responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 630

- يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم - - إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم - - إن عد أهل التقى كانوا ذوي عدد [1] * أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم - - هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله * بجده أنبياء الله قد ختموا - - وليس قولك من هذا بضائره * العرب تعرف من أنكرت والعجم - - يغضي حياء ويغضي من مهابته * فما يكلم إلا حين يبتسم - - ينمى إلى ذروة العز التي قصرت * عنها الأكف وعن إدراكها القدم - - من جده دان فضل الأنبياء له * وفضل أمته دانت له الأمم - - ينشق نور الهدى عن صبح غرته * كالشمس تنجاب عن إشراقها الظلم - - مشتقة من رسول الله نبعته * طابت عناصره والخيم والشيم - - الله شرفه قدما وفضله * جرى بذاك له في لوحة القلم - - كلتا يديه غياث عم نفعهما * يستوكفان ولا يعروهما العدم - - سهل الخليقة لا تخشى بوادره * يزينه اثنان حسن الخلق والكرم - - حمال أثقال أقوام إذا فدحوا * رحب الفناء أريب حين يعتزم - - ما قال لا قط إلا في تشهده * لولا التشهد كانت لاؤه نعم - - عم البرية بالاحسان فانقشعت * عنه الغيابة لا هلق ولا كهم - - من معشر حبهم دين وبغضهم * كفر وقربهم ملجأ ومعتصم - - لا يستطيع جواد بعد غايتهم * ولا يدانيهم قوم وإن كرموا - - هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت * والأسد أسد الشري والرأي [2] محتدم - - لا ينقص العسر بسطا من أكفهم * سيان ذلك إن أثروا وإن عدموا - - يستدفع السوء والبلوى بحبهم * ويسترب به الاحسان والنعم - - مقدم بعد ذكر الله ذكرهم * في كل بدء ومختوم به الكلم - - يأبى لهم أن يحل الذم ساحتهم * خيم كريم وأيد بالندى هضم - - أي الخلائق ليس في رقابهم * لأولية هذا أو له نعم - - من يعرف الله يعرف أولية ذا * الدين من بيت هذا ناله الأمم - هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فغضب هشام وأمر بحبس الفرزدق بعسفان بين مكة والمدينة فبعث إليه علي بألف دينار فردها وقال:
إنما قلت ما قلت غضبا لله ولرسوله فما آخذ عليه أجرا فقال علي: نحن أهل بيت لا يعود إلينا ما أعطينا فقبلها الفرزدق وهجا هشاما فقال:
- أ يحسبني بين المدينة والتي * إليها قلوب الناس يهوى منيبها - - يقلب رأسا لم يكن رأس سيد * وعينا له حولاء باد عيوبها - فأخبر هشام بذلك فاطلقه. ومما مر يعلم أن العز الحقيقي والجاه الصحيح إنما هو للدين والتقوى والعلم لا للملك والقوة والقهر فهذا هشام يحج في خلافة أخيه عبد الملك وبيده القوة والسلطان وحوله وجوه أهل الشام فيروم استلام الحجر الأسود فلا يقدر ولا يعبأ الناس به وبملكه وسلطانه وعلي بن الحسين الذي ليس له سلطان غير سلطان الدين والتقوى والعلم وليس معه خدم ولا حشم يتقدم إلى استلام الحجر فينظر الناس إليه بعين الاجلال والاعظام ويتنحون له عن الحجر حتى يستلمه وفي ذلك عبرة لمن اعتبر.
أخباره وأحواله روى البرقي في المحاسن أنه بلغ عبد الملك أن سيف رسول الله ص عند علي بن الحسين فبعث يستوهبه منه ويسأله الحاجة فابى عليه فكتب إليه عبد الملك يهدده وإنه يقطع رزقه من بيت المال فاجابه ع أما بعد فان الله أمن للمتقين المخرج من حيث يكرهون والرزق من حيث لا يحتسبون وقال جل ذكره إن الله لا يحب كل خوان فخور فانظر أينا أولى بهذه الآية.
وروى الراوندي في دعوته عن الباقر ع إن علي بن الحسين قال مرضت مرضا شديدا فقال لي أبي ما تشتهي فقلت أشتهي أن أكون ممن لا أقترح على الله ربي ما يدبر لي فقال لي أحسنت ضاهيت إبراهيم الخليل ص حيث قال له جبرئيل هل من حاجة فقال لا أقترح على ربي بل حسبي الله ونعم الوكيل. وروى الصدوق في العيون بسنده عن الصادق ع كان علي بن الحسين ع لا يسافر إلا مع رفقة لا يعرفونه ويشترط عليهم أن يكون من خدم الرفقة فيما يحتاجون إليه فسافر مرة مع قوم فرآه رجل فعرفه وقال لهم هذا علي بن الحسين فوثبوا إليه فقبلوا يده ورجله وقالوا يا ابن رسول الله أردت أن تصلينا نار جهنم لو بدرت منا إليك يد أو لسان أ ما كنا قد هلكنا؟ فقال إني سافرت مرة مع قوم يعرفونني فاعطوني برسول الله ص ما لا أستحق فصار كتمان أمري أحب إلي. وفي مناقب ابن شهرآشوب قيل له ع إذا سافرت كتمت نفسك أهل الرفقة فقال أكره أن آخذ برسول الله ص ما لا أعطي مثله اه وهذه الرواية أقرب للصواب من رواية العيون.
وفي مناقب ابن شهرآشوب واحتجاج الطبرسي: لقي عباد البصري علي بن الحسين في طريق مكة فقال له يا علي بن الحسين تركت الجهاد وصعوبته وأقبلت على الحج ولينه وإن الله عز وجل يقول إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون إلى قوله وبشر المؤمنين فقال علي بن الحسين إذا رأينا هؤلاء الذين صفتهم فالجهاد أفضل من الحج.
أخباره المتعلقة بواقعة كربلاء وقد مر أكثرها في السيرة الحسينية فاغنى عن إعادتها هنا فلنذكر هنا ما لم يذكر هناك.
كان عمره ع يوم كربلاء 24 سنة على الأكثر و 22 سنة على الأقل. وقال محمد بن سعد في الطبقات كان علي بن الحسين مع أبيه يطوف كربلاء وعمره إذ ذاك ثلاث وعشرون سنة لكنه كان مريضا ملقى على فراشه وقد نهكته العلة والمرض اه وكان قد تزوج وولد له الباقر فقد كان عمر الباقر يومئذ أربع سنين أو ثلاث سنين. وجملة من العلماء منهم المفيد يقولون إنه أكبر من أخيه علي شهيد كربلاء هو الأوسط وإنما قيل له الأكبر بالنسبة إلى أخيه الأصغر الذي هو أصغر منهما وقد فصلنا ذلك في ترجمة أخيه علي شهيد كربلاء. وكان زين العابدين ع مريضا يوم كربلاء بالذرب فلذلك لم يجاهد وسلم من القتل وانحصر نسل رسول الله ص من فاطمة ع من الحسينين فيه وفي ذريته. والظاهر إن القائل لأبيه وهما في الطريق إلى كربلاء أ لسنا على الحق هو علي الشهيد.
فمن أخباره المتعلقة بواقعة كربلاء ما مر في السيرة الحسينية من قوله إني لجالس في تلك العشية التي قتل أبي في صبيحتها إلى آخر الخبر وهو الذي روى خطبة أبيه ع لما جمع أصحابه ليلة عاشوراء المتضمنة الإذن


[1] أئمتهم [2] والباس

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 630
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست