responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 170

ولدي وأصحابي فلما انتبه اخذ المال إلى مهنا بن سنان وأضاف عليه من ماله مائة دينار وحكى له القصة اه.
مؤلفاته 1 المسائل المدنيات ومر شرح حالها 2 كتاب حسن الخلال ذكره الكفعمي في حواشي كتابه المعروف بالمصباح.
مهيار الديلمي [1] مهيار فارسي الأصل ولكنه لم يعش في بلاد فارس، بل اتخذ بغداد مقاما، وبغداد يومئذ خاضعة للنفوذ البويهي الذي امتد من سنة 334 ه إلى سنة 447 ه أي إلى أن استأثر السلجوقيون بالسلطة. ولقد سلخ مهيار عهد شبابه في نهاية القرن الرابع الهجري، وأمضى عهد كهولته في مطلع القرن الخامس ولد الشاعر على الأرجح عام 367 ه وتوفي عام 428 ه. وقد عايش ثلاثة من الخلفاء هم: الطائع لله أبو بكر عبد الكريم بن المطيع، وقد تولى الخلافة من 363 إلى 381. والقادر بالله أبو العباس أحمد بن إسحاق بن المقتدر وقد بويع له بالخلافة بعد خلع الطائع سنة 381 وامتدت خلافته إلى السنة 422، وقد توفي فيها. وخلف القادر القائم بأمر الله أبو جعفر عبد الله بن القادر، وامتدت خلافته من سنة 422 إلى سنة 467 وفي عهده توفي مهيار عام 428. [2] هؤلاء الخلفاء الثلاثة هم الذين عاصرهم مهيار، ولكن السلطة الفعلية لم تكن في أيديهم كما يتضح من أكثر كتب التاريخ كالكامل لابن الأثير، وتاريخ الخلفاء للسيوطي وانما كانت في يد البويهيين، وكانوا قد تولوا إمرة الأمراء، ثم أصبحوا يتلقبون فيما بعد بالملوك والسلاطين. وقد عاصر مهيار ستة سلاطين منهم هم: عضد الدولة وقد ولي السلطة في السنة التي ولد فيها مهيار اي عام 367 ه [3] وظل قائما في الحكم إلى أن توفي عام 372. ه [4] فخلفه ابنه شرف الدولة الذي حكم إلى السنة 379. وبعد وفاة شرف الدولة تولى الاحكام أخوه بهاء الدولة الذي ظل في الحكم من السنة 379 ه إلى السنة 403 ه. وبعد وفاة بهاء الدولة تولى الاحكام أبناؤه سلطان الدولة 403 411 ومشرف الدولة 411 416 ثم جلال الدولة 418 435 وهو الملك البويهي الوحيد الذي حظي بمدائح مهيار [5]، وفي عهده توفي مهيار سنة 428 ه.
في هذا العصر الذي ضعفت فيه سلطة الخلفاء حتى أنهم أصبحوا تحت رحمة الملك البويهي، عاش مهيار. وكل ما كتبه المؤرخون أنه: أبو الحسن [6] مهيار بن مرزويه الكاتب الفارسي الديلمي المشهور، كان مجوسيا فأسلم. على يد الشريف الرضي أبي الحسن محمد الموسوي، وهو شيخه وعليه تخرج في نظم الشعر، وقد وازن مهيار كثيرا من قصائده، وكان شاعرا جزل القول، مقدما على أهل وقته وله ديوان شعر كبير وهو رقيق الحاشية، طويل النفس في قصائده [7]. ويضيف ابن خلكان أن مهيار ومرزويه اسمان فارسيان لا أعرف معناهما، والله تعالى اعلم. وينقل ابن خلكان أقوال بعض المؤرخين في مهيار فيقول: وقد ذكره أبو الحسن الباخرزي [8] في كتابه المسمى دمية القصر فقال في حقه: هو شاعر، له في مناسك الفضل مشاعر، وكاتب تحت كل كلمة من كلماته كاعب، وما في قصائده بيت، يتحكم عليه بلو وليت، وهي مصبوبة في قوالب القلوب، وبمثلها يعتذر الدهر المذنب عن الذنوب [9]. وذكره أبو الحسن علي بن بسام في كتابه المسمى الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة وبالغ في الثناء عليه وذكر شيئا من شعره. وتوفي مهيار ليلة الأحد لخمس خلون من جمادى الأخيرة سنة ثماني وعشرين وأربعمائة هجرية. وفي تلك السنة توفي الرئيس أبو علي بن سينا الحكيم المشهور.
وجاء في المنتظم في تواريخ الملوك والأمم للإمام أبي الفرج الجوزي ما نصه: مهيار بن مرزويه أبو الحسن الكاتب الفارسي كان مجوسيا فأسلم سنة أربع وتسعين وثلثمائة وصار رافضيا غاليا وفي شعره لطف، إلا أنه يذكر الصحابة بما لا يصلح. قال له أبو القاسم بن برهان: يا مهيار انتقلت باسلامك من النار من زاوية إلى زاوية، قال وكيف ذلك؟ قال كنت مجوسيا فأسلمت فصرت تسب الصحابة [10]...
وهكذا نتبين ان المؤرخين لم يهتموا كثيرا بشخصية مهيار، فأقوالهم لا تسمن ولا تغني من جوع، ولا تجلو لنا شخصية الرجل على حقيقتها، فلذلك علينا ان نلجأ إلى الاستنتاج والتقريب ما أمكن لنصل إلى جل الحقيقة لأن الوصول إليها كلها متعذر في مثل هذه الحال.
لقد أهمل المؤرخون كما رأينا ذكر السنة التي ولد فيها مهيار، واكتفوا بذكر سنة موته 428 ه ابن خلكان وسنة اسلامه 394 المنتظم وإذا رجعنا إلى شعره رجحنا انه ولد في العقد السابع من القرن الرابع، أي حوالي السنة 367 ه كما يستفاد من قوله في مدح عميد الدولة أبي سعد بن عبد الرحيم سنة 423:
يا قلب من أين على فترة * رد عليك الوله العازب أ بعد أن مات شباب الهوى * شاورك المحتنك الشائب وبعد خمسين قضت ما قضت * وفضلة أنكرها الحاسب هبت بأشواقك نجدية * مطعمة أنت لها واجب فهو يقرر أنه جاوز الخمسين بفضلة قد تكون سنة وقد تكون تسعا، فإذا توسطنا وفرضناها خمسا كان عمره في سنة 423 ه خمسا وخمسين سنة، يضاف إليها خمس سنوات عاشها الشاعر بعد تلك القصيدة، فيكون قد مات في الستين من عمره تقريبا، أو جاوزها قليلا. ويؤيد هذا التقدير الذي ذهبنا إليه قوله في موضع آخر سنة 417 ه في الشيب:
قالت على البيضاء أخت عامر أسفر في فوديك ذاك الغيهب


[1] من التراجم التي توفي المؤلف قبل ان يكتبها (ح).
[2] السيوطي: تاريخ الخلفاء، ص 276.
[3] السيوطي: تاريخ الخلفاء، ص 279.
[4] حسن إبراهيم حسن: النظم الاسلامية، ص 84.
[5] ابن الأثير: الكامل، ج 9، ص 84.
ابن الأثير: الكامل، ج 9 ص 8.
[6] الفلال: ص 14.
* مهيار الديلمي [7] وفيات الأعيان: ج 4، ص 441.
[8] هو أبو الحسن علي بن الحسن الباخرزي الشاعر المشهور، صنف كتاب " دمية القصر " وهو ذيل " يتيمة الدهر " للثعالبي وقد قتل بباخرز في ذي القعدة سنة سبع وستين وأربعمائة.
" باخرز هذه ناحية من نواحي نيسابور تشتمل على قرى ومزارع ".
[9] دمية القصر: ص 76 - الديوان ج 1، ص: ه‌.
[10] الديوان، ج 1 ص: و.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 170
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست