responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 669

قال جعفر يوما لسفيان الثوري إذا أنعم الله عليك بنعمة فأحببت بقاءها فأكثر من الحمد والشكر لله فان الله تعالى يقول ولئن شكرتم لأزيدنكم وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار فان الله تعالى يقول استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين يعني في الدنيا ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا يعني في الآخرة.
وإذا أحزنك أمر فأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم فإنها مفتاح الفرج وكنز من كنوز الجنة اه المنقول من مطالب السؤول.
وقال ع: من لم يغضب من الجفوة لم يشكر النعمة.
وصاياه وصية لولده الكاظم ع في حلية الأولياء بسنده عن بعض أصحاب جعفر بن محمد الصادق ع قال دخلت على جعفر وموسى ولده بين يديه وهو يوصيه بهذه الوصية فكان مما حفظت منه أن قال يا بني اقبل وصيتي واحفظ مقالتي فإنك إن حفظتها تعش سعيدا وتمت حميدا يا بني إنه من رضي بما قسم له استغنى ومن مد عينه إلى ما في يد غيره مات فقيرا ومن لم يرض بما قسم الله له عز وجل اتهم الله في قضائه ومن استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره ومن استصغر زلة غيره استعظم زلة نفسه يا بني من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته ومن سل سيف البغي قتل به ومن احتفر لأخيه بئرا سقط فيها ومن دخل السفهاء حقر ومن خالط العلماء وقر ومن دخل مداخل السوء اتهم يا بني إياك أن تزري بالرجال فيزري بك وإياك الدخول فيما لا يعنيك فتذل لذلك يا بني قل الحق لك أو عليك تستشأن من بين أقرانك يا بني كن لكتاب الله تاليا وللسلام فاشيا وبالمعروف آمرا وعن المنكر ناهيا ولمن قطعك واصلا ولمن سكت عنك مبتدئا ولمن سالك معطيا وإياك والنميمة فإنها تزرع الشحناء في قلوب الرجال وإياك والتعرض لعيوب الناس فمنزلة المتعرض لعيوب الناس بمنزلة الهدف يا بني إذا طلبت الجود فعليك بمعادنه فان للجود معادن والمعادن أصولا وللأصول فروعا وللفروع ثمرا ولا يطيب ثمر إلا بفرع ولا فرع إلا بأصل ولا أصل ثابت إلا بمعدن طيب يا بني إذا زرت فزر الأخيار ولا تزر الفجار فإنهم صخرة لا ينفجر ماؤها وشجرة لا يخضر ورقها وأرض لا يظهر عشبها. قال علي بن موسى ع فما ترك أبي هذه الوصية إلى أن مات.
وصية لسفيان الثوري مذكورة في تحف العقول ورواها الصدوق في الخصال بسنده عن سفيان الثوري قال لقيت الصادق بن الصادق فقلت له يا ابن رسول الله أوصني فقال يا سفيان، وفي تحف العقول: قال سفيان الثوري: دخلت على الصادق ع فقلت أوصى بوصية أحفظها من بعدك قال وتحفظ يا سفيان قلت أجل يا ابن بنت رسول الله قال يا سفيان: لا مروءة لكذوب ولا راحة لحسود ولا إخاء لملول ولا خلة لمختال ولا سؤدد لسئ الخلق ثم أمسك فقلت يا ابن بنت رسول الله زدني فقال يا سفيان ثق بالله تكن عارفا مؤمنا خ ل وارض بما قسمه لك تكن غنيا وفي رواية الخصال وأحسن مجاورة من جارك تكن مسلما. صاحب بمثل ما يصاحبونك به تزداد إيمانا ولا تصاحب الفاجر فيعلمك من فجوره وشاور في أمرك الذين يخشون الله ثم أمسك فقلت يا ابن رسول الله زدني فقال يا سفيان من أراد عزا بلا سلطان وكثرة بلا إخوان وهيبة بلا مال وفي رواية الخصال من أراد عزا بلا عشيرة وغنى بلا مال وهيبة بلا سلطان فلينتقل من ذل معاصي الله إلى عز طاعته ثم أمسك فقلت يا ابن بنت رسول الله زدني فقال يا سفيان أدبني أبي بثلاث ونهاني عن ثلاث فاما اللواتي أدبني بهن فإنه قال لي يا بني من يصحب صاحب السوء لا يسلم ومن لا يقيد ألفاظه ومن لا يملك لسانه يندم ومن يدخل مداخل السوء يتهم قلت يا ابن رسول الله فما الثلاث اللواتي نهاك عنهن قال نهاني أن أصاحب حاسد نعمة وشامتا بمصيبة أو حامل نميمة وزاد في رواية الخصال ثم أنشدني:
- عود لسانك قول الخير تحظ به * إن اللسان لما عودت معتاد - - موكل بتقاضي ما سننت له * في الخير والشر فانظر كيف تعتاد - منتخب من وصيته ع لعبد الله بن جندب المذكورة في تحف العقول يا ابن جندب حق على كل مسلم يعرفنا ان يعرض عمله في كل يوم وليلة على نفسه فيكون محاسب نفسه فان رأى حسنة استزاد منها و إن رأى سيئة استغفر منها. طوبى لعبد لم يغبط الخاطئين على ما أوتوا من نعيم الدنيا وزهرتها. طوبى لعبد طلب الآخرة وسعى لها. طوبى لمن لم تلهه الأماني الكاذبة. يا ابن جندب من غش أخاه وحقره وناواه جعل الله النار مأواه ومن حسد مؤمنا إنماث الايمان في قلبه كما ينماث الملح في الماء. يا ابن جندب الماشي في حاجة أخيه كالساعي بين الصفا والمروة وقاضي حاجته كالمتشحط بدمه في سبيل الله، وما عذب الله أمة إلا عند استهانتهم بحقوق فقراء إخوانهم. يا ابن جندب بلغ معاشر شيعتنا وقل لهم لا تذهبن بكم المذاهب فوالله لا تنال ولايتنا إلا بالورع والاجتهاد في الدنيا ومواساة الاخوان في الله وليس من شيعتنا من يظلم الناس. يا ابن جندب من حرم نفسه كسبه فإنما يجمع لغيره ومن أطاع هواه فقد أطاع عدوه ومن يثق بالله يكفه ما أهمه من أمر دنياه وآخرته ويحفظ له ما غاب عنه وقد عجز من لم يعد لكل بلاء صبرا ولكل نعمة شكرا ولكل عسر يسرا. صبر نفسك عند كل بلية في ولد أو مال أو رزية فإنما يقبض عاريته ويأخذ هبته ليبلو فيهما صبرك وشكرك وأرج الله رجاء لا يجرئك على معصيته وخفه خوفا لا يؤيسك من رحمته وأقنع بما قسم الله لك ولا تتمن ما لست تناله ولا تكن بطرا في الغنى ولا جزعا في الفقر، ولا تكن فظا غليظا يكره الناس قربك ولا تكن واهيا يحقرك من عرفك ولا تشار من فوقك ولا تسخر بمن هو دونك ولا تطع السفهاء ولا تتكلن على كفاية أحد وقف عند كل أمر حتى تعرف مدخله من مخرجه قبل أن تقع فيه فتندم واجعل نفسك عدوا تجاهده وعارية تردها فإنك قد جعلت طبيب نفسك وعرفت آية الصحة وبين لك الداء ودللت على الدواء وإن كانت لك يد عند إنسان فلا تفسدها بكثرة المنن والذكر لها ولكن اتبعها بأفضل منها فان ذلك أجمل بك في أخلاقك وأوجب للثواب في آخرتك وعليك بالصمت تعد حليما جاهلا كنت أو عالما فان الصمت زين لك عند العلماء وستر لك عند الجهال.
طوبى لمن جعل بصره في قلبه ولم يجعل بصره في عينه لا تنظروا في عيوب الناس كالأرباب وانظروا في عيوبكم كهيئة العبد. إنما الناس رجلان مبتلى ومعافى فارحموا المبتلي واحمدوا الله على العافية.
يا ابن جندب صل من قطعك واعط من حرمك وأحسن إلى من أساء

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 669
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست