responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 617

- لعمرك انني لا أحب دارا * تحل بها سكينة والرباب - - أحبهما وابذل جل مالي * وليس للائم فيها عتاب - - ولست لهم وان عتبوا مطيعا * حياتي أو يغيبني التراب - مراثيه لم يكن يجسر أحد من الشعراء على المجاهرة برثاء الحسين ع في ملك بني أمية عدى شاذ يقول الأبيات المعدودة غير مجاهر بها ثم تنقل عنه بل في بعض أدوار ملك بني العباس كان الحال كذلك أو أشد ولكن في أوائل الدولة العباسية وفي أواخرها وبعد انقراض الدولتين تبارى شعراء الاسلام في رثائه وقالوا فأكثروا وأجادوا فحلقوا في كل عصر وفي كل زمان لا سيما شعراء الشيعة ولا غرو فمكانة الحسين ع بين المسلمين المكانة السامية التي لا يصل أحد إليها ومصيبته مصيبة عظمي وفاجعته فاجعة كبرى لم يقع في الاسلام أفظع ولا أشنع منها وقد ألحقت بالأمة الاسلامية عارا لا يمحى وشنارا لا ينسى حتى قال أبو العلاء المعري:
- دع الأيام تصنع ما تريد - البيتين المتقدمين وقد جمعنا كتابا في مختار مراثيه ع من شعر المتقدمين والمتأخرين والمعاصرين أسميناه الدر النضيد في مراثي السبط الشهيد طبع ثلاث مرات وزدنا عليه في الطبعة الثالثة أكثر من خمسين قصيدة ومقطوعة حتى بلغ عدد أبياته نحوا من ستة آلاف بيت وها نحن نورد هنا نموذجا من مراثيه يكون قضاء لحق التاريخ ونوكل من يريد الاطلاع على أكثر من ذلك إلى الكتاب المذكور. فأول من رثاه فيما حكاه سبط ابن الجوزي عن السدي عقبة بن عمرو السهمي ورواه المفيد في المجالس بسنده عن إبراهيم بن داحة قال أول شعر رثي به الحسين بن علي قول عقبة بن عمرو السهمي من بني سهم بن عوف بن غالب فقال:
- إذا العين قرت في الحياة وأنتم * تخافون في الدنيا فاظلم نورها - - مررت على قبر الحسين بكربلا * ففاض عليه من دموعي غزيرها - - وما زلت ابكيه وارثي لشجوه * ويسعد عيني دمعها وزفيرها - - وبكيت من بعد الحسين عصائبا * أطافت به من جانبيه قبورها - - سلام على أهل القبور بكربلا * وقل لها مني سلام يزورها - - سلام باصال العشي وبالضحى * تؤديه نكباء الرياح ومورها - - ولا برح الزوار زوار قبره * يفوح عليهم مسكها وعبيرها - وينبغي أن يكون أول من رثاه سليمان بن قتة العدوي التيمي مولى بني تيم بن مرة وكان منقطعا إلى بني هاشم فإنه مر بكربلاء بعد قتل الحسين ع بثلاث فنظر إلى مصارعهم واتكأ على فرس له عربية وأنشأ يقول وقيل إنها لأبي الرجح الخزاعي ويمكن كون بعضها لأحدهما وبعضها للآخر واشتبها:
- مررت على أبيات آل محمد * فلم أرها أمثالها يوم حلت - - أ لم تر ان الشمس أضحت مريضة * لقتل حسين والبلاغ اقشعرت - - وكانوا رجاء ثم اضحوا رزية * لقد عظمت تلك الرزايا وجلت - - وتسألنا قيس فنعطي فقيرها * وتقتلنا قيس إذا النعل زلت - - وعند غني قطرة من دمائنا * سنطلبها يوما بها حيث حلت - - فلا يبعد الله الديار وأهلها * وان أصبحت منهم برغم تخلت - - وان قتيل الطف من آل هاشم * أذل رقاب المسلمين فذلت - - وقد أعولت تبكي السماء لفقده * وأنجمنا ناحت عليه وصلت - ورثته زوجته الرباب بنت امرئ القيس بن عدي فقالت:
- ان الذي كان نورا يستضاء به * بكربلاء قتيل غير مدفون - - قد كنت لي جبلا صلدا ألوذ به * وكنت تصحبنا بالرحم والدين - - فمن يجيب نداء المستغيث ومن * يغني ويؤوي إليه كل مسكين - - تالله لا ابتغي صهرا بصهركم * حتى أوسد بين اللحد والطين - وقالت الرباب أيضا وهي بالشام بعد ما أخذت الرأس الشريف وقبلته ووضعته في حجرها:
- وا حسينا فلا نسيت حسينا * أقصدته اسنة الأعداء - - غادروه بكربلاء صريعا * لا سقى الله جانبي كربلاء - ورثاه بشير بن جذيم ببيتين نعاه بهما إلى أهل المدينة تقدما. ورثته جارية حين جاء نعيه إلى المدينة بأبيات تقدمت.
وخرجت أم لقمان بنت عقيل بن أبي طالب حين سمعت نعي الحسين ع ومعها أخواتها أم هانئ وأسماء ورملة وزينب بنات عقيل تبكي قتلاها بالطف وتقول:
- ما ذا تقولون ان قال النبي لكم * ما ذا فعلتم وأنتم آخر الأمم - - بعترتي وباهلي بعد مفتقدي * منهم أسارى ومنهم ضرجوا بدم - - ما كان هذا جزائي إذ نصحت لكم * ان تخلفوني بسوء في ذوي رحمي - وقال الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب يرثيه من أبيات:
- بكيت لفقد الأكرمين تتابعوا * لوصل المنايا دار عون وحسر - - بهم فجعتنا والفواجع كاسمها * تميم وبكر والسكون وحمير - - وفي كل حي نضحة من دمائنا * بني هاشم يعلو سناها ويشهر - - فسوف يرى أعداؤنا حين نلتقي * لأي الفريقين النبي المطهر - وقال رجل من عبد القيس قتل أخوه مع الحسين ع وعبد القيس معروفة بالتشيع لأهل البيت ع:
- يا فرو قومي فاندبي * خير البرية في القبور - - قتلوا الحرام من الأئمة * في الحرام من الشهور - وقال أبو دهبل الجمحي وهب بن زمعة وهو معاصر لمعاوية بن أبي سفيان وابنه يزيد من قصيدة:
- عجبت وأيام الزمان عجائب * ويظهر بين المعجبات عظيمها - - تبيت النشاوى من أمية نوما * وبالطف قتلى ما ينام حميمها - - وتضحى كرام من ذؤابة هاشم * يحكم فيها كيف شاء لئيمها - - وربات صون ما تبدت لعينها * قبيل السبا الا لوقت نجومها - - تزاولها أيدي الهوان كأنما * تقحم ما لا عفو فيه أثيمها - - وما أفسد الاسلام الا عصابة * تأمر نوكاها ودام نعيمها - - وصارت قناة الدين في كف ظالم * إذا مال منها جانب لا يقيمها - - وخاض بها طخياء لا يهتدي لها * سبيل ولا يرجو الهدى من يعومها - - إلى حيث ألقاها ببيداء مجهل * تضل لأهل الحلم فيها حلومها - - رمتها لأهل الطف منها عصابة * حداها إلى هدم المكارم لومها -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 617
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست