responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 600

- انا الغلام اليمني الجملي * ديني على دين حسين وعلي - - أضربكم ضرب غلام بطل * ان اقتل اليوم فهذا املي - - فذاك رأيي وألاقي عملي - فكسروا عضديه واخذ أسيرا فاخذه شمر واتى به إلى ابن سعد فقال له ابن سعد ويحك يا نافع ما حملك على ما صنعت بنفسك قال إن ربي يعلم ما أردت والدماء تسيل على وجهه ولحيته وهو يقول لقد قتلت منكم اثني عشر رجلا سوى من جرحت ولو بقيت لي عضد وساعد ما أسرتموني فانتضى شمر سيفه ليقتله فقال له نافع والله لو كنت من المسلمين لعظم عليك ان تلقى الله بدمائنا فالحمد لله الذي جعل منايانا على يدي شرار خلقه فقتله شمر وخرج عمرو بن قرظة الأنصاري فاستأذن الحسين ع فاذن له فبرز وهو يرتجز ويقول:
- قد علمت كتيبة الأنصار * اني سأحمي حوزة الذمار - - ضرب غلام غير نكس شاري * دون حسين مهجتي وداري [1] - فقاتل قتال المشتاقين إلى الجزاء وبالغ في خدمة سلطان السماء حتى قتل جمعا كثيرا من حزب ابن زياد وجمع بين سداد وجهاد وكان لا يأتي إلى الحسين ع سهم إلا اتقاه بيده ولا سيف إلا تلقاه بمهجته فلم يكن يصل إلى الحسين ع سوء حتى أثخن بالجراح فالتفت إلى الحسين ع وقال يا ابن رسول الله أ وفيت؟ قال نعم أنت أمامي في الجنة فاقرأ رسول الله ص عني السلام واعلمه إني في الأثر فقاتل حتى قتل رضوان الله عليه.
وبرز جون مولى أبي ذر الغفاري وكان عبدا أسود فقال له الحسين ع أنت في إذن مني فإنما تبعتنا للعافية فلا تبتل بطريقتنا فقال يا ابن رسول الله أنا في الرخاء ألحس قصاعكم وفي الشدة أخذ لكم والله أن ريحي لنتن وان حسبي للئيم وإن لوني لأسود فتنفس علي بالجنة فيطيب ريحي ويشرف حسبي ويبيض وجهي لا والله لا أفارقكم حتى يختلط هذا الدم الأسود مع دمائكم ثم برز وهو يقول:
- كيف ترى الكفار ضرب الأسود * بالسيف ضربا عن بني محمد - - أذب عنهم باللسان واليد * أرجو به الجنة يوم المورد - ثم قاتل حتى قتل فوقف عليه الحسين ع فقال اللهم بيض وجهه وطيب ريحه وحشره مع الأبرار وعرف بينه وبين محمد وآل محمد ص وبرز عمرو بن خالد الصيداوي فقال للحسين ع يا أبا عبد الله قد هممت أن ألحق بأصحابي وكرهت أن أتخلف وأراك وحيدا من أهلك قتيلا فقال له الحسين ع: تقدم فانا لاحقون بك عن ساعة فتقدم فقاتل حتى قتل وجاء حنظلة بن أسعد الشبامي فوقف بين يدي الحسين ع يقيه السهام والرماح والسيوف بوجهه ونحره فما أحقه بقول عرقلة بن حسان الدمشقي:
- ويرد صدر السمهري بصدره * ما ذا يؤثر ذابل في يذبل - - وكانه والمشرفي بكفه * بحر يكر على الكماة بجدول - وأخذ ينادي يا قوم إني أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب مثل دأب قوم نوح وعاد وثمود والذين من بعدهم وما الله يريد ظلما للعباد يا قوم إني أخاف عليكم يوم التناد يوم تولون مدبرين ما لكم من الله من عاصم يا قوم لا تقتلوا حسينا فيسحتكم الله بعذاب وقد خاب من افترى فقال له الحسين يا ابن أسعد رحمك الله إنهم قد استوجبوا العذاب حين ردوا عليك ما دعوتهم إليه من الحق ونهضوا إليك يشتمونك وأصحابك فكيف بهم الآن وقد قتلوا إخوانك الصالحين قال صدقت جعلت فداك أ فلا نروح إلى ربنا ونلحق باخواننا قال بلى رح إلى ما هو لك خير من الدنيا وما فيها وإلى ملك لا يبلي فقال السلام عليك يا ابن رسول الله صلى الله عليك وعلى أهل بيتك وعرف بيننا وبينك في الجنة فقال الحسين ع آمين آمين وتقدم فقاتل قتالا شديدا فحملوا عليه فقتلوه.
وبرز مسلم بن عوسجة وهو يرتجز ويقول:
- إن تسألوا عني فاني ذو لبد * من فرع قوم من ذرى بني أسد - - فمن بغانا حائد عن الرشد * وكافر بدين جبار صمد - فقاتل قتالا شديدا. وصاح عمرو بن الحجاج بالناس يا حمقاء أ تدرون من تقاتلون؟ تقاتلون فرسان أهل المصر وأهل البصائر وقوما مستميتين، لا يبرز إليهم منكم واحد، والله لو لم ترموهم إلا بالحجارة لقتلتموهم، فقال ابن سعد صدقت ثم أرسل إلى الناس من يعزم عليهم أن لا يبارز رجل منكم رجلا منهم.
ثم حمل عمرو بن الحجاج في أصحابه على الحسين ع من نحو الفرات فاضطربوا ساعة فصرع مسلم بن عوسجة الأسدي رحمة الله عليه وبقي به رمق وانصرف عمرو بن الحجاج وأصحابه وانقطعت الغبرة فإذا مسلم صريع فمشى إليه الحسين ع ومعه حبيب بن مظاهر، فقال الحسين ع رحمك الله يا مسلم فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا ودنا منه حبيب بن مظاهر فقال: عز علي مصرعك يا مسلم أبشر بالجنة، فقال له مسلم قولا ضعيفا بشرك الله بخير، ثم قال له حبيب: لولا إني أعلم إني في الأثر من ساعتي هذه لأحببت أن توصيني بكل ما أهمك، فقال له مسلم: فاني أوصيك بهذا وأشار إلى الحسين ع فقاتل دونه حتى تموت، فقال له حبيب لأنعمنك عينا، ثم مات رضوان الله عليه، وصاحت جارية له يا سيداه يا ابن عوسجاه، فنادى أصحاب ابن سعد مستبشرين قتلنا مسلم بن عوسجة، فقال شبث بن ربعي ثكلتكم أمهاتكم أما انكم تقتلون أنفسكم بأيديكم وتذلون أنفسكم لغيركم أ تفرحون بقتل مسلم بن عوسجة والذي أسلمت له لرب موقف له في المسلمين كريم لقد رأيته يوم آذربايجان قتل ستة من المشكرين قبل أن تلتئم خيول المسلمين.
ثم تراجع القوم إلى الحسين ع فحمل شمر في الميسرة على ميسرة أصحاب الحسين ع فثبتوا له وطاعنوه وحملوا على الحسين ع وأصحابه من كل جانب وقاتلهم أصحاب الحسين ع قتالا شديدا فأخذت خيلهم تحمل وإنما هي اثنان وثلاثون فارسا فلا تحمل على جانب من خيل الأعداء إلا كشفته فلما رأى ذلك عزرة بن قيس وهو على الخيل بعث إلى ابن سعد أ ما ترى ما تلقى خيلي هذا اليوم من هذه العدة اليسيرة أبعث إليهم الرجال والرماة وقاتل أصحاب الحسين ع القوم أشد قتال خلقه الله حتى انتصف النهار فبعث ابن سعد الحصين بن تميم في خمسمائة من الرماة فاقتتلوا حتى دنوا من الحسين ع وأصحابه فلما رأوا


[1] قال ابن نما عليه الرحمة قوله وداري إشارة إلى عمر بن سعد لما التمس منه الحسين عليه السلام المهادنة فقال تهدم داري (اه‌) وهو استنباط حسن.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 600
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست