responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 224

الكتاب أمسك المداد. فرأيت صنعة عجيبة لم أكن أظن أني أرى مثلها، وتبين فيه مثل حسن في أنه لا يسمح بما عنده إلا لمن طلب ذلك منه، ولا يجود لغير مبتغ، ولا يخرج منه ما يضر فيلطخ يد من يمسكه أو ثوبه أو ما لصق به فهو نفع لا ضرر، وجواد لمن سال، وممسك عمن لم يسال.
فأنت ترى أن المعز لدين الله وضع وصفا دقيقا لأقلام الحبر التي نستعملها اليوم، وأمر بصنعها على النحو الذي رسمه، ونفهم من كلام المعز والنعمان أن هذا النوع من الأقلام لم يكن معروفا قبل المعز، وإذا فالمعز لدين الله الفاطمي الذي أنشأ القاهرة، هو أول رجل بلغنا أنه فكر في صنع قلم الحبر على هذا النحو. وأنه نفذ فكرته وأخرجها إلى حيز الوجود بان صنع قلم الحبر من الذهب.
النعمان بن إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي قتل سنة 102.
كان فارسا شجاعا كأبيه وجده وله رياسة. قتل مع يزيد بن المهلب ابن أبي صفرة حين خرج على يزيد بن عبد الملك بن مروان في خلافته وخلعه وحاربه مسلمة بن عبد الملك بن مروان بالعقر على شاطئ الفرات وكان قد اتى ابن المهلب ناس من أهل الكوفة كثير فجعل وعلى مذحج ربع أسد النعمان بن إبراهيم بن الأشتر فلما قتل يزيد بن المهلب وانهزم أصحابه واجتمع آل المهلب بالبصرة ثم ركبوا البحر حتى إذا كانوا بحيال كرمان خرجوا من سفنهم وحملوا عيالاتهم وأموالهم على الدواب والمقدم عليهم المفضل بن المهلب وبكرمان فلول كثيرة فاجتمعوا إليه وبعث مسلمة مدرك ابن ضب الكلبي في طلبهم فأدرك المفضل في عقبة ومعه الفلول فعطفوا عليه فقاتلوه واشتد قتالهم فقتل من أصحاب المفضل النعمان بن إبراهيم بن الأشتر النخعي. ذكره ابن الأثير في الكامل.
النعمان بن العجلان بن النعمان الأنصاري كان مع علي ع بصفين فقال:
وسائل بصفين عنا عند وقعتنا * وكيف كنا غداة المحك نبتدر واسال غداة لقينا الأزد قاطبة * يوم البصيرة لما استجمعت مضر لولا الإله وقوم قد عرفتهم * فيهم عفاف وما يأتي به القدر لولا الإله وعفو من أبي حسن * عنهم وما زال منه العفو ينتظر لما تداعت لهم بالمصر داعية * إلا الكلاب والا الشاء والحمر كم مقعص قد تركناه بمقفرة * تعوي السباع لديه وهو منعفر ما أن يؤوب ولا ترجوه أسرته * إلى القيامة حتى ينفخ الصور وقال النعمان عجلان أيضا:
كيف التفرق والوصي امامنا * لا كيف إلا حيرة وتخاذلا لا تعتبن كذا عقولكم لا خير في * من لم يكن عند البلابل عاقلا وذروا معاوية الغوي وتابعوا * دين الوصي لتحمدوه آجلا وقال الزبير بن بكار في الموفقيات: أنها اجتمعت جماعة من قريش بعد بيعة أبي بكر وفيهم ناس من الأنصار واخلاط من المهاجرين وذلك بعد أن انصرفت الأنصار عن رأيها وسكون الفتنة وجاء إليهم عمرو بن العاص فأفاضوا في ذكر يوم السقيفة فقال عمرو والله لقد دفع الله عنا من الأنصار عظيمة ولما دفع الله عنهم أعظم كادوا والله أن يحلوا حبل الاسلام كما قاتلوا عليه ويخرجوا منه من أدخلوا فيه والله لئن كانوا سمعوا قول رسول الله ص الأئمة من قريش ثم ادعوها لقد هلكوا وأهلكوا وإن كانوا لم يسمعوها فما هم كالمهاجرين ولا سعد كابي بكر ولا المدينة كمكة ولقد قاتلونا أمس فغلبونا على البدء ولو قاتلناهم اليوم لغلبناهم على العاقبة فلم يجبه أحد وانصرف فقال:
ألا قل لأوس إذا جئتها * وقل إذا جئت للخزرج تمنيتم الملك في يثرب * فأنزلت القدر لم تنضج وأخدجتم الأمر قبل التمام * واعجب بذا المعجل المخدج تريدون نتج الحيال العشار * ولم تنتجوه فلم ينتج عجبت لسعد وأصحابه * ولو لم يهيجوه لم يهتج رجا الخزرجي رجاء السراب * وقد يخلف المرء ما يرتجي وكان كمسخ على كفه * بكف يقطعها أهوج فلما بلغ الأنصار مقالته وشعره بعثوا إليه لسانهم وشاعرهم النعمان ابن العجلان وكان رجلا أحمر قصيرا تزدريه العيون وكان سيدا فخما فاتى عمرا وهو في جماعة من قريش فقال والله يا عمرو ما كرهتم من حربنا إلا ما كرهنا من حربكم وما كان الله ليخرجكم من الاسلام بمن أدخلكم فيه إن كان النبي ص قال الأئمة من قريش فقد قال لو سلك الناس شعبا وسلكت الأنصار شعبا لسلكت شعب الأنصار والله ما أخرجناكم من الأمر إذ قلنا منا أمير ومنكم أمير وأما ما ذكرت فأبو بكر خير من سعد لكن سعدا في الأنصار أطوع من أبي بكر في قريش فاما المهاجرون والأنصار فلا فرق بينهم ولكنك يا ابن العاص وترت بني عبد مناف بمسيرك إلى الحبشة لقتل جعفر وأصحابه ووترت بني مخزوم باهلاك عمارة بن الوليد ثم انصرف فقال:
فقل لقريش نحن أصحاب مكة * ويوم حنين والفوارس في بدر وأصحاب أحد والنضير وخيبر * ونحن رجعنا من قريظة بالذكر ويوم بأرض الشام إذ حل جعفر * وزيد وعبد الله في طلق نجري وفي كل يوم ينكر الكلب أهله * نطاعن فيه بالمثقفة السمر ونضرب في نقع العجاجة أرؤسا * ببيض كأمثال البروق إذا تسري نصرنا وآوينا النبي ولم نخف * صروف الليالي والعظيم من الأمر وقلنا لقوم هاجروا قبل مرحبا * وأهلا وسهلا قد امنتم من الفقر نقاسمكم أموالنا وبيوتنا * كقسمة ايسار الجزور على الشطر ونكفيكم الأمر الذي تكرهونه * وكنا أناسا نذهب العسر باليسر وقلتم حرام نصب سعد ونصبكم * عتيق بن عثمان حلال أبا بكر وأهل أبو بكر لها خير قائم * وإن عليا كان أخلق بالأمر وكان هوانا في علي وأنه * لأهل لها يا عمرو من حيث لا تدري فذاك بعون الله يدعو إلى الهدى * وينهي عن الفحشاء والبغي والنكر وصي النبي المصطفى وابن عمه * وقاتل فرسان الضلالة والكفر وهذا بحمد الله يهدي من العمى * ويفتح آذانا ثقلن من الوقر نجي رسول الله في الغار وحده * وصاحبه الصديق في سالف الدهر فلولا نبي الله لم يذهبوا بها * ولكن هذا الخير أجمع في الصبر ولم نرض إلا بالرضا ولربما * ضربنا بأيدينا إلى أسفل القدر فلما انتهى شعر النعمان إلى قريش غضب كثير منها وألفى ذلك قدوم خالد بن سعيد بن العاص من اليمن فجرى منه ما ذكر في ترجمته.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 224
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست