responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 666

منتخب من رسالته إلى جماعة شيعته وأصحابه المذكورة في تحف العقول أكثروا من الدعاء فان الله يحب من عباده الذين يدعونه وقد وعد عباده المؤمنين الاستجابة والله مصير دعاء المؤمنين يوم القيامة لهم عملا يزيدهم به في الجنة وأكثروا ذكر الله ما استطعتم في كل ساعة من ساعات الليل والنهار فان الله امركم بكثرة الذكر له، والله ذاكر من ذكره من المؤمنين وعليكم بالمحافظة على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين كما أمر الله به المؤمنين في كتابه من قبلكم وعليكم بحب المساكين المسلمين فان من حقرهم وتكبر عليهم فقد زل عن دين الله والله له حاقر ماقت، إياكم والعظمة والكبر فان الكبر رداء الله فمن نازع الله رداءه قصمه الله وأذله يوم القيامة إياكم أن يبغي بعضكم على بعض فإنها ليست من خصال الصالحين فإنه من بغى صير الله بغيه على نفسه وصارت نصرة الله لمن بغى عليه ومن نصره الله غلب وأصاب الظفر من الله، إياكم أن يحسد بعضكم بعضا فان الكفر أصله الحسد، إياكم أن تشره نفوسكم إلى شئ مما حرم الله عليكم فإنه من انتهك ما حرم الله عليه هاهنا في الدنيا حال الله بينه وبين الجنة ونعيمها ولذتها وكرامتها القائمة الدائمة لأهل الجنة أبد الآبدين.
ما روي عنه ع في قصار هذه المعاني من تحف العقول قال ص: من أنصف الناس من نفسه رضي به حكما لغيره. إذا كان الزمان زمان جور وأهله أهل غدر فالطمأنينة إلى كل أحد عجز، إذا أردت أن تعلم صحة ما عند أخيك فاغضبه فان ثبت لك على المودة فهو أخوك وإلا فلا، لا تعتد بمودة أخيك حتى تغضبه ثلاث مرات، لا تثقن بأخيك كل الثقة فان صرعة الاسترسال لا تستقال، إزالة الجبال أهون من إزالة قلب عن موضعه، الرغبة في الدنيا تورث الغم والحزن والزهد في الدنيا راحة القلب والبدن، وقال لرجلين تخاصما بحضرته إنه لم يظفر بخير من ظفر بالظلم ومن يفعل السوء بالناس فلا ينكر السوء إذا فعل به، لا يصلح المؤمن إلا على ثلاث خصال التفقه في الدين وحسن التقدير في المعيشة والصبر على النائبة، لا تصلح الصنيعة إلا عند ذي حسب ودين وما أقل من يشكر المعروف، إنما يؤمر بالمعروف وينهي عن المنكر مؤمن فيتعظ أو جاهل فيتعلم فاما صاحب سوط وسيف فلا [1] إنما يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر من كانت فيه ثلاث خصال عالم بما يأمر عالم بما ينهى عادل فيما يأمر عادل فيما ينهي رفيق بما يأمر رفيق بما ينهى، إن الله أنعم على قوم بالمواهب فلم يشكروه فصارت عليهم وبالا، وابتلى قوما بالمصائب فصبروا فكانت عليه نعمة، صلاح حال التعايش والتعاشر ملء مكيال ثلثاه فطنة، وثلثه تغافل [2] ما أقبح الانتقام باهل الأقدار، وقيل له ما المروءة؟ فقال أن لا يراك الله حيث نهاك ولا يفقدك من حيث أمرك، اشكر من أنعم عليك وأنعم على من شكرك فإنه لا إزالة للنعم إذا شكرت ولا إقامة لها إذا كفرت والشكر زيادة في النعم وأمان من الفقر، فوت الحاجة خير من طلبها من غير أهلها، أشد من المصيبة سوء الخلق منها. وسأله رجل أن يعلمه ما ينال به خير الدنيا والآخرة ولا يطول عليه فقال: لا تكذب، وقيل له ما البلاغة فقال من عرف شيئا قل كلامه فيه وإنما سمي البليغ بليغا لأنه يبلغ حاجته بأهون سعيه، وقال: الدين غم بالليل وذل بالنهار، بروا آباءكم يبركم أبناؤكم، وعفوا عن نساء الناس تعف نساؤكم، من ائتمن خائنا على أمانة لم يكن له على الله ضمان، وقال لحمران بن أعين: يا حمران أنظر من هو دونك في المقدرة ولا تنظر إلى من هو فوقك فان ذلك أقنع لك بما قسم الله لك وأحرى أن تستوجب الزيادة منه عز وجل واعلم أن العمل الدائم القليل على اليقين أفضل عند الله من العمل الكثير على غير يقين واعلم أنه لا ورع أنفع من تجنب محارم الله والكف عن أذى المؤمنين واغتيابهم ولا عيش أهنا من حسن الخلق ولا مال أنفع من القناعة باليسير المجزي ولا جهل أضر من العجب، وقال: إذا سلم الرجل من الجماعة أجزأ عنهم وإذا رد واحد من القوم أجزأ عنهم، وقال السلام تطوع والرد فريضة وقال: من بدأ بكلام قبل سلام فلا تجيبوه، وقال: إن تمام التحية للمقيم المصافحة وتمام التسليم على المسافر المعانقة، وقال: تصافحوا فإنها تذهب بالسخيمة، من ملك نفسه إذا غضب وإذا رغب وإذا رهب وإذا اشتهى حرم الله جسده على النار، العافية نعمة خفيفة إذا وجدت نسيت وإذا عدمت ذكرت، قد عجز من لم يعد لكل بلاء صبرا ولكل نعمة شكرا ولكل عسر يسرا، اصبر نفسك عند كل بلية ورزية في ولد أو في مال فان الله إنما يقبض عاريته وهبته ليبلو شكرك وصبرك ينبغي للمؤمن أن يكون فيه ثماني خصال وقور عند الهزاهز صبور عند البلاء شكور عند الرخاء قانع بما رزقه الله لا يظلم الأعداء ولا يحمل الأصدقاء بدنه منه في تعب والناس منه في راحة، إن العلم خليل المؤمن والحلم وزيره والصبر أمير جنوده والرفق أخوه واللين والده، وقال له أبو عبيدة ادع الله لي أن لا يجعل رزقي على أيدي العباد فقال أبى الله عليك ذلك أبى إلا أن يجعل أرزاق العباد بعضهم من بعض ولكن أدع الله ان يجعل رزقك على أيدي خيار خلقه فإنه من السعادة ولا تجعله على أيدي شرار خلقه فإنه من الشقاوة، وقال:
العامل على غير بصيرة كالسائر على غير طريق فلا تزيده سرعة السير إلا بعدا من عرف الله خاف الله ومن خاف الله سخت نفسه عن الدنيا، وقال إنا لنحب من كان عاقلا فهما فقيها حليما مداريا صبورا صدوقا وفيا إن الله خص الأنبياء بمكارم الأخلاق فمن كانت فيه فليحمد الله على ذلك ومن لم تكن فيه فليتضرع إلى الله وليسأله إياها قيل له وما هي قال الورع والقناعة والصبر والشكر والحلم والحياء والسخاء والشجاعة والغيرة وصدق الحديث والبر وأداء الأمانة واليقين وحسن الخلق والمروءة وقال: من أوثق عرى الايمان أن تحب في الله وتبغض في الله وتعطي في الله وتمنع في الله، وقال:
لا يتبع الرجل بعد موته إلا ثلاث خصال صدقة أجراها الله في حياته فهي تجري بعد موته وسنة هدى يعمل بها وولد صالح يدعو له، وقال: إن الصيام ليس من الطعام ولا من الشراب وحده إن مريم قالت إني نذرت للرحمن صوما أي صمت فاحفظوا ألسنتكم وغضوا أبصاركم ولا تحاسدوا ولا تنازعوا فان الحسد يأكل الايمان كما تأكل النار الحطب: وقال: من ساء خلقه عذب نفسه، المعروف كاسمه وليس شئ أفضل من المعروف إلا ثوابه والمعروف هدية من الله إلى عبده وليس كل من يحب أن يصنع المعروف إلى الناس يصنعه ولا كل من يقدر عليه يؤذن له فيه فإذا من الله على العبد جمع له الرغبة في المعروف والقدرة والاذن فهناك تمت السعادة والكرامة للطالب والمطلوب إليه، ليس لإبليس جند أشد من النساء والغضب، لم يخلق الله يقينا لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت،


[1] هذا محمول على عدم احتمال التأثير.
[2] حكاها أيضا الجاحظ في البيان والتبيين.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 666
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست