responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 629

كلما عملت لديه حاضرا كما وجدنا كلما عملنا لديك حاضرا فاعف واصفح يعف عنك المليك ويصفح فإنه يقول وليعفوا وليصفحوا أ لا تحبون أن يغفر الله لكم، وهو ينادي بذلك على نفسه ويلقنهم وينادون معه وهو واقف بينهم يبكي ويقول ربنا إنك أمرتنا أن نعفو عمن ظلمنا وقد عفونا عمن ظلمنا كما أمرت فاعف عنا فإنك أولى بذلك منا ومن المأمورين، إلهي كرمت فاكرمني إذ كنت من سؤالك وجدت بالمعروف فاخلطني باهل نوالك يا كريم ثم يقبل عليهم فيقول قد عفوت عنكم فهل عفوتم عني ما كان مني إليكم من سوء ملكة فاني مليك سوء لئيم ظالم مملوك لمليك كريم جواد عادل محسن متفضل، فيقولون قد عفونا عنك يا سيدنا وما أسأت فيقول لهم قولوا اللهم أعف عن علي بن الحسين كما عفا عنا واعتقه من النار كما أعتق رقابنا من الرق فيقولون ذلك فيقول اللهم آمين رب العالمين اذهبوا فقد عفوت عنكم وأعتقت رقابكم رجاء للعفو عني وعتق رقبتي فإذا كان يوم الفطر أجازهم بجوائز تصونهم وتغنيهم عما في أيدي الناس، وما من سنة إلا وكان يعتق فيها في آخر ليلة من شهر رمضان ما بين العشرين رأسا إلى أقل أو أكثر، وكان يقول إن الله تعالى في كل ليلة من شهر رمضان عند الافطار سبعين ألف عتيق من النار كلا قد استوجب النار فإذا كان آخر ليلة من شهر رمضان أعتق فيها مثلما أعتق في جميعه وإني لأحب أن يراني الله وقد أعتقت رقابا في ملكي في دار الدنيا رجاء أن يعتق رقبتي من النار، وما استخدم خادما فوق حول، كان إذا ملك عبدا في أول السنة أو في وسط السنة إذا كانت ليلة الفطر أعتق واستبدل سواهم في الحول الثاني ثم أعتق، كذلك كان يفعل حتى لحق بالله تعالى، ولقد كان يشتري السودان وما به إليهم من حاجة يأتي بهم عرفات فيسد بهم تلك الفرج فإذا أفاض أمر بعتق رقابهم وجوائز لهم من المال.
سابعها الفصاحة والبلاغة وفي خطبه بالكوفة والشام والمدينة وغيرها المتقدمة في واقعة كربلاء أوضح دلالة وحسبك في ذلك بالصحيفة الكاملة وما فيها من بديع المعاني وفصيح الألفاظ وبليغ التراكيب وجميل المحاورات ولطيف العبارات التي يعجز الفصحاء والبلغاء عن أمثالها وهي المعروفة بإنجيل آل محمد وتمام الكلام عليها عند ذكر مؤلفاته.
ثامنها الورع فقد كان أورع أهل زمانه روى أبو نعيم في الحلية بسنده عن صالح بن حسان قال رجل لسعيد بن المسيب: ما رأيت أحدا أورع من فلان، قال: هل رأيت علي بن الحسين؟ قال لا، قال: ما رأيت أورع منه. وفي مرآة الجنان: روي عن جماعة من السلف أنهم قالوا ما رأينا أورع من علي بن الحسين منهم سعيد بن المسيب.
تاسعها كثرة بره بأمه في مرآة الجنان: روي أن زين العابدين كان كثير البر بأمه فقيل له إنا نراك من أبر الناس بأمك ولسنا نراك تأكل معها في صحفة فقال أخاف أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها.
عاشرها الرفق بالحيوان روى أبو نعيم في الحلية بسنده عن عمر بن ثابت: كان علي بن الحسين لا يضرب بعيره من المدينة إلى مكة.
وروى المفيد في الارشاد بسنده انه حج مرة فالتاثت عليه الناقة في سيرها أي أبطأت فأشار إليها بالقضيب ثم قال آه لولا القصاص ورد يده عنها وفي رواية إنه رفع القضيب وأشار إليها وقال لولا خوف القصاص لفعلت. وروي أنه ع حج على ناقة عشرين حجة فما قرعها بسوط.
حادي عشرها الهيبة والعظمة في صدور الناس قال عبد الملك بن مروان لما دخل عليه: والله لقد امتلأ ثوبي أو قلبي منه خيفة. وقال مسرف بن عقبة لقد ملئ قلبي منه رعبا. وروى أبو نعيم الأصفهاني في حلية الأولياء بسنده عن ابن عائشة عن أبيه: حج هشام بن عبد الملك قبل أن يلي الخلافة، فأجتهد أن يستلم الحجر فلم يمكنه، وجاء علي بن الحسين فوقف له الناس وتنحوا حتى استلمه. قال: ونصب لهشام منبر فقعد عليه فقال له أهل الشام: من هذا يا أمير؟ فقال لا أعرفه فقال الفرزدق: لكني أعرفه هذا علي بن الحسين:
- هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم - - هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم - - يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم - - إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم - - إن عد أهل التقي كان أئمتهم * أو قيل من خير أهل الأرض قيل هم - - هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله * بجده أنبياء الله قد ختموا - - وليس قولك من هذا بضائره * العرب تعرف ما أنكرت والعجم - - يغضي حياء ويغضى من مهابته * فلا يكلم إلا حين يبتسم - وروى المفيد في الارشاد بسنده عن أبي جعفر محمد بن إسماعيل قال: حج علي بن الحسين ع فاستجهر الناس وتشوفوا له وجعلوا يقولون من هذا من هذا تعظيما له وإجلالا لمرتبته وكان الفرزدق هناك فانشا يقول:
- هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم - - هذا ابن خير عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم - - يكاد يمسكه عرفان راحته * ركن الحطيم إذا ما جاء يستلم - - يغضي حياء ويغضى من مهابته * فما كلم إلا حين يبتسم - - أي الخلائق ليست في رقابهم * لأولية هذا أو له نعم - - من يعرف الله يعرف أولية ذا * فالدين من بيت هذا ناله الأمم - - إذا رأته قريش قال قائلها * إلى مكارم هذا ينتهي الكرم - وأورد سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص رواية الحلية ولكنه ذكر الأبيات بأكثر مما في الحلية ثم قال: قلت لم يذكر أبو نعيم في الحلية إلا بعض هذه الأبيات والباقي أخذته من ديوان الفرزدق. ورواها السبكي في طبقات الشافعية بسنده المتصل إلى ابن عائشة عبد الله بن محمد عن أبيه قال: حج هشام بن عبد الملك أو الوليد فطاف بالبيت فجهد أن يصل إلى الحجر فيستلمه فلم يقدر عليه فنصب له منبر وجلس عليه ينظر إلى الناس ومعه أهل الشام إذ أقبل علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وكان من أحسن الناس وجها وأطيبهم أرجا فطاف بالبيت فلما بلغ الحجر تنحى له الناس حتى يستلمه فقال رجل من أهل الشام من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة فقال هشام لا أعرفه مخافة أن يرغب فيه أهل الشام وكان الفرزدق حاضرا فقال الفرزدق ولكني أعرفه قال الشامي من هو يا أبا فراس فقال الفرزدق و قد توافقت روايتا سبط بن الجوزي والسبكي إلا في أبيات يسيرة وهذا ما ذكراه:
- هذا الذي تعرف البطحاء وطأته * والبيت يعرفه والحل والحرم - - هذا ابن خبر عباد الله كلهم * هذا التقي النقي الطاهر العلم -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 629
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست