responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 631

لهم في الانصراف وما أجابوه به وتقدمت ولما قتل الحسين ع أراد شمر قتل زين العابدين ع وهو مريض فدفعه عنه حميد بن مسلم كما مر.
وحمله عمر بن سعد مع من حمله من أهل البيت إلى الكوفة وقد نهكته العلة.
بكاؤه على أبيه ع وأهل بيته في حلية الأولياء بسنده عن أبي حمزة الثمالي عن جعفر بن محمد قال:
سئل علي بن الحسين عن كثرة بكائه: فقال: لا تلوموني فان يعقوب فقد سبطا من ولده فبكى حتى ابيضت عيناه ولم يعلم أنه مات وقد نظرت إلى أربعة عشرة رجلا من أهل بيتي قتلى في غزاة واحدة أ فترون حزنهم يذهب من قلبي. وفي مناقب ابن شهرآشوب عن الصادق ع بكى علي بن الحسين على أبيه عشرين سنة [1] وما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال له مولى له جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أخاف أن تكون من الهالكين قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله واعلم من الله ما لا تعلمون إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني العبرة. وقال الصدوق في الخصال ولقد بكى على أبيه الحسين ع عشرين سنة وما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال مولى له يا ابن رسول الله أ ما آن لحزنك أن ينقضي فقال له ويحك أن يعقوب النبي ع كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله عنه واحدا فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه وشاب رأسه من الحزن واحدودب ظهره من الغم وكان ابنه حيا في الدنيا وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر رجلا من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني، وروى ابن قولويه في كامل الزيارة بسنده قال أشرف مولى لعلي بن الحسين وهو في سقيفة له ساجد يبكي فقال يا علي بن الحسين ما آن لحزنك أن ينقضي فرفع رأسه إليه وقال ويلك أو ثكلتك أمك والله لقد شكا يعقوب إلى ربه في أقل مما رأيت حين قال يا أسفا على يوسف وإنه فقد ابنا واحدا وأنا رأيت أبي وجماعة أهل بيتي يذبحون حولي.
إرسال المختار رأس ابن زياد إلى زين العابدين لما قتل إبراهيم بن الأشتر عبيد الله بن زياد على نهر الخازر بعث برأسه ورؤوس أعيان من كان معه إلى المختار فبعث المختار برأس ابن زياد إلى محمد بن الحنفية وإلى علي بن الحسين فادخل عليه وهو يتغدى فقال علي بن الحسين أدخلت علي ابن زياد وهو يتغدى ورأس أبي بين يديه فقلت اللهم لا تمتني حتى تريني رأس ابن زياد وانا أتغدى فالحمد لله الذي أجاب دعوتي ثم أمر فرمي به. وفي رواية ابن نما فسجد علي بن الحسين ع شكرا لله وقال الحمد لله الذي أدرك لي ثاري من عدوي وجزى الله المختار خيرا.
وقال ابن قولويه في كامل الزيارة كان علي بن الحسين يميل إلى ولد عقيل فقيل له ما بالك تميل إلى بني عمك هؤلاء دون آل جعفر قال إني أذكر يومهم مع أبي عبد الله الحسين بن علي فارق لهم.
أخباره ع المتعلقة بوقعة الحرة وكانت يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة 63 من الهجرة والحرة بالفتح أرض ذات حجارة سوداء والحرار كثير في الحجاز وكانت الوقعة في موضع يقال له حرة وأقم نسبة إلى رجل وذلك أن أهل المدينة وفدوا على يزيد بن معاوية بالشام فلما رأوا من أعماله وتهتكه واستهانته بالدين ما رأوا عزموا على خلعه فلما عادوا إلى المدينة أظهروا خلعه وأخرجوا عامله عليها عثمان بن محمد بن أبي سفيان وحصروا بني أمية في دار مروان ثم اخرجوهم من المدينة قال الطبري فوجه يزيد إليهم اثني عشر ألفا مع مسلم بن عقبة المري فان هلك فالحصين بن نمير السكوني وقال له إذا ظهرت عليهم فأبحها ثلاثا وانظر علي بن الحسين فاكفف عنه واستوص به خيرا وادن مجلسه فإنه لم يدخل في شئ مما دخلوا فيه وعلي لا يعلم بشئ مما أوصى به يزيد بن معاوية مسلم بن عقبة قال وقد كان علي بن الحسين لما خرج بنو أمية نحو الشام آوى إليه ثقل مروان بن الحكم وامرأته عائشة بنت عثمان بن عفان وقد كان مروان بن الحكم لما أخرج أهل المدينة عامل يزيد وبني أمية من المدينة كلم عبد الله بن عمر أن يغيب أهله عنده فابى ابن عمر ان يفعل وكلم مروان علي بن الحسين وقال يا أبا الحسن إن لي رحما وحرمي تكون مع حرمك قال افعل فبعث بحرمه إلى علي بن الحسين فخرج بحرمه وحرم مروان حتى وضعهم بينبع ثم أن عائشة بنت عثمان زوجة مروان خرجت إلى الطائف فمرت بعلي بن الحسين وهو بمال له إلى جنب المدينة قد اعتزلها كراهية أن يشهد شيئا من أمرهم فأرسل زين العابدين ولده عبد الله معها إلى الطائف محافظة عليها فبقي معها حتى انتهت الوقعة فشكر له مروان ذلك اه وهذا منتهى مكارم الأخلاق والمجازاة على الإساءة بالاحسان ولا عجب إذا جاء الشئ من معدنه:
- ملكنا فكان العفو منا سجية * فلما ملكتم سال بالدم أبطح - - وحسبكم هذا التفاوت بيننا * وكل إناء بالذي فيه ينضج - أما ما نقله الطبري في ذيل بعض رواياته من قوله وكان مروان شاكرا لعلي بن الحسين مع صداقة كانت بينهما قديمة فلا يكاد يصح وعداوة مروان لعلي بن الحسين وأهل بيته لا تحتاج إلى بيان فمتى كانت هذه الصداقة القديمة بين مروان وعلي بن الحسين؟ أ يوم خرج لحرب جده علي بن أبي طالب مع أهل الجمل أم يوم حاربه بصفين مع معاوية أم يوم قال مروان للوليد في حق الحسين: إنه لا يبايع ولو كنت مكانك لضربت عنقه أم يوم قال له لئن فارقك الحسين الساعة ولم يبايع لا قدرت منه على مثلها أبدا حتى تكثر القتلى بينكم وبينه ولكن احبس الرجل فلا يخرج حتى يبايع أو تضرب عنقه وقول الحسين له ويلي عليك يا ابن الزرقاء أنت تأمر بضرب عنقي كذبت والله ولؤمت، وقول مروان لما جئ برأس الحسين ع:
- يا حبذا بردك في اليدين * ولونك الأحمر في الخدين - - كأنما حف بوردتين * شفيت نفسي من دم الحسين - والله لكأني أنظر إلى أيام عثمان. كل هذا من أسباب الصداقة بين مروان وعلي بن الحسين!! كلا ولكنهم أهل بيت طبعوا على مكارم الأخلاق وجبلوا على الاحسان لمن أساء إليهم والعفو والصفح عن أعدائهم سجايا خصهم الله بها وطبعهم عليها وميزهم بها عن سائر الخلق وأخرجهم بها عن مجرى العادات. وزين العابدين ع هو الذي كان يقول: لو أن قاتل الحسين ع استودعني السيف الذي قتل به الحسين لرددته إليه.


[١] هكذا وردت هذه الرواية ورواية الخصال التي بعدها وروى الصدوق في الأمالي والخصال في حديث عن الصادق (ع): واما علي بن الحسين فبكى على الحسين (ع) عشرين سنة أو أربعين سنة (الحديث) وكل ذلك لا ينطبق على مدة بقائه بعد أبيه عليهما السلام كما تقدم في صدر سيرته من أن بقاءه بعد أبيه 33 سنة أو 34 أو 35 فلا بد ان يكون وقع سهو في بعض هذه التواريخ.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 631
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست