responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 603

فقتل عدة رجال في ثلاث حملات فرماه عمير بن صبيح الصدائي وقيل غيره بسهم فوضع عبد الله يده على جبهته يتقيه فأصاب السهم كفه ونفذ إلى جبهته فسمرها فلم يستطيع ان يحركها ثم طعنه أسيد بن مالك بالرمح في قلبه فقتله وحمل الناس على الحسين ع وأهل بيته من كل جانب فخرج محمد بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وامه زينب بنت أمير المؤمنين ع ثم قاتل حتى قتل عشرة أنفس فحمل عليه عامر بن نهشل التميمي فقتله وخرج اخوه عون بن عبد الله بن جعفر ع وامه أيضا زينب بنت أمير المؤمنين ع وهو يقول:
- ان تنكروني فانا ابن جعفر * شهيد صدق في الجنان أزهر - - يطير فيها بجناح أخضر * كفى بهذا شرفا في المحشر - ثم قاتل حتى قتل جماعة كثيرة فحمل عليه عبد الله بن قطبة الطائي فقتله [1] وخرج القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع وأمه أم ولد وهو غلام لم يبلغ الحلم فلما نظر الحسين ع إليه قد برز اعتنقه وجعلا يبكيان ثم استأذن عمه في المبارزة فابى أن يأذن له فلم يزل الغلام يقبل يديه ورجليه حتى أذن له ودموعه تسيل على خديه وهو يقول:
- ان تنكروني فانا ابن الحسن * سبط النبي المصطفى والمؤتمن - - هذا حسين كالأسير المرتهن * بين أناس لا سقوا صوب المزن - فقاتل قتالا شديدا حتى قتل على صغر سنة ثلاثة منهم وقيل أكثر.
قال حميد بن مسلم: خرج علينا غلام كان وجهه شقة قمر وفي يده سيف وعليه قميص وازار ونعلان قد انقطع شسع أحدهما ما انسى انها كانت اليسرى، فقال لي عمرو بن سعد بن نفيل الأزدي: والله لأشدن عليه فقلت سبحان الله وما تريد بذلك والله لو ضربني ما بسطت إليه يدي دعه يكفكه هؤلاء الذين تراهم قد احتوشوه، فقال والله لأشدن عليه فشد عليه فما ولى حتى ضرب رأسه بالسيف ففلقه ووقع الغلام إلى الأرض لوجهه ونادى يا عماه، فجلى الحسين ع كما يجلي الصقر ثم شد شدة ليث أغضب فضرب عمرو بن سعد بن نفيل بالسيف فأنقاها بالساعد فقطعها من لدن المرفق فصاح صيحة سمعها أهل العسكر ثم تنحى عنه الحسين ع وحمل الأعداء ليستنقذوه فوطئت الخيل عمرا بأرجلها حتى مات، وانجلت الغبرة فإذا بالحسين ع قائم على رأس الغلام وهو يفحص برجليه والحسين يقول: بعدا لقوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيمة فيك جدك وأبوك، ثم قال ع: عز والله على عمك ان تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك فلا ينفعك، صوت والله كثر واتره وقل ناصره، ثم حمله ووضع صدره على صدره وكأني انظر إلى رجلي الغلام يخطان الأرض فجاء به حتى ألقاه مع ابنه علي والقتلى من أهل بيته، فسالت عنه فقيل لي هو القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب ع، وصاح الحسين ع في تلك الحال: صبرا يا بني عمومتي صبرا يا أهل بيتي فوالله لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم ابدا وتقدمت اخوة الحسين ع عازمين على أن يموتوا دونه فأول من خرج منهم أبو بكر [2] بن علي واسمه عبيد الله وامه ليلى بنت مسعود من بني نهشل فتقدم وهو يرتجز ويقول:
- شيخي علي ذو الفخار الأطول * من هاشم الصدق الكريم المفضل - - هذا حسين ابن النبي المرسل * عنه نحامي بالحسام المصقل - - تفديه نفسي من أخ مبجل - فلم يزل يقاتل حتى قتله زحر بن بدر النخعي ثم برز من بعده اخوه عمر بن علي فحمل على زحر قاتل أخيه فقتله واستقبل القوم وجعل يضرب بسيفه ضربا منكرا وهو يقول:
- خلوا عداة الله خلوا عن عمر * خلوا عن الليث الهصور المكفهر - - يضربكم بسيفه ولا يفر * وليس فيها كالجبان المنحجر - فلم يزل يقاتل حتى قتل ولما رأى العباس بن علي كثرة القتلى من أهله قال لاخوته من أبيه وأمه وهم عبد الله وعمره خمس وعشرون سنة وجعفر وعمره تسع عشرة سنة وعثمان وعمره إحدى وعشرون سنة وأمهم أم البنين بنت خالد بن حرام الكلابية واسمها فاطمة: يا بني أمي تقدموا حتى أراكم قد نصحتم لله ولرسوله فإنه لا ولد لكم فتقدموا فقاتلوا حتى قتلوا وبرز من بعدهم اخوهم العباس بن علي وهو أكبرهم ويكنى أبا الفضل ويلقب بالسقا وقمر بني هاشم وهو صاحب لواء الحسين، وكان العباس وسيما جميلا يركب الفرس المطهم ورجلاه يخطان في الأرض فيروى انه خرج يطلب الماء وحمل على القوم وهو يقول:
- لا أرهب الموت إذا الموت رقا * حتى أوارى في المصاليت لقا - - نفسي لسبط المصطفى الطهر وقا * اني انا العباس أغدو بالسقا - - ولا أخاف الشر يوم الملتقى - ففرقهم وضربه زيد بن ورقاء على يمينه فقطعها فاخذ السيف بشماله وحمل وهو يرتجز ويقول:
- والله ان قطعتم يميني * اني أحامي دائما عن ديني - - وعن امام صادق اليقين * نجل النبي الطاهر الأمين - فضربه حكيم بن الطفيل على شماله فقطعها فقال:
- يا نفس لا تخشي من الكفار * وابشري برحمة الجبار - - مع النبي السيد المختار * قد قطعوا ببغيهم يساري - - فاصلهم يا رب حر النار - فضربه آخر بعمود من حديد فقتله ويروى في كيفية قتله غير ذلك وهو ان الحسين ع لما اشتد به العطش ركب المسناة يريد الفرات وبين يديه العباس اخوه فاعترضتهما خيل ابن سعد وأحاطوا بالعباس فاقتطعوه عنه فجعل العباس يقاتلهم وحده حتى قتل قتله زيد بن ورقاء الحنفي وحكيم بن الطفيل السنبسي بعد أن أثخن بالجراح فلم يستطع حراكا فبكى الحسين ع لقتله بكاء شديدا ولنعم ما قال القائل:
- أحق الناس ان يبكى عليه * فتى ابكى الحسين بكربلاء - - اخوه وابن والده علي * أبو الفضل المضرج بالدماء - - ومن واساه لا يثنيه شئ * وجاد له على عطش بماء - ثم أن الحسين ع دعا الناس إلى البراز فلم يزل يقتل كل من برز إليه حتى قتل مقتلة عظيمة ثم حمل على الميمنة وهو يقول:
- القتل أولي من ركوب العار * والعار أولي من دخول النار - - والله من هذا وهذا جاري -


[1] في تاريخ الطبري ان قاتله عامر بن نهشل وقاتل أخيه عبد الله بن قطبة عكس ما ذكرناه.
[2] قال الطبري في تاريخه وابن الأثير في الكامل وقد شك في قتله.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 603
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست