responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 656

المؤمنين وولده الحسين ع ليس كظهورها من البقية، فأمير المؤمنين ع ظهرت آثار شجاعته بجهاده بين يدي رسول الله ص وبمحاربته الناكتين والقاسطين والمارقين أيام خلافته، والحسين ع ظهرت آثار شجاعته بما أمر به من منابذة الظالمين، والباقون لم تظهر فيهم آثار الشجاعة لما أمروا به من التقية والمداراة والكل مشتركون في أنهم أشجع أهل زمانهم، والصادق والباقر ع ظهرت فيها آثار العلم أكثر من الباقين لقلة الخوف لكونهما في آخر دولة ضعفت وأول أخرى ظهرت والكل مشتركون في أنهم أعلم أهل زمانهم وقد تكون آثار الكرم والسخاء وكثرة الصدقات والعتق في بعضهم أظهر منها في الباقي لسعة ذات يده أو كثرة الفقراء في بلده دون الباقي وكلهم مشتركون في أنهم أكرم أهل زمانهم وأسخاهم وقد تكون العبادة في بعضهم أظهر منها في غيره لبعض الموجبات كقلة اطلاع الناس على حاله أو قصر مدته في دار الدنيا أو غير ذلك، وكلهم أعبد أهل زمانهم وقد تكون آثار الحلم في بعضهم أظهر منها في غيره لكثرة ما ابتلي به من أنواع الأذى التي يظهر معها حلم الحليم دون غيره وكلهم أحلم أهل زمانهم إلى غير ذلك من مقتضيات الأحوال التي تعرض لهم فليتنبه لذلك، ومناقب الصادق ع وفضائله كثيرة نقتصر منها على ذكر ما يلي:
أحدها العلم روى الحافظ عبد العزيز بن الأخضر الجنابذي في معالم العثرة الطاهرة عن صالح بن الأسود قال سمعت جعفر بن محمد يقول:
سلوني قبل أن تفقدوني فإنه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي. وقال ابن حجر في صواعقه: نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر صيته في جميع البلدان اه وفي مناقب ابن شهرآشوب نقل عنه من العلوم ما لم ينقل عن أحد، وقال أيضا: قال نوح بن دراج لابن أبي ليلى أ كنت تاركا قولا قلته أو قضاء قضيته لقول أحد قال لا إلا رجلا واحدا، قال من هو؟ قال: جعفر بن محمد. وقال المفيد في الارشاد: نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان وانتشر ذكره في البلدان ولم ينقل العلماء عن أحد من أهل بيته ما نقل عنه ولا لقي أحد منهم من أهل الآثار ونقلة الأخبار ولا نقلوا عنهم ما نقلوا عن أبي عبد الله ع فان أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه من الثقات على اختلافهم في الآراء والمقالات فكانوا أربعة آلاف رجل اه أقول وذلك أن الحافظ بن عقدة الزيدي جمع في كتاب رجاله أربعة آلاف رجل من الثقات الذين رووا عن جعفر بن محمد فضلا عن غيرهم وذكر مصنفاتهم، ومر في المقدمات قول المحقق في المعتبر: انتشر عن جعفر بن محمد من العلوم الجمة ما بهر به العقول اه. وروى عنه راو واحد وهو أبان بن تغلب ثلاثين ألف حديث، روى الكشي في رجاله بسنده عن الصادق ع أنه قال:
أبان بن تغلب روى عني ثلاثين ألف حديث، وروى النجاشي في رجاله بسنده عن الحسن بن علي الوشاء في حديث أنه قال أدركت في هذا المسجد يعني مسجد الكوفة تسعمائة شيخ كل يقول حدثني جعفر بن محمد: وكان ع يقول حديثي حديث أبي وحديث أبي حديث جدي وحديث جدي حديث علي بن أبي طالب وحديث علي حديث رسول الله ص وحديث رسول الله قول الله عز وجل.
وقال ابن شهرآشوب في المناقب: ولا تخلو كتب أحاديث وحكمة وزهد وموعظة من كلامه، يقولون: قال جعفر بن محمد الصادق ع.
مما حفظ عنه في وجوب المعرفة بالله تعالى قال المفيد في الارشاد: ومما حفظ عنه في وجوب المعرفة بالله تعالى وبدينه قوله: وجدت علم الناس كلهم في أربع: أولها أن تعرف ربك والثاني أن تعرف ما صنع بك والثالث أن تعرف ما أراد منك والرابع أن تعرف ما يخرجك عن دينك. قال المفيد: وهذه أقسام تحيط بالمفروض من المعارف لأنه أول ما يجب على العبد معرفة ربه جل جلاله فإذا علم أن له إلاها وجب أن يعرف صنيعه إليه فإذا عرف صنيعه إليه عرف به نعمته، فإذا عرف نعمته وجب عليه شكره، فإذا أراد تأدية شكره وجب عليه معرفة مراده ليطيعه بفعله، وإذا وجبت عليه طاعته وجبت عليه معرفة ما يخرجه عن دينه ليجتنبه فيخلص به طاعة ربه وشكر إنعامه.
مما حفظ عنه في التوحيد ونفي التشبيه في الارشاد: مما حفظ عنه في التوحيد ونفي التشبيه قوله لهشام بن الحكم: ان الله تعالى لا يشبه شيئا ولا يشبهه شئ وكلما وقع في الوهم فهو بخلافه.
مما حفظ عنه في نفي الرؤية ما ذكره المرتضى في الأمالي قال: روى عن أبي عبد الله الصادق ع أنه سأله محمد الحلبي فقال له هل رأى رسول الله ص ربه فقال نعم رآه بقلبه فاما ربنا جل جلاله فلا تدركه أبصار الناظرين ولا تحيط به أسماع السامعين.
مما حفظ عنه في العدل في الارشاد: ومما حفظ عنه من موجز القول في العدل قوله لزرارة بن أعين: يا زرارة أعطيك جملة في القضاء والقدر، قال له زرارة نعم جعلت فداك، قال له إذا كان يوم القيامة وجمع الله الخلائق عما عهد إليهم ولم يسألهم عما قضى عليهم.
مما حفظ عنه في الحث على النظر في دين الله والمعرفة لأولياء الله في الارشاد: ومما حفظ عنه في الحث على النظر في دين الله والمعرفة لأولياء الله قوله: أحسنوا النظر فيما لا يسعكم جهله وانصحوا لأنفسكم وجاهدوا في طلب معرفة ما لا عذر لكم في جهله فان لدين الله أركانا لا تنفع من جهلها شدة اجتهاده في طلب ظاهر عبادته ولا يضر من عرفها فدان بها حسن اقتصاده ولا سبيل لاحد إلى ذلك إلا بعون من الله.
احتجاجه على الصوفية فيما ينهون عنه من طلب الرزق روى الحسن بن علي بن شعبة الحلبي في تحف العقول خبر دخول سفيان الثوري على الصادق ع الذي مر في صفته في لباسه ع ثم قال: ثم أتاه قوم ممن يظهرون التزهد ويدعون الناس أن يكونوا معهم على مثل الذي هم عليه من التقشف فقالوا ان صاحبنا حصر عن كلامك ولم تحضره حجة فقال لهم هاتوا حججكم فقالوا ان حجتنا من كتاب الله قال لهم فادلوا بها فإنها أحق ما اتبع وعمل به، قالوا يقول الله تبارك وتعالى يخبر عن قوم من أصحاب النبي ص ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون فمدح فعلهم وقال في موضع آخر ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا فنحن

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 656
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست