخرجنا إلى مشربة أم إبراهيم وهي علية كانت تسكنها مارية القبطية أم إبراهيم ابن النبي ص ويبيت النبي ص فيها ولا تزال قائمة حتى اليوم فاما انها كانت تصلح وترمم حتى بقيت إلى اليوم أو انها بني مكانها علية مثلها ولا بد ان يكون الوهابة هدموها فيما هدموه من آثار الأنبياء والصالحين وصلينا في دارها ودعونا الله بما شئنا وخرجنا فوجدنا جماعة ينتظروننا لكي نصلي على جنازة عندهم فقالوا انا حفرنا أول قبر فانهدم قبل مجيئكم ثم حفرنا الثاني فتفضل وصل لنا على الجنازة فان حظها كبير حيث انهدم القبر الذي حفرناه لها أولا وتأخر دفنها لتصلوا عليها فقلنا لو لم نحضر ما كنتم تصنعون قالوا كنا ندفنها بغير صلاة قلنا ولم تدعون فلانا العالم ليصلي على جنائزكم قالوا هو يقول لنا جيئوا بالجنازة إلى هنا، فعجبنا من ذلك ثم خرجنا إلى خارج المشربة وكان معي منظار فجعلت انظر به إلى جهة المشرق فرأيت رجلا مقبلا فلما نحيت المنظار عن عيني لم أره وكانت الأرض التي إلى جهة المشرق ذات حجارة سوداء وهم يسمون مثل تلك الأرض الحرة وكذلك هي لغة ومنها حرة وأقم لمكان جرت فيه وقعة مشهورة ثم وصل ذلك الرجل فإذا هو من شيوخ العوالي السنيين وعلى جنبه خنجر معكوف الرأس قرابه فضة وذلك علامة ان شيخ فلما نظر إلينا وانا لابس عمامة على طربوش ومعنا من يلبس طربوشا بدون عمامة ومن يلبسون عمائم على طرابيش ومعنا المنظار اعتقد اننا من اجزاء العثمانيين فقال للذي معنا من عرب العوالي ويش هذول قال زوار قال بل هذول دولة والله لو لم يكونوا معك لكان لي معهم شأن، وأصحابي لم يفهموا كثيرا مما قاله وتهدد به أما انا ففهمت ذلك كله ثم انصرف فلما عدنا أخبر رفيقنا أصحابه بما جرى فارسلوا إليه يعاتبونه ويقولون أ تهدد ضيوفنا فاعتذر وقال ظننتهم دولة.
وفي المرة الأخرى كان قد حضر من النجف عالم من أهل العوالي اسمه الشيخ محمد علي الهاجوج فأردنا زيارته والصلاة في مسجدي قبا والفضيخ ومشربة أم إبراهيم وخرج معنا من المدينة الشريف علي بن بديري الحسيني وهو شاب يجيد اللغة الفارسية وكان حضر إلى دمشق وبقي في دارنا مدة طويلة، وكان يحدثنا يوما بالمدينة فقال يمكنني ان أقول هذا زبن علي كما زبن عليك اي استجار بي ولزم بيتي من قولهم زبن بالمكان اي أقام ومنه المزابنة عند الفقهاء فاخذناه معنا دليلا فذهب واعتقل بندقيته ونزع نعليه ووضعهما تحت حزامه وخرج يمشي معنا راجلا ونحن ورفقاؤنا الشاميون

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 364
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست