responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 626

إذا مشى لا تجاوز يده فخذه ولا يخطر بيده وعليه السكينة والوقار اه وقال الصادق ع كان إذا مشى كان الطير على رأسه [1] لا يسبق يمينه شماله اه.
وكان عشية عرفة وغدوة جمع إذا دفع يسير على هنيهة وكان يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء في السفر وكان يمشي إلى الجمار.
وقال ابن حجر في صواعقه: زين العابدين هو الذي خلف أباه علما وزهدا وعبادة وكان إذا توضأ للصلاة أصفر لونه فقيل له في ذلك فقال: لا تدرون بين يدي من اقف، وكان عظيم التجاوز والعفو والصفح حتى أنه سبه رجل فتغافل عنه فقال له إياك أعني فقال وعنك أعرض أشار إلى آية خذ العفو وأمر بالمعروف وأعرض عن الجاهلين اه.
وفي الخصال بسنده عن الباقر ع: كان علي بن الحسين ع يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب على ظهره وفيه الصرر من الدنانير والدراهم وربما حمل على ظهره الطعام أو الحطب حتى يأتي بابا بابا فيقرعه ثم يناول من يخرج إليه، وكان يغطي وجهه إذا ناول فقيرا لئلا يعرفه فلما توفي فقدوا ذلك فعلموا أنه كان علي بن الحسين، ولقد خرج ذات يوم وعليه مطرف خز فتعرض له سائل فتعلق بالمطرف فمضى وتركه، ولقد نظر ع يوم عرفة إلى قوم يسألون الناس فقال ويحكم أ غير الله تسألون في مثل هذا اليوم أنه ليرجى في هذا اليوم لما في بطون الحبالى أن يكون سعيدا، وكان يأبى أن يواكل أمه فقيل له يا ابن رسول الله أنت أبر الناس وأوصلهم للرحم فكيف لا تواكل أمك؟ فقال: إني أكره أن تسبق يدي إلى ما سبقت إليه عينها، وقال له رجل يا ابن رسول الله إني لأحبك في الله حبا شديدا فقال اللهم إني أعوذ بك أن أحب فيك وأنت لي مبغض، وسئلت عنه مولاة له فقالت أطنب أو اختصر فقيل لها اختصري فقالت ما أتيته بطعام نهارا قط وما فرشت له فراشا بليل قط. وانتهى ذات يوم إلى قوم يغتابونه فوقف عليهم فقال إن كنتم صادقين فغفر الله لي وإن كنتم كاذبين فغفر الله لكم. وكان إذا جاء طالب علم قال مرحبا بوصية رسول الله ص ثم يقول إن طالب العلم إذا خرج من منزله لم يضع رجله على رطب ولا يابس من الأرض إلا سجت له، ولقد كان يعول مائة أهل بيت من فقراء المدينة وكان يعجبه أن يحضر طعامه اليتامى والأضراء والزمني والمساكين الذين لا حيلة لهم، وكان يناولهم بيده ومن كان منهم له عيال حمل له إلى عياله من طعامه، وكان لا يأكل طعاما حتى يهدأ فيتصدق بمثله، ولقد بكى على أبيه الحسين عشرين سنة وما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال له مولى له: يا ابن رسول الله أ ما آن لحزنك أن ينقضي فقال له ويحك ان يعقوب النبي ع كان له إثنا عشر ابنا فغيب الله واحدا منهم فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه وشاب رأسه من الحزن واحدودب ظهره من الغم وكان ابنه حيا في الدنيا وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني ا ه. وروى الشيخ في الأمالي بسنده عن الصادق ع قال: كان علي بن لحسين يقول ما تجرعت جرعة أحب إلي من جرعة غيظ أعقبها صبرا وما أجب أن لي بذلك حمر النعم وكان يقول الصدقة تطفئ غضب الرب وكان لا يسبق يمينه شماله وكان يقبل الصدقة قبل أن يعطيها السائل قيل له ما يحملك على هذا فقال لست أقبل يد السائل إنما أقبل يد ربي إنها تقع في يد ربي قبل أن تقع في يد السائل، ولقد كان يمر على المدرة في وسط الطريق فينزل عن دابته حتى ينحيها بيده عن الطريق، ولقد مر بمجذومين فسلم عليهم وهم يأكلون فمضى ثم قال إن الله لا يحب المتكبرين فرجع إليهم فقال إني صائم وقال اتتوني بهم في المنزل فاتوه بهم فاطعمهم ثم أعطاهم ا ه. وكان إذا انقضى الشتاء تصدق بكسوته وإذا انقضى الصيف تصدق بكسوته وفي رواية إنه كان يتصدق بها نفسها فقيل له إنك تعطيها من لا يعرف قيمتها ولا يليق به لباسها فلو بعتها فتصدقت بثمنها فقال إني أكره أن أبيع ثوبا صليت فيه.
مناقبه وفضائله في طبقات ابن سعد: قالوا كان علي بن الحسين ثقة مأمونا كثير الحديث عليا رفيعا ورعا اه. وفي مرآة الجنان: مناقبه ومحاسنه كثيرة شهيرة، وحكى المبرد في الكامل ان رجلا من قريش قال: كنت أجالس سعيد بن المسيب فقال لي يوما من أخوالك فقلت أمي فتاة وكأني نقصت من عينه إلى أن قال فأمهلت شيئا حتى جاء علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع فسلم عليه ثم نهض فقلت يا عم من هذا؟ قال:
هذا الذي لا يسع مسلما أن يجهله هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قلت من أمه؟ قال فتاة قلت يا عم رأيتني نقصت من عينك لما علمت أني لام ولد. وعن محاضرات الراغب وابن الجوزي في مناقب عمر بن عبد العزيز: أنه قال عمر بن عبد العزيز يوما وقد قام من عنده علي بن الحسين ع من أشرف الناس؟ فقالوا أنتم، فقال كلا فان أشرف الناس هذا القائم من عندي آنفا من أحب الناس أن يكونوا منه ولم يحب أن يكون من أحد. وروى الصدوق في العلل بسنده عن سفيان بن عيينة قلت للزهري لقيت علي بن الحسين قال نعم لقيته وما لقيت أحدا أفضل منه والله ما علمت له صديقا في السر ولا عدوا في العلانية فقيل له وكيف ذلك قال لاني لم أر أحدا وإن كان يحبه إلا وهو لشدة معرفته بفضله يحسده ولا رأيت أحدا وإن كان يبغضه إلا وهو لشدة مداراته له يداريه.
ونذكر من مناقبه أمورا حسبما يتسع لنا المجال:
أحدها العلم قد عرفت قول المفيد أنه قد روى عنه الفقهاء من العلوم ما لا يحصى كثرة وحفظ عنه من المواعظ والأدعية وفضائل القرآن والحلال والحرام والمغازي والأيام ما هو مشهور بين العلماء. قال ولو قصدنا شرح ذلك لطال به الكتاب وتقضى به الزمان اه وفي مناقب ابن شهرآشوب قلما يوجد كتاب زهد وموعظة لم يذكر فيه قال علي بن الحسين أو قال زين العابدين. وروى المفيد في الارشاد بسنده عن عبد الله بن الحسين بن الحسن قال كانت أمي فاطمة بنت الحسين ع تأمرني أن أجلس إلى خالي علي بن الحسين فما جلست إليه قط إلا قمت بخير قد أفدته أما خشية لله تحدث في قلبي لما أرى من خشيته لله أو علم قد استفدته منه.
وروى أبو نعيم في الحلية بسنده عن الزهري دخلنا على علي بن الحسين ابن علي فقال يا زهري فيم كنتم. قلت: تذاكرنا فاجمع رأيي ورأي أصحابي على أنه ليس من الصوم شئ واجب إلا شهر رمضان فقال: يا زهري ليس كما قلتم، الصوم على أربعين وجها عشرة منها واجبة كوجوب شهر رمضان، وعشرة منها حرام، وأربع عشرة خصلة صاحبها بالخيار إن شاء


[1] قيل في تفسير كأن الطير على رأسه ان الطير لا يقع الا على شئ ساكن.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 626
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست