responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 290

بالواثق بالله المطهر ابن المهدي لدين الله محمد يوم قبضه وقد عرف بفضله وفعاله الحسنة وادعيا القيام في عصر وقطر واحد وتوفي يحيى بحصن هراة ثم نقل إلى ذمار ومشهده بها مشهور.
يحيى بن حميدة الحلبي.
هو يحيى بن أبي طي أحمد بن ظافر الحلبي.
يحيى بن زياد الاقطع بن عبد الله الديلمي الكوفي المعروف بالفراء النحوي الامام المشهور.
توفي بطريق مكة سنة 207 عن سبع وستين سنة نص على تشيعه صاحب رياض العلماء. ذكره السيد الطباطبائي في رجاله وهو يدل على أنه عنده من الشيعة ولم يذكر ماخذ ذلك.
له مصنفات كثيرة مشهورة في النحو واللغة وهو أول من صنف في مجازات القرآن وكان جامعا لعلوم كثيرة. وقال الطباطبائي في رجاله وقد يشتبه الفراء هذا فيظن أنه معاذ بن مسلم وليس بذاك فان هذا تلميذ الكسائي ومعاذ أحد شيوخه المتقدمين في الطبقة على الكسائي والفراء إذا اطلق فالمراد به يحيى المذكور دون معاذ انتهى.
قال اليافعي في تاريخه قال الخطيب محمد بن الحسن الفقيه ابن خالة الفراء قال لي الفراء يوما قل رجل أمعن النظر في باب من العلم فأراد غيره الا سهل عليه فقال له محمد يا أبا زكريا قد أمعنت النظر في العربية فنسالك من باب من الفقه فقال هات على بركة الله، قال ما تقول في رجل سها في سجود السهو؟ ففكر الفراء ساعة ثم قال لا شئ عليه، فقال له ولم؟
قال: لأن المصغر لا يصغر ثانيا، وإنما السجدتان تمام الصلاة فليس للتمام تمام فقال محمد ما أظننت أديبا يلد مثلك وقيل أن هذه الحكاية للكسائي.
وإنما قيل له فراء ولم يكن يعمل الفراء ولا يبيعها لأنه كان يفري الكلام ذكر ذلك الحافظ السمعاني وقال اليافعي فيه أيضا: توفي الامام البارع النحوي يحيى بن زياد الفراء الكوفي أحد أصحاب الكسائي كان رأسا في النحو واللغة أبرع الكوفيين وأعلمهم بفنون الأدب وحكى عن يمامة ابن الأثير النمري المعتزلي وكان خصيصا بالمأمون أنه صادف الفراء على باب المأمون يروم الدخول عليه قال فرأيت أبهة أديب فجلست إليه فناقشته عن اللغة فوجدته بحرا وقايسته عن النحو فشاهدته تسيح وحده وعن الفقه فوجدته رجلا فقيها عارفا باختلاف القوم وبالنجوم ماهرا وبالطب خبيرا وبأيام العرب وأشعارها حاذقا فقلت من تكون وما أظنك إلا الفراء قال أنا هو فدخلت فأعلمت أمير المؤمنين المأمون فامر باحضاره لوقته وكان ذلك سبب اتصاله به. وقال مطرب دخل الفراء على الرشيد فتكلم بكلام لحن فيه مرات فقال جعفر بن يحيى البرمكي أنه قد لحن يا أمير المؤمنين فقال الرشيد أ تلحن؟ فقال الفراء يا أمير المؤمنين أن طباع أهل البدو الاعراب وطباع أهل الحضر اللحن فإذا تحفظت لم الحن فإذا رجعت إلى الطبع لحنت فاستحسن الرشيد قوله. وكان المأمون قد وكله بتلقين ابنيه النحو فأراد النهوض يوما لبعض حوائجه فابتدرا أيهما يسبق بتقديم النعلين إليه فتنازعا ثم اصطلحا على أن يقدم كل واحد منهما نعل إحدى رجليه وكان للمأمون على كل شئ صاحب الخبر يرفع الخبر إليه فاعلمه بذلك فاستدعى الفراء فقال له من أعز الناس؟ قال ما أعز من أمير المؤمنين قال بلى من إذا نهض يقاتل على تقديم نعليه وليا عهد المسلمين فقال يا أمير المؤمنين لقد أردت منعهما عن ذلك ولكن حسبت أن أدفعهما عن مكرمة سبقا إليها وقد روي عن ابن عباس انه أمسك للحسن والحسين ركابيهما حين خرجا من عنده فقيل له في ذلك فقال لا يعرف الفضل إلا أهل الفضل فقال المأمون لو منعتهما عن ذلك لوجعتك لوما وعيبا وألزمتك ذنبا وما وضع ما فعلا شيئا من شرفهما بل رفع من قدرهما وبين عن جوهرهما فليس يكبر الرجل وإن كان كبيرا عن ثلاث تواضعه لسلطانه ومعلمه ووالده وقد عوضتهما فيما فعلاه عشرين ألف دينار ولك عشرة آلاف درهم على حسن أدبك لهما انتهى اليافعي.
وقال السيوطي في طبقات النحاة انه امام العربية وكان اعلم الكوفيين بالنحو بعد الكسائي وأخذ عنه وعليه اعتمد وأخذ عن يونس. وأهل الكوفة يدعون أنه استكثر عنه وأهل البصرة يدفعون ذلك وكان يحب الكلام ويميل إلى الاعتزال وكان متدينا متورعا على تيه وعجب وتعظم وكان زائد العصبية على سيبويه وكتابه تحت رأسه وكان يتفلسف في تصانيفه ويسلك ألفاظ الفلاسفة وكان أكثر مقامه ببغداد فإذا كان آخر السنة أتى الكوفة فأقام بها أربعين يوما يفرق في أهله ما جمعه وكان شديد المعاش لا يأكل حتى يمسه الجوع وجمع مالا خلفه لابن له. وأبوه زياد وهو الأقطع قطعت يده في الحرب مع الحسين بن علي وكان مولى بني عيسى قال سلمة ابن عاصم دخلت عليه في مرضه وقد زال عقله وهو يقول أن نصبا فنصبا.
وإن رفعا فرفعا. روي له هذا الشعر قيل ولم يقل غيره:
لن ترا اني لك العيون بباب * ليس مثلي يطيق ذل الحجاب يا أميرا على جريب من الأرض * له تسعة من الحجاب جالسا في الخراب يحجب فيه * ما رأينا امارة في خراب انتهى ما في الطبقات وقال السيد المرتضى في الغرر والدرر في طي تأويل آية ولا تقولن لشئ أني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله قلنا تأويل هذه الآية بني على وجهين أحدهما أن يجعل حرف الشرط الذي هو أن متعلقا بما يليه وبما هو متعلق به في الظاهر من غير تقدير محذوف ويكون التقدير ولا تقولن انك تفعل إلا ما يريد الله تعالى وهذا الجواب ذكره الفراء وما رأيته إلا له ومن العجب تغلغله إلى مثل هذا مع أنه لم يكن متظاهرا بالقول بالعدل. وظاهر كلام المرتضى يقتضي أن الفراء لم يكن من الشيعة بل ولا من المعتزلة العدلية الذي أدعاه السيوطي المذكور.
وما قاله السيوطي من ميل الفراء إلى الاعتزال لعله مبني على خلط أكثر العلماء بين أصول الشيعة والمعتزلة وأما قوله قطعت يده في الحرب مع الحسين بن علي فقد يقال إن كان مراده شهيد كربلاء فهو سهو ظاهر لأن زمانه مقدم على زمان والد الفراء بكثير اللهم إلا أن يكون زياد جده الأعلى والنسبة إليه من باب الاختصار. واعلم أن ابن طاوس ينقل في سعد السعود من كتاب معاني القرآن كثيرا ويورد عليه الايرادات الكثيرة وكان ينقل من نسخة عليها اجازة تاريخها سنة تسع وأربعمائة برواية سلمة بن عاصم عن ثعلب عن الغراء وكلمات ابن طاوس في سعد السعود بل كلمات الفراء نفسه أيضا من كتابه المذكور تشعر بأنه من غير الشيعة.
ثم قد وقع السند في بعض مواضعه هكذا: حدثنا أبو الجهم عن الفراء عن أبي معدية عن هشام بن عروة بن الزبير عن ابن عائشة كما نقله في رياض العلماء.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 290
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست