responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 341

الألفية في قراءة مغني اللبيب ولما وصلنا إلى كلمة أجل وقع لي تصحيف غريب فصاحب المغني يقول إن أجل تكون تصديقا للمخبر واعلاما للمستخبر ووعدا للطالب. ثم يقول: وقيد المالقي الخبر بالمثبت والطلب بغير النهي والمالقي عالم منسوب إلى مالقة فتح اللام بلدة من بلاد الأندلس واليها ينسب المالقي، نوع من الأواني الخزفية في لسان أهل دمشق وأهل العراق يسمونه فرفوري وقرأت هذه الكلمة لما طالعتها وقيدا لما لقي بنصب قيدا وتنوينها وكسر اللام من لما ولقي بصيغة الماضي وبقيت أفتش عليها حتى عرفت صوابها. والتصحيف يقع كثيرا ويوقع في الاشتباه.
قرأ بعض الشيوخ في كتاب الحج ويستحب الحج لأهل الجدة في كل عام وظنها البلد الذي على الساحل الحجازي فتحير في تفسيرها وانما الصواب لأهل الجدة اي الغنى وقرأ بعضهم في عبارة المعالم الحجية بفتح الحاء والصواب ضمها فلما وصل إلى قوله وقال الشيخ عقيب ذلك قرأها وقال الشيخ عقيب بضم العين وتشديد الياء وسال أستاذه من هو هذا الشيخ عقيب فقال له هذا زوج الحجية التي مر ذكرها وقرأ بعض طلاب العجم: في المسألة أقوال أسدها بضم الدال مخففة وسال رفيقه ما معنى أسدها فقال معناه انه أصحها تشبيها بالأسد المفترس وصحف صاحب المغني وهو من أئمة النجاة بيتا للفرزدق من جملة أبيات في وصف الذئب يقول فيها:
تعش فان عاهدتني لا تخونني * نكن مثل من يا ذئب يصطحبان فأنت امرؤ يا ذنب والغدر كنتما * اخيين كانا ارضعا بلبان وكل رفيقي كل رحل وان هما * تعاطى القنا قوما هما اخوان فقرأ قوما بالتنوين وانما الفها ألف التثنية فوقع من تأويل البيت في حيص وبيص. وبقينا نقرأ في المغني إلى مبحث أم فلما وصلنا إلى قول الشاعر:
انى جزوا عامرا سوءا بفعلهم * أم كيف يجزونني السوء من الحسن أم كيف ينفع ما تعطى العلوق به * رئمان أنف إذا ما ضن باللبن استعصى علينا الأمر في هذين البيتين ثم نظرت بعد ذلك فلم أتذكر ما وجه الاستشكال فيهما ورأيت أمرهما واضحا. وألفت حين قراءتي في علم النحو كتابا في النحو نظمت أرجوزة في علم التصريف من جملتها:
وبعده الصرف في الكلام * كالنحو مثل الملح في الطعام تراهما للعلم أما وأبا * فيا له من ولد قد نجبا وما لحرف أو لشبه الحرف * عندهم من علقة بالصرف ومن جملتها:
واحكم لأشياء بقلب تصب * لمنعها الصرف ولا من سبب وابتدأت وانا في عيثا بقول الشعر فأجبت الشيخ محمد دبوق عن أبيات عينية بأبيات على رويها وقافيتها موجودة في الرحيق المختوم.
ثم إن شيخنا السيد جواد عاد إلى العراق وخرجت مع رفيقي الشيخ محمد إلى بلدة أخرى كنا نظن فيها علما فخاب الظن.
في بلدة أخرى ويحق لها ان تسمى بلدة البراغيث كقريتنا شقرا، كنا نسكن في حجرة فتركناها أياما ثم عدنا فدخل الشيخ صالح مزيد ليكنسها وألقى ثيابه عدا القميص ثم خرج ورجلاه كعنقود السماق، وشرعنا في هذه البلدة في قراءة علمي البيان والمنطق في المطول وحاشية ملا عبد الله الزنجاني على تهذيب سعد الدين التفتازاني وكان ذلك حوالي سنة 1300 وكان شيخنا ذا حالة غريبة فهو لا ينظر في عبارة الكتاب ولا يفسرها ويشرع في البحث ويذكر مطالب لا نفهم منها ساعة البحث الا خيالات فإذا أردنا المباحثة نجد انه لم يعلق بذهننا منها شئ فنتباحث فيما فهمناه بالمطالعة ومراجعة الحواشي وكان في الغالب لا يضيع عنا شئ من المطالب وكان حسن ظننا بالأستاذ يحملنا على الاعتقاد بأنه يأتي بمطالب عالية ليس لنا قابلية فهمها، فنقول له نحن لا نريد منك الا تفسير عبارة الكتاب ولا نريد فوق هذا، فيقول قيدوني كتفوتي انا لا أستطيع الا هكذا وقد صدق، وحقا ان قدرته على هذه الطريقة كانت من العجائب.
ولما ابتدأنا بقراءة المطول كان أول درس لنا في كلمة مقدمة فقط فلما جئنا للمباحثة وجدنا انه لم يعلق بذهننا مما قرره شئ وبقينا على هذه الحال مدة لا نستفيد مما يقرره شيئا وانما فائدتنا من المطالعة فنفهم أكثر ما نطالعه فإذا استعصى على فهمنا شئ راجعناه في الحواشي وتأملنا فيه فنهتدي إليه وإذا حضرنا الدرس نقوم كما جلسنا ثم نتباحث فيما فهمناه من المطالعة وإذا بقي شئ لم نفهمه حال المطالعة فهمناه حال المباحثة ولم تزل هذه حالنا حتى وصلنا في الحاشية إلى دليل الافتراض فطالعناه فلم نفهمه فراجعنا الحواشي فلم نفهمه فاتينا للدرس فلم نفهمه فجئنا للمباحثة فلم يتضح لنا فطالعناه في الليلة الثانية فكانت كالأولى فأعدنا الدرس عند الشيخ والمباحثة بلا جدوى وكان قد سبق لنا الظن بأننا لسنا في هذا التدريس على صواب وانه لو كان فاهما له لفهمناه منه، ودليل الافتراض جعل هذا الظن قريبا من اليقين. وكان قد لوح لنا بذلك بعض الفضلاء فقلت لرفيقي الشيخ محمد دبوق ارى اننا في هذا التدريس لسنا على صواب ونريد الانتقال من هذا البلد فعزمنا على الاستخارة بالقرآن الكريم على الانتقال لبنت جبيل وفيها الشيخ موسى شرارة المار ذكره وله مدرسة وعنده طلاب فتفائلت بالقرآن فخرجت الآية قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي واجعل لي وزيرا من أهلي هارون أخي اشدد به ازري وأشركه في أمري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا انك كنت بنا بصيرا فذهبنا من فورنا إلى بنت جبيل واستأجرنا فيها مسكنا وكان ذلك حوالي سنة 1301.
في بنت جبيل وكان قد جاء إليها الشيخ موسى شرارة من العراق ولكن بدون أبهة ولا فخفخة ولا دعاية إلى الاستقبال وتهيئة الأسباب لاظهار الجلالة والنبالة كما يجري في هذا الزمان المنحوس، فقد جاءني وانا في جبل عامل في بعض السنين كتاب كما جاء غيري مثله يدعوني مرسله إلى استقبال شخص مدرج في أهل العلم يريد المجئ من مكان قد استوطنه إلى بلده الأصلي يقول فيه يتحرك فلان من وطنه الثاني الساعة كذا والدقيقة كذا فيصل إلى موضع كذا الساعة كذا والدقيقة كذا ويجري استقباله على الجسر الساعة كذا، والدقيقة

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 341
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست