responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 608

أرؤس. وجاءت مدحج بسبعة أرؤس. وجاء سائر الناس بثلاثة عشرة رأسا وقيل بسبعة ثم إن ابن سعد صلى على القتلى من أصحابه ودفنهم وترك الحسين ع وأصحابه بغير دفن وأقام بقية اليوم العاشر واليوم الثاني إلى زوال الشمس ثم نادى في الناس بالرحيل وتوجه نحو الكوفة وحمل معه نساء الحسين ع وبناته وأخواته ومن كان معه من الصبيان وفيهم علي بن الحسين زين العابدين ع قد نهكته العلة والحسن بن الحسن المثنى وكان قد واسى عمه في القتال ونقل من المعركة وقد أثخن بالجراح وبه رمق فبرئ وقال ابن شهرآشوب أسر مقطوعة يده واخواه زيد وعمر أبناء الحسن السبط ع وتدل بعض الروايات على وجود الباقر ع معهم وساقوهم كما يساق سبي الروم فقال النسوة بحق الله الا ما مررتم بنا على مصرع الحسين ع فمروا بهم على الحسين ع وأصحابه وهم صرعى فلما نظر النسوة إلى القتلى صحن وضربن وجوههن ثم أن سكينة بنت الحسين ع اعتنقت جسد أبيها فاجتمع عدة من الاعراب حتى جروها عنه. ولما رحل ابن سعد عن كربلا خرج قوم من بني أسد كانوا نزولا بالغاضرية إلى الحسين ع وأصحابه فصلوا على تلك الجثث الطواهر ودفنوها فدفنوا الحسين ع حيث قبره الآن ودفنوا ابنه عليا الأكبر عند رجليه وحفروا للشهداء من أهل بيته ولأصحابه الذين صرعوا حوله مما يلي رجلي الحسين ع فجمعوهم فدفنوهم جميعا في حفيرة واحدة وسووا عليهم التراب قال المسعودي ودفن أهل الغاضرية وهم قوم من بني عامر من بني أسد الحسين وأصحابه بعد قتلهم بيوم اه اي في اليوم الذي ارتحل فيه ابن سعد من كربلاء فإنه بقي في كربلا إلى زوال اليوم الحادي عشر كما مر أما إذا كانوا جاءوا في اليوم الثاني من رحلته فيكون الدفن من بعد القتل بيومين ويقال ان اقربهم دفنا إلى الحسين ولده الأكبر ع فيزورهم الزائر من عند قبر الحسين ع ويومي إلى الأرض التي نحو رجليه بالسلام عليهم ودفنوا العباس بن علي ع في موضعه الذي قتل فيه على المسناة بطريق الغاضرية حيث قبره الآن ودفنوا بقية الشهداء حول الحسين ع في الحائر قال المفيد عليه الرحمة ولسنا نحصل لهم أجداثا على التحقيق والتفصيل الا انا لا نشك ان الحائر محيط بهم رضي الله عنهم وأرضاهم ويقال ان بني أسد دفنوا حبيب بن مظهر في قبر وحده عند رأس الحسين ع حيث قبره الآن اعتناء به لأنه أسدي وان بني تميم حملوا الحر بن يزيد الرياحي على نحو ميل من الحسين ع ودفنوه هناك حيث قبره الآن اعتناء به أيضا ولم يذكر ذلك المفيد ولكن اشتهار ذلك وعمل الناس عليه ليس بدون مستند وسار ابن سعد بسبايا أهل بيت رسول الله ص فلما قاربوا الكوفة اجتمع أهلها للنظر إليهن فأشرفت امرأة من الكوفيات وقالت من اي الأسارى أنتن؟ فقلن لها نحن أسارى آل محمد ص فنزلت من سطحها فجمعت لهن ملاء وازرا ومقانع. وهذه حال الزمان ونوائبه فزينب العقيلة ومن معها من عقائل آل أبي طالب كن بالأمس في الكوفة مقر خلافة أبيهن أمير المؤمنين معززات مجللات يدخلن اليوم الكوفة بزي الأسارى وتجمع لهن إحدى الكوفيات الملاء والازر والمقانع ليسترن بها عن أعين النظار:
- لا اضحك الله سن الدهر ان ضحكت * وآل احمد مظلومون قد قهروا - خطبة زينب ع بالكوفة قال خزيم بن بشر الأسدي: نظرت إلى زينب بنت علي ع يومئذ فلم أر خفرة أنطق منها كأنها تفرع عن لسان أمير المؤمنين ع وقد أومات إلى الناس أن اسكتوا فارتدت الأنفاس وسكنت الأجراس ثم قالت: الحمد لله والصلاة على محمد وآله الطاهرين اما بعد يا أهل الكوفة يا أهل الختل والغدر أ تبكون فلا رقات الدمعة ولا قطعت الرنة إنما مثلكم كمثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا تتخذون ايمانكم دخلا بينكم وهل فيكم الا الصلف [1] النطف [2] والصدر الشنف [3] الا الصلف والعجب والشنف والكذب وملق [4] الإماء وغمز [5] الأعداء أو كمرعى على دمنة [6] أو كفضة على ملحودة [7] الا ساء ما قدمت لكم أنفسكم ان سخط الله عليكم وفي العذاب أنتم خالدون. أ تبكون وتنتحبون اي والله فابكوا كثيرا واضحكوا قليلا فلقد ذهبتم بعارها وشنارها [8] ولن ترحضوها [9] بغسل بعدها ابدا وانى ترحضون قتل سليل خاتم النبوة ومعدن الرسالة وسيد شباب أهل الجنة وملاذ حيرتكم ومفزع نازلتكم ومنار حجتكم محجتكم ومدرة [10] سنتكم الا ساء ما تزرون وبعدا لكم وسحقا فلقد خاب السعي وتبت الأيدي وخسرت الصفقة وبؤتم بغضب من الله وضربت عليكم الذلة والمسكنة ويلكم يا أهل الكوفة أ تدرون اي كبد لرسول الله فريتم فرثتم [11] وأي كريمة له أبرزتم وأي دم له سفكتم وأي حرمة له انتهكتم لقد جئتم بها صلعاء [12] عنقاء [13] سواء [14] فقماء [15] نأناء [16] وفي رواية خرقاء [17] شوهاء [18] كطلاع الأرض [19] أو ملء السماء أ فعجبتم ان مطرت السماء دما فلعذاب الآخرة أخزى وأنتم لا تنصرون فلا يستخفنكم المهل فإنه لا يحفزه [20] البدار ولا يخاف فوت الثار وان ربكم لبالمرصاد. قال فوالله لقد رأيت الناس يومئذ حيارى يبكون وقد وضعوا أيديهم في أفواههم ورأيت شيخا واقفا إلى جنبي يبكي حتى اخضلت لحيته وهو يقول بأبي أنتم وأمي كهولكم خير الكهول وشبابكم خير الشباب ونساؤكم خير النساء ونسلكم خير نسل لا يخزى ولا يبزى [21].
خطبة علي بن الحسين ع بالكوفة ثم إن زين العابدين ع أوما إلى الناس ان اسكتوا فسكتوا فقام قائما فحمد الله وأثنى عليه وذكر النبي ص بما هو أهله فصلى عليه ثم قال:


[1] الصلف بفتحتين ادعاء الانسان فوق ما فيه تكبرا وهو صلف ككتف.
[2] النطف بالتحريك التلطخ بالعيب وهو نطف اي متلطخ بالعيب.
[3] الشنف بالتحريك البغض والتنكر وصدر شف اي مبغض متنكر.
[4] الملق الاعطاء باللسان ما ليس في القلب.
[5] الغمز الطعن.
[6] الدمنة بالكسر الموضع القريب من الدار يضرب مثلا لمن يروق منظره ويسوء مخبره.
[7] اي ميتة موضوعة في اللحد.
[8] الشنار العيب.
[9] تغسلوها.
[10] المدره كمنبر زعيم القوم والمتكلم عنهم والذي يرجعون إلى رأيه.
[11] الفري القطع والفرث التفتيث.
[12] الصلعاء الداهية القبيحة المكشوفة.
[13] العنقاء الداهية.
[14] قبيحة.
[15] عظيمة.
[16] النأنأة العجز والضعف.
[17] الخرق ضد الرفق.
[18] قبيحة.
[19] اي ملؤها.
[20] لا يعجله.
[21] اي لا يغلب ولا يقهر.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 608
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست