responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 602

أبوه ولعل أمه تكره خروجه فقال الشاب أمي أمرتني بذلك، وهذا منتهى علو النفس وصدق الولاء من هذه المرأة وابنها أن يكون زوجها قد قتل وهي تنظر إليه ثم تأمر ولدها الشاب بنصرة الحسين ع وهي تعلم إنه مقتول فتسوقه إلى القتل مختارة طائعة ويطيعها ابنها في ذلك فيقدم على القتل غير مبال ولا وجل ثم يرخص له الحسين ع في ترك القتال مخافة أن تكون أمه تكره قتاله بعد ما قتل أبوه زوجها في المعركة فيأبى ويقول أمي أمرتني بذلك، حقا إنه لمقام عظيم وموقف جليل تزل فيه الأقدام وتذهل فيه الألباب ولثبات امرأة فيه وولد شاب يدل على سمو عظيم في نفسيهما، فبرز ذلك الشاب وهو يقول ولله دره:
- أميري حسين ونعم الأمير * سرور فؤاد البشير النذير - - علي وفاطمة والداه * فهل تعلمون له من نظير - - له طلعة مثل شمس الضحى * له غرة مثل بدر منير - قال المؤلف: قد شطرت هذه الأبيات استحسانا لها فقلت:
- أميري حسين ونعم الأمير * أمير عظيم جليل خطير - - حبيب الوصي عزيز البتول * سرور فؤاد البشير النذير - - علي وفاطمة والده * ومشبهه في البرايا شبير - - سما قدره فوق كل الأنام * فهل تعلمون له من نظير - - له طلعة مثل شمس الضحى * ترد الشموس بطرف حسير - - له راحة مثل غيث همى * له غرة مثل بدر منير - وقاتل حتى قتل وحز رأسه ورمي به إلى عسكر الحسين ع فحملت أمه رأسه وقالت أحسنت يا بني يا سرور قلبي ويا قرة عيني ثم رمت برأس ابنها رجلا وأخذت عمود خيمة وحملت عليهم وهي تقول:
- أنا عجوز سيدي ضعيفه * خاوية بالية نحيفه - - أضربكم بضربة عنيفه * دون بني فاطمة الشريفة - وضربت رجلين فامر الحسين ع بصرفها ودعا لها ولما رأى أصحاب الحسين ع أنهم قد غلبوا وانهم لا يقدرون أن يمنعوا الحسين ع ولا أنفسهم تنافسوا في أن يقتلوا بين يديه فجاءه عبد الله وعبد الرحمن ابنا عروة الغفاريان فقالا يا أبا عبد الله عليك السلام قد حازنا الناس إليك فاحببنا أن نقتل بين يديك قال مرحبا بكما ادنوا مني فدنوا مني وجعلا يقاتلان حتى قتلا.
وأتاه فتيان وهما سيف بن الحارث بن سريع ومالك بن عبد الله بن سريع الجابريان وهما ابنا عم واخوان لأم وهما يبكيان فقال لهما ما يبكيكما فوالله إني لأرجو أن تكونا بعد ساعة قريري العين فقالا جعلنا الله فداك والله ما على أنفسنا نبكي ولكن نبكي عليك نراك وقد أحيط بك ولا نقدر على أن نمنعك فقال جزاكما الله يا ابني أخي بوجدكما من ذلك ومواساتكما إياي بأنفسكما أحسن جزاء المتقين ثم استقدما وقالا السلام عليك يا ابن رسول الله فقال وعليكما السلام ورحمة الله وبركاته فقاتلا حتى قتلا وخرج غلام تركي كان للحسين ع اسمه أسلم وكان قارئا للقرآن فجعل يقاتل حتى قتل جماعة ثم سقط صريعا فجاء إليه الحسين ع فبكى ففتح عينيه فرأى الحسين ع فتبسم ثم صار إلى ربه.
وكان يأتي الرجل بعد الرجل إلى الحسين فيقول: السلام عليك يا ابن رسول الله فيجيبه الحسين ع ويقول عليك السلام ونحن خلفك، ثم يقرأ فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر حتى قتلوا عن آخرهم ولم يبق مع الحسين ع سوى أهل بيته وهم: ولد علي، وولد جعفر، وولد عقيل، وولد الحسن، وولد الحسين فاجتمعوا يودع بعضهم بعضا وعزموا على الحرب وكانوا سبعة عشر رجلا في المتفق عليه، وفي حديث الرضا ع مع ابن شبيب وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا فيمكن أن يكون عد معهم مسلم بن عقيل فإنه وإن لم يقتل مع الحسين ع فكانه قتل معه، وإذا عددنا جميع من ذكره المؤرخون ومنهم مسلم كانوا ثلاثين أو أكثر ويأتي سرد أسمائهم وفيهم يقول سراقة الباهلي وفي مروج الذهب انها لمسلم بن قتيبة مولى بني هاشم:
- عين بكي بعبرة وعويل * واندبي ان ندبت آل الرسول - - تسعة منهم لصلب علي * قد أبيدوا وسبعة لعقيل - - وابن عم النبي عونا أخاهم * ليس فيما ينوبهم بخذول - - وسمي النبي غودر فيهم * قد علوه بصارم مسلول - فأول من خرج منهم علي بن الحسين الأكبر وكان علي من أصبح الناس وجها وأحسنهم خلقا وكان عمره تسع عشرة سنة أو ثماني عشرة سنة أو خمسا وعشرين سنة وهو أول قتيل يوم كربلاء من آل أبي طالب، فاستأذن أباه بالقتال فاذن له ثم نظر إليه نظر آيس منه وأرخى عينيه فبكى ثم رفع سبابتيه نحو السماء وقال اللهم كن أنت الشهيد عليهم فقد برز إليهم غلام أشبه الناس خلقا وخلقا ومنطقا برسولك وكنا إذا اشتقنا إلى نبيك نظرنا إليه، ثم رفع صوته وتلا ان الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. فشد علي على الناس وهو يقول:
- انا علي بن الحسين بن علي * نحن وبيت الله أولي بالنبي - - تالله لا يحكم فينا ابن الدعي * اضرب بالسيف أحامي عن أبي - - ضرب غلام هاشمي علوي - فجعل يشد عليهم ثم يرجع إلى أبيه فيقول يا أباه العطش فيقول له الحسين ع اصبر حبيبي فإنك لا تمسي حتى يسقيك رسول الله ص بكأسه، فجعل يكر كرة بعد كرة والأعداء يتقون قتله فقتل جماعة فنظر إليه مرة بن منقذ العبدي فقال علي آثام العرب ان هو فعل مثل ما أراه يفعل ومر بي أن لم اثكله امه فمر يشد على الناس كما كان يفعل فاعترضه مرة بن منقذ وطعنه بالرمح وقيل بل رماه بسهم فصرعه فنادى يا أبتاه عليك السلام هذا جدي يقرئك السلام ويقول لك عجل القدوم علينا واعتوره الناس فقطعوه بأسيافهم فجاء الحسين ع حتى وقف عليه وقال: قتل الله قوما قتلوك يا بني ما أجرأهم على الرحمن وعلى انتهاك حرمة الرسول، على الدنيا بعدك العفا. وخرجت زينب بنت علي ع وهي تنادي يا حبيباه ويا ابن أخاه وجاءت فأكبت عليه فجاء الحسين ع فاخذ بيدها وردها إلى الفسطاط واقبل بفتيانه وقال احملوا أخاكم فحملوه من مصرعه حتى وضعوه بين يدي الفسطاط الذي كانوا يقاتلون أمامه وبرز عبد الله بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب وفي مناقب ابن شهرآشوب انه أول من برز وأمه رقية بنت علي بن أبي طالب ع وهو يرتجز ويقول:
- اليوم ألقى مسلما وهو أبي * وفتية بادوا على دين النبي - - ليسوا بقوم عرفوا بالكذب * لكن خيار وكرام النسب - - من هاشم السادات أهل الحسب -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 602
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست