responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 158

تمر بك الخطوب فتزدريها * كأنك قد أمنت من العوادي ويعروك الأسى فتزيد بشرا * كأنك منه ترغب بازدياد خدمت الدين لا طلبا لجاه * ولا طمعا بمال أو عتاد أ لم تكس العفاة وأنت عار * وترو الظامئين وأنت صاد بذلت النفس في اصلاح قوم * طباعهم تميل إلى الفساد متى عطفت على الأزهار دار * نبات حقولها شجر القتاد لقد عادتك مذ عرفتك حرا * وحد السيف يعرف بالجلاد فدعها وليطب لسواك فيها * رغيد العيش من باع وعاد على الزوراء كم لك من جميل * بنهضتها وكم لم من اياد فلا تأسف فما حي بباق * وهل تنجو الزروع من الحصاد وقال معروف الرصافي من قصيدة:
نعي الخالصي فارتجت الأنفس * حزنا مضرجا بحماسه هو ذاك المهدي أحرز سبقا * حين اجرى إلى الهدى أفراسه هو ذاك الحبر كان للشرع * مقيما دليله وقياسه كان في الدين آية الله افنى العمر * فيه رعاية وحرسه ان بكاه الدين الحنيفي شجوا * فلان كان ركنه وأساسه كان ردأ للحق مرتدي التقوى * فكانت طول الحياة لباسه ولقد كان في العلوم إماما * حيث فيها انتهت إليه الرياسه الشيخ مهدي ملا كتاب مضى بعنوان الشيخ مهدي ابن الشيخ جواد.
السيد مهدي ويقال مهدي ابن السيد مرتضى ابن السيد محمد الحسني البروجردي المعروف ببحر العلوم الطبطائي من نسل إبراهيم الملقب طباطبا من ذرية الحسن المثنى ولد بكربلا ليلة الجمعة في شوال سنة 1155 وتوفي بالنجف الغروي سنة 1212 ودفن قريبا من قبر الشيخ الطوسي وقبره مشهور.
أقوال العلماء فيه هو الامام العلامة الرحلة رئيس الامامية وشيخ مشايخهم في عصره نادرة الدهر وإمام العصر الفقيه الأصولي الكلامي المفسر المحدث الرجالي الماهر في المعقول والمنقول المتضلع بالاخبار والحديث والرجال التقي الورع الأديب الشاعر الجامع لجميع الفنون والكمالات الملقب ببحر العلوم عن جدارة واستحقاق ذو همة عالية وصفات سامية ونفس عصامية واخلاق كريمة وسخاء هاشمي ورياسة عامة. قال أبو علي محمد بن إسماعيل في رجاله منتقي المقال: السيد السند والركن المعتمد مولانا السيد مهدي ابن السيد مرتضى ابن السيد محمد الحسني الحسيني الطباطبائي النجفي أطال الله بقاءه وادام علوه ونعماءه الامام الذي لم تسمح بمثله الأيام وعقمت عن انتاج شكله الأعوام سيد العلماء الأعلام ومولى فضلاء الاسلام وعلامة دهره وزمانه ووحيد عصره وأوانه، ان تكلم في المعقول قلت هذا الشيخ الرئيس أو في المنقول قلت هذا المحقق العلامة في الفروع والأصول أو ناظر في الكلام قلت: هذا علم الهدى أو فسر القرآن المجيد قلت إنه الذي انزل عليه اه.
وقال بعض أهل العصر: أما وفور تبحره وتوسع علمه وإحاطته بالفنون وحقائقها وتوغله في تنقير أعماق المطالب وكشف دقائقها فشئ يبهر العقول كما هو ظاهر لمن راجع مصابيحه في الفقه حتى قال تلميذه السيد صدر الدين العاملي عند ذكره: وهو عند أهل النجف أفضل من الأستاذ الأكبر الشيخ جعفر قفال: وهو ليس عندي ببعيد. وقال تلميذه الآخر الشيخ أسد الله في المقاييس عند ذكر مشايخه: ومنهم الأستاذ الشريف ثمرة الدهر وناموس العصر.
أحواله قرأ مدة على والده في كربلاء وعلى الشيخ يوسف البحراني ثم انتقل إلى النجف سنة 1669 وعمره 15 سنة تمام سن البلوغ كما ذكره في بعض مجاميعه وتلمذ على جماعة من فضلائها منهم الشيخ مهدي بن بهاء الدين محمد الفتوني العاملي والشيخ محمد تقي الدروقي وغيرهما ثم عاد إلى كربلاء واشتغل على الآقا محمد باقر البهباني ثم رجع إلى النجف وأقام بها قال أبو علي: وداره الميمونة الآن محط رحال العلماء ومفزع الجهابذة والفضلاء وهو بعد الآغا البهبهاني إمام أئمة العراق وسيد الفضلاء على الاطلاق إليه يفزع علماؤها ومنه يأخذ عظماؤها وهو كعبثها التي تطوي إليها المراحل وبحرها الذي لا يوجد له ساحل مع كرامات باهرة وماثر آيات ظاهرة اه.
ولما عاد إلى النجف كان قد اجتهد في الفروع والأصول وبرع في المعقول والمنقول مع مشاركة جيدة في الأدب وسائر الفنون فرأس فيها وأذعن له جميع معاصريه في ذلك وصارت الرحلة إليه من سائر الأقطار وجدد دولتي العلوم والآداب وأحيا ماثر الأسلاف والأصحاب وخرج جماعة من مشاهير العلماء والأدباء وأثمرت سائر الفنون على عهده مما يقل نظيره الا في الأدوار مضافا إلى ما اتفق على عهده من سخاء هذا العصر بكثير من الأفاضل والأماثل من معاصريه أعانوا في هذه النهضة فكان والي العراق إذ ذاك سليمان باشا الشهير وأمير العرب حمد آل حمود شيخ خزاعة المشهور بدهائه ومواهبه العظيمة ومن علمائه الفتوني العاملي والدورقي والبهبهاني والشيخ يوسف البحراني والشيخ جعفر والسيد جواد العاملي والشيخ حسين نجف. ومن شعرائه وأدبائه الفحام وآل الآزري وآل النحوي والشيخ علي زيني والسيد محمد زيني وآل الأعسم والشيخ مسلم بن عقيل وغيرهم كثير وقد لاحظ هو مزايا عصره هذا فكان يفتخر بذلك ويرى انه غرة شاذة في جبين العصور، وقد كان على جانب عظيم من مكارم الأخلاق تقيا كبير النفس علي الهمة سخيا مجتهدا مخلصا يكره التزلف والرياء ويؤثر الحقائق على الظواهر واللباب على القشور. ويعتقد السواد الأعظم إلى الآن انه من ذوي الاسرار الإلهية الخاصة ومن اولي الكرامات والعنايات والمكاشفات ومما لا ريب فيه انه كان ذا نزعة من نزعات العرفاء والصوفية يظهر ذلك من زهده وميله إلى العبادة والسياحة.
سيرته كان يحب الشعر وانشاده فيستنشد الشعراء ويرتاح إلى محاضراتهم ومطارحاتهم ويحكمونه بينهم ويمدحونه فيجيزهم الجوائز الجليلة وهو نفسه شاعر مطبوع ينظم الشعر كثيرا ويجاري الشعراء في محاضراتهم

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 10  صفحه : 158
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست