responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 652

رجل صالح لم يسرك ذلك ولكن اعرض نفسك على كتاب الله فان كنت سالكا سبيله زاهدا في تزهيده راغبا في ترغيبه خائفا من تخويفه فأثبت وابشر فإنه لا يضرك ما قيل فيك وان كنت مباينا للقرآن فما الذي يغرك من نفسك. ان المؤمن معني بمجاهدة نفسه ليغلبها على هواها فمرة يقيم أودها ويخالف هواها في محبة الله ومرة تصرعه نفسه فيتبع هواها. فينعشه الله فينتعش ويقيل الله عثرته فيتذكر ويفزع إلى التوبة والمخافة فيزداد بصيرة ومعرفة لما زيد فيه من الخوف وذلك بان الله يقول: إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون يا جابر استكثر لنفسك من الله قليل الرزق تخلصا إلى الشكر واستقلل من نفسك كثير الطاعة لله ازراء على النفس وتعرضا للعفو وادفع عن نفسك حاضر الشر بحاضر العلم واستعمل حاضر العلم بخالص العمل وتحرز في خالص العمل من عظيم الغفلة بشدة التيقظ واستجلب شدة التيقظ بصدق الخوف وتوق مجازفة الهوى بدلالة العقل وقف عند غلبة الهوى باسترشاد العلم واستبق خالص الأعمال ليوم الجزاء وادفع عظيم الحرص بايثار القناعة واستجلب حلاوة الزهادة بقصر الأمل واقطع أسباب الطمع ببرد الياس وسد سبيل العجب بمعرفة النفس وتخلص إلى راحة النفس بصحة التفويض وتعرض لرقة القلب بكثرة الذكر في الخلوات واستجلب نور القلب بدوام الحزن وتحرز من إبليس بالخوف الصادق وإياك والرجاء الكاذب فإنه يوقعك في الخوف الصادق. وإياك والتسويف فإنه بحر يغرق فيه الهلكى وإياك والغفلة ففيها تكون قساوة القلب وإياك والتواني فيما لا عذر لك فيه فإليه يلجا النادمون واسترجع سالف الذنوب بشدة الندم وكثرة الاستغفار وتعرض للرحمة وعفو الله بخالص الدعاء والمناجاة في الظلم واستجلب زيادة النعم بعظيم الشكر واطلب بقاء العز بإماتة الطمع وارفع ذل الطمع بعز الياس واستجلب عز الياس ببعد الهمة وتزود من الدنيا بقصر الأمل وبادر بانتهاز البغية عند إمكان الفرصة وإياك والثقة بغير المأمون واعلم أنه لا علم كطلب السلامة ولا عقل كمخالفة الهوى ولا فقر كفقر القلب ولا غنى كغنى النفس ولا معرفة كمعرفتك بنفسك ولا نعمة كالعافية ولا عافية كمساعدة التوفيق ولا شرف كبعد الهمة ولا زهد كقصر الأمل ولا عدل كالإنصاف ولا جور كموافقة الهوى ولا طاعة كاداء الفرائض ولا مصيبة كعدم العقل ولا معصية كاستهانتك بالذنب ورضاك بالحالة التي أنت عليها ولا فضيلة كالجهاد ولا جهاد كمجاهدة الهوى ولا قوة كرد الغضب ولا ذل كذل الطمع وإياك والتفريط عند امكان الفرصة فإنه ميدان يجري لأهله بالخسران. وقال ع خذوا الكلمة الطيبة ممن قالها وان لم يعمل بها فان الله يقول: الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله، ويحك يا مغرور أ لا تحمد من تعطيه فانيا ويعطيك باقيا درهم يفنى بعشرة تبقى إلى سبعمائة ضعف مضاعفة، إنما أنت لص من لصوص الذنوب كلما عرضت لك شهوة أو ارتكاب ذنب سارعت إليه وأقدمت بجهلك عليه فارتكبته كأنك لست بعين الله أو كان الله ليس لك المرصاد. يا طالب الجنة ما أطول نومك وأكل مطيتك وأوهى همتك فلله أنت من طالب ومطلوب ويا هاربا من النار ما أحث مطيتك إليها وما أكسبك لما يوقعك فيها.
ما روي عنه في قصار هذه المعاني قال ع: ما شيب شئ بشئ أحسن من حلم بعلم، كل الكمال التفقه في الدين والصبر على النائبة وتقدير المعيشة. المتكبر ينازع الله رداءه. قم بالحق واعتزل ما لا يعنيك وتجنب عدوك وأحذر صديقك. ولا تصحب الفاجر ولا تطلعه على سرك واستشر في امرك الذين يخشون الله.
صحبة عشرين سنة قرابة، ان استطعت ان لا تعامل أحدا الا ولك الفضل عليه فافعل. ثلاثة من مكارم الدنيا والآخرة: ان تعفو عمن ظلمك وتصل من قطعك وتحلم إذا جهل عليك. الظلم ثلاثة ظلم لا يغفره الله وظلم يغفره الله وظلم لا يدعه الله فاما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك بالله واما الظلم الذي يغفره الله فظلم الرجل نفسه فيما بينه وبين الله وأما الظلم الذي لا يدعه الله فالمداينة بين العباد. ما من عبد يمتنع من معونة أخيه المسلم والسعي في حاجته قضيت أو لم تقض الا ابتلي بالسعي في حاجة فيما يؤثم عليه ولا يؤجر. وما من عبد يبخل بنفقة ينفقها فيما يرضي الله الا ابتلي بان ينفق اضعافها فيما اسخط الله. في كل قضاء الله خير للمؤمن. ان الله كره الحاح الناس على بعضهم في المسألة وأحب ذلك لنفسه ان الله جل ذكره يحب ان يسال ويطلب ما عنده. من لم يجعل الله له من نفسه واعظا فان مواعظ الناس لن تغني عنه شيئا. من كان ظاهره أرجح من باطنه خف ميزانه. كم من رجل لقي رجلا فقال له كب الله عدوك وما له من عدو الا الله. لا يكون العبد عالما حتى لا يكون حاسدا لمن فوقه ولا محقرا لمن دونه. إنما مثل الحاجة إلى من أصاب ماله حديثا كمثل الدرهم في فم الأفعى أنت إليه محوج وأنت منها على خطر. ثلاث خصال لا يموت صاحبهن ابدا حتى يرى وبالهن: البغي وقطيعة الرحم واليمين الكاذبة يبارز الله بها. وان أعجل الطاعة ثوابا لصلة الرحم. وان القوم ليكونون فجارا فيتواصلون فتنمى أموالهم ويثرون وان اليمين الكاذبة وقطيعة الرحم ليذران الديار بلاقع من أهلها. لا يقبل عمل الا بمعرفة ولا معرفة الا بعمل ومن عرف دلته معرفته على العمل ومن لم يعرف فلا عمل له. والله ما شيعتنا الا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون الا بالتواضع والتخشع وأداء الأمانة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين وتعهد الجيران من الفقراء وذوي المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الألسن عن الناس الا من خير وكانوا امناء عشائرهم في الأشياء. أربع من كنوز البر: كتمان الحاجة وكتمان الصدقة وكتمان الوجع وكتمان المصيبة. من صدق لسانه زكا عمله ومن حسنت نيته زيد في رزقه ومن حسن بره باهله زيد في عمره. من استفاد أخا في الله على ايمان بالله ووفاء باخائه طلبا لمرضاة الله فقد استفاد شعاعا من نور الله وأمانا من عذاب الله وحجة يفلح بها يوم القيامة وعزا باقيا وذكرا ناميا. التواضع الرضا بالمجلس دون شرفك وان تسلم على من لقيت وان تترك المراء وان كنت محقا. ان المؤمن أخو المؤمن لا يشتمه ولا يحرمه ولا يسئ به الظن. اصبر نفسك على الحق فإنه من منع شيئا في حق اعطى في باطل مثيله. من قسم له الخرق حجب عنه الايمان. ان الله يبغض الفاحش المتفحش. ان لله عقوبات في القلوب والأبدان ضنك في المعيشة ووهن في العبادة وما ضرب عبد بعقوبة أعظم من قسوة القلب. يقول الله تعالى يا ابن آدم اجتنب ما حرمت عليك تكن من أورع الناس. أفضل العبادة عفة البطن والفرج. البشر الحسن وطلاقة الوجه مكسبة للمحبة وقربة من الله وعبوس الوجه وسو البشر مكسبة للمقت وبعد من الله. الحياء والايمان مقرونان في قرن فإذا ذهب أحدهما تبعه صاحبه من علم باب هدى فله مثل اجر من عمل به ولا ينقص أولئك من أجورهم شيئا. ومن علم باب ضلال كان عليه مثل أوزار من

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 652
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست