responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 599

فأطارت أصابع كفه ثم شد عليه ابن عمير فضربه حتى قتله فرجع وقد قتلهما جميعا وهو يرتجز ويقول:
- حسبي بيتي في عليم حسبي * اني امرؤ ذو مرة وعصب [1] - - ولست بالخوار عند النكب * اني زعيم لك أم وهب - - بالطعن فيهم صادقا والضرب * ضرب غلام مؤمن بالرب - فأخذت امرأته أم وهب عمود خيمة وأقبلت نحو زوجها تقول له فداك أبي وأمي قاتل دون الطيبين ذرية محمد فاقبل إليها يردها نحو النساء فأخذت بجانب ثوبه ثم قالت اني لن أدعك دون أن أموت معك، فناداها الحسين جزيتم من أهل بيت خيرا ارجعي رحمك الله إلى النساء فاجلسي معهن فإنه ليس على النساء قتال فانصرفت إليهن.
ثم قاتل زوجها قتالا شديدا حتى قتل رجلين آخرين، فقتله هاني بن ثبيت الحضرمي وبكير بن حي التيمي وخرجت امرأته فجلست عند رأسه تمسح التراب عن وجهه وتقول هنيئا لك الجنة فامر شمر غلاما له يقال له رستم فضرب رأسها بالعمود فماتت مكانها وبرز عمر بن خالد الصيداوي فقال له الحسين ع تقدم فانا لاحقون بك عن ساعة فحمل هو وسعد مولاه وجبار بن الحارث السلماني ومجمع بن عبيد الله العائذي فاوغلوا في أصحاب عمر بن سعد فعطف عليهم أصحاب ابن سعد فقطعوهم عن أصحابهم فحمل العباس بن علي ع فاستنقذهم وقد جرحوا ثم حملوا فقاتلوا حتى قتلوا في مكان واحد وحمل عمرو بن الحجاج على ميمنة أصحاب الحسين فيمن كان معه من أهل الكوفة فلما دنا من أصحاب الحسين ع جثوا له على الركب واشرعوا الرماح نحوهم فلم تقدم خيلهم على الرماح فذهبت الخيل ترجع فرشقهم أصحاب الحسين ع بالنبل فصرعوا منهم رجالا وجرحوا آخرين وجاء رجل من بني تميم يقال له عبد الله بن حوزة فقال يا حسين ابشر بالنار فقال له الحسين ع كذبت بل أقدم على رب رحيم وشفيع مطاع، ثم رفع الحسين ع يديه فقال اللهم حزه إلى النار فاضطرب به فرسه في جدول فوقع وتعلقت رجله اليسرى بالركاب وارتفعت اليمنى فشد عليه مسلم بن عوسجة فضرب رجله اليمنى فطارت وعدا به فرسه يضرب رأسه بكل حجر ومدر حتى مات وعجل الله بروحه إلى النار وكان مسروق بن وائل الحضرمي قد خرج مع ابن سعد وقال لعلي أصيب رأس الحسين فأصيب به منزلة عند ابن زياد، فلما رأى ما صنع بابن حوزة بدعاء الحسين ع رجع وقال لقد رأيت من أهل هذا البيت شيئا لا أقاتلهم ابدا، ونشب القتال فخرج برير بن خضير الهمداني وكان زاهدا عابدا وكان أقرأ أهل زمانه وكان يقال له سيد القراء وهو يقول:
- انا برير وأبي خضير * لا خير فيمن ليس فيه خير - فخرج إليه يزيد بن معقل فقال له برير هلم أباهلك ولندع الله ان يلعن الكاذب منا وان يقتل المحق منا المبطل فتباهلا ثم تبارزا فاختلفا ضربتين فضرب يزيد بريرا ضربة خفيفة فلم يضره شيئا وضربه برير ضربة قدت المغفر ووصلت إلى دماغه فسقط، فحمل كعب بن جابر الأزدي على برير وطعنه بالرمح في ظهره وضربه بسيفه حتى قتله رضوان الله عليه وفي بعض الروايات ان بريرا قتل ثلاثين رجلا، فلما رجع كعب بن جابر قالت له امرأته أعنت على ابن فاطمة وقتلت بريرا سيد القراء لا أكلمك ابدا ثم برز وهب بن حباب الكلبي [2] وكانت معه امه وزوجته فقالت امه قم يا بني فانصر ابن بنت رسول الله ص فقال افعل يا أماه ولا اقصر فبرز وهو يقول:
- سوف تروني وترون ضربي * وحملتي وصولتي في الحرب - - أدرك ثاري بعد ثار صحبي * وأدفع الكرب امام الكرب - - ليس جهادي في الوغى باللعب - ثم حمل ولم يزل يقاتل حتى قتل جماعة ثم رجع إلى امرأته وامه وقال يا أماه أ رضيت فقالت ما رضيت حتى تقتل بين يدي الحسين ع فقالت امرأته بالله عليك لا تفجعني بنفسك فقالت له أمه يا بني أعزب عن قولها وارجع فقاتل بين يدي ابن بنت نبيك تنل شفاعة جده يوم القيمة فرجع فلم يزل يقاتل حتى قطعت يداه ثم قتل رضوان الله عليه وقال الحر للحسين ع فإذا كنت أول من خرج عليك فائذن لي أن أكون أول قتيل بين يديك [3] لعلي ان أكون ممن يصافح جدك محمدا ص غدا في القيامة فحمل على أصحاب عمر بن سعد وهو يتمثل بقول عنترة:
- ما زلت ارميهم بغرة وجهه * ولبانه حتى تسربل بالدم - ثم جعل يرتجز ويقول:
- اني انا الحر ومأوى الضيف * اضرب في اعراضكم بالسيف - - عن خير من حل بأرض الخيف * أضربكم ولا أرى من حيف - وقاتل قتالا شديدا وقال:
- اني انا الحر ونجل الحر * أشجع من ذي لبد هزبر - - ولست بالجبان عند الكر * لكنني الوقاف عند الفر - وجعل يضربهم بسيفه حتى قتل نيفا وأربعين رجلا وكان يحمل هو وزهير بن القين فإذا حمل أحدهما وغاص فيهم حمل الآخر حتى يخلصه ففعلا ذلك ساعة ثم حملت الرجالة على الحر وتكاثروا عليه فقتلوه فاحتمله أصحاب الحسين ع حتى وضعوه بين يدي الحسين ع وبه رمق فجعل يمسح التراب عن وجهه ويقول أنت الحر كما سمتك أمك وخرج من أصحاب الحسين ع نافع بن هلال الجملي فقاتل قتالا شديدا وجعل يقول:
- انا ابن هلال الجملي * انا على دين علي * ودينه دين النبي - فبرز إليه رجل يقال له مزاحم بن حريث فحمل عليه نافع فقتله وكان قد كتب اسمه على فوق نبله وكانت مسمومة فقتل بها اثني عشر أو ثلاثة عشر رجلا سوى من جرح.
فلم يزل يرميهم حتى فنيت سهامه ثم ضرب يده إلى سيفه وجعل يقول:


[1] العصب بالصاد المهملة الشدة وبالضاد المعجمة الطعن والضرب.
[2] هذا ذكره ابن طاوس ولم يذكره الطبري وابن الأثير والمفيد وقد بينا في حاشية لواعج الاشجان وقوع خلط من المؤرخين بين قصة عبد الله بن جناب الكلبي المتقدمة وقصة وهب هذا والصواب ما ذكرناه هنا ويحتمل كونهما رجلا واحدا وان وهب تصحيف أبو وهب وحباب تصحيف جناب.
[3] مقتضى الروايات انه قتل جماعة قبل الحر وهو المستفاد من تاريخ ابن الأثير فلذلك حمل على أن المراد أول قتيل من المبارزين ويمكن كون الحر أول المقتولين وعدم صحة ما دل على خلاف ذلك كما لعله من ارشاد المفيد فإنه لم يذكر ان أحدا تقدم الحر في القتل سوى ان ابن عوسجة صرع قبله.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 599
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست