responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 76

ص الذين هم من ذريته وإذا عصوا الله تعالى كان من يطيعه من غيرهم خيرا منهم وإن الله أكرمهم بمنع أخذ الزكاة من غيرهم وباخذ الخمس بقوله تعالى وأعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه ولذي القربى الآية ولا نعلم من أي كتاب من كتب الشيعة أخذ الأستاذ هذه الأراجيف ونسبها إليهم. إنما الأحق بهذا من قدم قول الصحابي على قول الله ورسوله وتوعد بالعقاب عليه مع اعترافه بأنه كان على عهد رسول الله ص وأسقط من الأذان والإقامة ما خاف من ترك الجهاد ببقائه وزاد في أذان الصبح ما زاد كان الله ورسوله كانا غافلين عنه. أما أن المعاصي حلال للطالبيين حرام على غيرهم فهو من أفحش الأراجيف فالشيعة تعتقد في الأئمة الاثني عشر انهم معصومون من المعاصي بما دل على عصمة الأنبياء فكيف تعتقد أن المعاصي حلال لهم وفي غيرهم إن معصيتهم مضاعفة العقاب وطاعتهم مضاعفة الثواب وهذا لا يجتمع مع كون المعاصي حلالا لهم.
وإن الشيعة لأغزر علما وأرجح عقلا من أن يتوهموا شيئا من هذه السخافات وفيهم العلماء الراسخون وهم الذين علموا الناس طرق الاحتجاج ومعرفة الخطا من الصواب أ فيمكن ان يتوهموا هذه السخافات.
التي لا يتوهمها صغار الصبيان وهم يقرأون قوله تعالى وإن كلا لما ليوفينهم ربك أعمالهم. وكان على الأستاذ المنصف المتتبع الباحث عن الحقائق الهادي إلى معرفة الصواب أن يبين مستنده في هذه الأراجيف البالغة أقصى حد السخافة لا أن يرسل الكلام على عواهنه ويطبعه في مجلة مجمع علمي أنشئ لتهذيب العقول لا لنشر مثل هذه السخافات. والتفريق بين صفوف المسلمين. ومن سخافة هذه النسبة تظهر سخافة ما بناه عليها من قوله لا يؤتمنون على التاريخ والله تعالى وملائكته وأنبياؤه ورسله يشهدون بأنهم آمن الناس على التاريخ ولو اتسع لنا المجال لبينا من هو الذي لا يؤتمن على التاريخ ومن هو الذي شوه وجه التاريخ وقلب حقائقه، ولما طبع كتاب مكارم الأخلاق في مصر حرف في مواضح كثيرة ونسب ما لأهل البيت إلى غيرهم حتى طبع في إيران ونبه على مواضع التحريف. وكان معاوية يبذل الأموال الطائلة لمن يختلق له رواية في ذم علي ومدح اخصامه وبذل لرجل من الصحابة مالا جزيلا ليروي له أن هذه الآية نزلت في علي بن أبي طالب وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل، فلم يقبل فما زال يزيد له حتى قبل وأمر مروان بن أبي حفصة معلوم.
وقد صدق في قوله المتعصب لفئة يجب الاحتياط في الأخذ عنه الخ فهو بتعصبه لبني أمية وتعصبه على العلويين وأتباعهم الذي جاهر به في محاوراته ومحاضراته وكتاباته يجب الاحتياط في الأخذ عنه أما أن التشيع لم يكن بادئ ذي بدء إلا بتفضيل علي بالإمامة وإن متأخريهم أدخلوا في معتقداتهم ما لم يقل به متقدموهم فكلام خال عن التحصيل فالتشيع من بادئ ذي بدء إلى منتهى النهاية كان ولم يزل ولن يزال قائما على تفضيل علي وإنه أحق بالخلافة والإمامة العامة وكذلك الأحد عشر من ولده ووجوب التمسك بالثقلين كتاب الله والعترة والرجوع إليهما في الأحكام الشرعية وموالاة وليهم في الله ومعاداة عدوهم في الله.
أما ما نسبه إلى أمير المؤمنين علي ع أنه كان يقول ما ظلماني فيكذبه ما شاع عنه وذاع وملأ الكتب والاسماع من تظلمه منهما وإنهما دفعاه عن حقه وأزالاه عن مقامه الذي جعله الله له وقد اشتمل نهج البلاغة على الشئ الكثير من ذلك الذي لأجله أنكر نهج البلاغة مفخرة الاسلام. وحسبك بقوله ع لقد تقمصها فلان وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى. فوا عجبا بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته. ثم قام ثالث القوم نافجا حضنيه يخضم مال الله خضم الإبل نبته الربيع، أما نسبته إليه أنه قال: إن أولهما أسلم وإنا جذعة فمع أنه يكذبه ما مر من تظلمه في مواطن لا تحصى ينافيه أن النبي ص دعاه إلى الاسلام وقبله منه فكان أول من أسلم هو وخديجة وقام في نصر النبي ص من ذلك الحين يجاهد المشركين بسيفه الذي لا ينبو وعزمه الذي لا يكبو حتى قتل الشجعان وأذل الله به جبابرة قريش حتى قيل لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي فكيف يكون من هذا شانه: يقول فلا يسمع لقوله، والجذعة الذي له هذا المقام لا غرو أن يكون خيرا من القارح الذي لم ينل مثل هذه الصفات وكيف يقول علي ع أقول فلا يسمع لقولي وقد سمع لقوله سيد الأنام لما نزل قوله تعالى وانذر عشيرتك الأقربين فدعاهم رسول الله ص فأكلوا ولم يبين في الطعام إلا أثر أصابعهم وكانوا نحوا من أربعين رجلا وشربوا شنة من قدح كفاهم جميعا وزاد عنهم فلما فرغوا قال لهم في آخر كلامه إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به فأيكم يؤازرني على أمري هذا على أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم فسكتوا جميعا فقام علي ع وقال أنا يا رسول الله أؤازرك عليه فاخذ رسول الله ص برقبته وقال إن هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا فقاموا يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع، رواه الطبري في التفسير والتاريخ بسند واحد، ولكنه في التفسير الذي طبع بعد التاريخ قد أبدل قوله وخليفتي فيكم بلفظ كذا وكذا من المؤتمنين على التاريخ وحديث الرسول الأعظم ص في رأي الأستاذ، لكنهم أبقوا فاسمعوا له وأطيعوا وهي كافية، ففضحوا بهذا الابدال أنفسهم وأبانوا عن عدم أمانتهم. ولما ألف الدكتور محمد حسين هيكل المصري كتابه في السيرة النبوية ذكر هذا الحديث في الطبعة الأولى فلما أراد طبعه ثانيا أوعز إليه باسقاطه فأسقطه منها. فمن هو الذي لا يؤتمن على التاريخ بنظر الأستاذ؟ أما قوله عفا الله عن قوم أعمتهم السياسة فالشيعة لم تعمهم السياسة وإنما اتبعوا مضامين ما جاء في كتاب ربهم والنصوص المتواترة التي جاءت عن نبيهم ص فكانوا على بصيرة من أمرهم وبرهان ساطع من ربهم وإنما أعمت السياسة من خالف مضامين الكتاب ونصوص الرسول ص وعفا الله عن قوم أعماهم التعصب الأعمى واتباع الهوى والتقليد وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا. وأما قوله فأنشأوا من حزب سياسي مذهبا دينيا فنغمة نعق بها ناعق حملته عليها العصبية وبغض الشيعة بدون تثبت ولا تحقيق وتبعه من بعده بدون تثبت ولا تحقيق لأنها وافقت هواهم وعصبيتهم الهوجاء وكيف يكون التشيع حزبا سياسيا لا مذهبا دينيا وهو قد نشا من عصر النبوة وأول عصر الصحابة إلى اليوم فقد كان في الصحابة عدد كثير من الشيعة أثبتنا تراجمهم في مطاوي هذا الكتاب وما أخذ الشيعة مذهب التشيع إلا من النبي ص الذي قال:
علي وشيعته هم الفائزون ومر قول ابن نوبخت في كتاب الفرق والمقالات:
الشيعة هم فرقة علي بن أبي طالب المسمون بشيعة علي في زمان النبي ص وما بعده اه ثم من وصيه وخليفته علي بن أبي طالب الذي علمهم التشيع بأقواله وأفعاله ثم من سائر الأئمة بعده وهو كما كان في عصر الرسالة إلى اليوم لم يتغير ولم يتبدل لكن الأستاذ بما حمل نفسه عليه وجنح

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 76
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست