responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 597

افعل ذلك استبشارا بما نصير إليه فوالله ما هو الا ان نلقى هؤلاء القوم بأسيافنا نعالجهم بها ساعة ثم نعلق الحور العين ثم ركب الحسين ع دابته ودعا بمصحف فوضعه أمامه وركب أصحاب عمر بن سعد واقبلوا يجولون حول بيوت الحسين ع فيرون الخندق في ظهورهم والنار تضطرم في الحطب والقصب الذي كان القي فيه فنادى شمر بأعلى صوته أ تعجلت النار قبل يوم القيامة فقال الحسين ع من هذا كأنه شمر قالوا نعم، قال: أنت أولي بها صليا ورام مسلم بن عوسجة ان يرميه بسهم فمنعه الحسين ع من ذلك فقال دعني حتى ارميه فإنه الفاسق من أعداء الله وعظماء الجبارين وقد أمكن الله منه فقال له الحسين ع لا ترمه فاني أكره ان ابدأهم بقتال واقبل رجل من عسكر ابن سعد يقال له ابن أبي جويرية المزنى فلما رأى النار تتقد نادى يا حسين أبشروا بالنار فقد تعجلتموها في الدنيا ثم برز تميم بن حصين الفزاري فنادى يا حسين ويا أصحاب حسين أ ما ترون ماء الفرات يلوح كأنه بطون الحيات والله لا ذقتم منه قطرة حتى تذوقوا الموت جرعا ولما ركب أصحاب ابن سعد قرب إلى الحسين ع فرسه فاستولى عليه وكان اسم فرسه اليحموم وتقدم نحو القوم في نفر من أصحابه وبين يديه برير بن خضير فقال له الحسين ع كلم القوم فتقدم برير فقال يا قوم اتقوا الله فان ثقل محمد ص قد أصبح بين أظهركم هؤلاء ذريته وعترته وبناته وحرمه فهاتوا ما عندكم وما الذي تريدون ان تصنعوه بهم فقالوا نريد أن نمكن منهم الأمير ابن زياد فيرى رأيه فيهم فقال لهم برير أ فلا تقبلون منهم ان يرجعوا إلى المكان الذي جاءوا منه ويلكم أ نسيتم كتبكم وعهودكم التي أعطيتموها وأشهدتم الله عليها يا ويلكم دعوتم أهل بيت نبيكم وزعمتم انكم تقتلون أنفسكم دونهم حتى إذا اتوكم أسلمتموهم وحلأتموهم عن ماء الفرات بئس ما خلفتم نبيكم في ذريته ما لكم لا سقاكم الله يوم القيامة فبئس القوم أنتم فقال له نفر منهم يا هذا ما ندري ما تقول فقال الحمد لله الذي زادني فيكم بصيرة اللهم إني أبرأ إليك من فعال هؤلاء القوم المهم الق بأسهم بينهم حتى يلقوك وأنت عليهم غضبان فجعل القوم يرمونه بالسهام فرجع إلى ورائه وتقدم الحسين ع حتى وقف بإزاء القوم فجعل ينظر إلى صفوفهم كأنهم السيل ونظر إلى ابن سعد واقفا في صناديد الكوفة فقال: الحمد لله الذي خلق الدنيا فجعلها دار فناء وزوال متصرفة بأهلها حالا بعد حال فالمغرور من غرته والشقي من فتنته فلا تغرنكم هذه الدنيا فإنها تقطع رجاء من ركن إليها وتخيب طمع من طمع فيها وأراكم قد اجتمعتم على أمر قد أسخطتم الله فيه عليكم واعرض بوجهه الكريم عنكم وأحل بكم نقمته وجنبكم رحمته فنعم الرب ربنا وبئس العبيد أنتم أقررتم بالطاعة وآمنتم بالرسول محمد ص ثم انكم زحفتم إلى ذريته وعترته تريدون قتلهم لقد استحوذ عليكم الشيطان فأنساكم ذكر الله العظيم فتبا لكم ولما تريدون انا لله وانا إليه راجعون هؤلاء قوم كفروا بعد ايمانهم فبعدا للقوم الظالمين. فقال ابن سعد ويلكم كلموه فإنه ابن أبيه والله لو وقف فيكم هكذا يوما جديدا لما انقطع ولما حصر فتقدم شمر فقال يا حسين ما هذا الذي تقول أفهمنا حتى نفهم فقال أقول اتقوا الله ربكم ولا تقتلوني فإنه لا يحل لكم قتلي ولا انتهاك حرمتي فاني ابن بنت نبيكم وجدتي خديجة زوجة نبيكم ولعله قد بلغكم قول نبيكم الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة قال المفيد ثم دعا الحسين ع براحلته فركبها ونادى بأعلى صوته وكلهم أو جلهم يسمعون فقال: أيها الناس اسمعوا قولي ولا تعجلوا حتى أعظكم بما يحق لكم علي وحتى اعذر إليكم فان أعطيتموني النصف كنتم بذلك أسعد وإن لم تعطوني النصف من أنفسكم فاجمعوا أمركم ثم لا يكن امركم عليكم غمة ثم اقضوا إلي ولا تنظرون ان وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ثم حمد الله وأثنى عليه وذكره بما هو أهله وصلى على النبي ص وعلى ملائكته وأنبيائه فلم يسمع متكلم قط قبله ولا بعده أبلغ في منطق منه ثم قال اما بعد فانسبوني فانظروا من انا ثم ارجعوا إلى أنفسكم وعاتبوها فانظروا هل يصلح ويحل لكم قتلي وانتهاك حرمتي أ لست ابن بنت نبيكم وابن وصيه وابن عمه وأول المؤمنين بالله والمصدق برسول الله ص وبما جاء به من عند ربه أ وليس حمزة سيد الشهداء عمي أ وليس جعفر الطيار في الجنة بجناحين عمي أ ولم يبلغكم ما قال رسول الله ص لي ولأخي هذان سيدا شباب أهل الجنة فان صدقتموني بما أقول وهو الحق والله ما تعمدت كذبا مذ علمت أن الله يمقت عليه أهله وإن كذبتموني فان فيكم من إذا سألتموه عن ذلك أخبركم سلوا جابر بن عبد الله الأنصاري وأبا سعيد الخدري وسهل بن سعد الساعدي وزيد بن أرقم وأنس بن مالك يخبروكم انهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله ص لي ولأخي أما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي فقال له شمر بن ذي الجوشن هو يعبد الله على حرف إن كان يدري ما تقول، فقال له حبيب بن مظاهر والله اني لا أراك تعبد الله على سبعين حرفا وانا أشهد انك صادق ما تدري ما يقول قد طبع الله على قلبك، ثم قال لهم الحسين ع فان كنتم في شك من هذا أ فتشكون في اني ابن بنت نبيكم فوالله ما بين المشرق والمغرب ابن بنت نبي غيري فيكم ولا في غيركم، ويحكم أ تطلبوني بقتيل منكم قتلته أو مال لكم استهلكته أو بقصاص من جراحة. فاخذوا لا يكلمونه فنادى يا شبث بن ربعي ويا حجار بن أبجر ويا قيس بن الأشعث ويا يزيد بن الحارث أ لم تكتبوا إلي ان قد أينعت الثمار واخضرت الجنان وانما تقدم على جند لك مجند فقال له قيس بن الأشعث ما ندري ما تقول ولكن انزل على حكم بني عمك فإنهم لن يروك الا ما تحب فقال له الحسين ع لا والله لا أعطيكم بيدي اعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد أو لا أقر اقرار العبيد ثم نادى يا عباد الله اني عذت بربي وربكم ان ترجمون أعوذ بربي وربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب ثم إنه أناخ راحلته وأمر عقبة بن سمعان فعقلها فاقبلوا يزحفون نحوه. وقال غير المفيد انه ع ركب ناقته أو فرسه وخرج إلى الناس فاستنصتهم فأبوا أن ينصتوا حتى قال ويلكم ما عليكم ان تنصتوا لي فتسمعوا قولي وانما أدعوكم إلى سبيل الرشاد فمن أطاعني كان من المرشدين ومن عصاني كان من المهلكين وكلكم عاص لأمري غير مستمع قولي فقد ملئت بطونكم من الحرام وطبع على قلوبكم ويلكم أ لا تنصتون أ لا تسمعون فتلاوم أصحاب عمر بن سعد بينهم وقالوا انصتوا له فحمد الله وأثنى عليه وذكره بما هو أهله وصلى على محمد ص وعلى الملائكة والأنبياء والرسل وأبلغ في المقال ثم قال: تبا لكم أيتها الجماعة وترحا أ حين استصرختمونا والهين فأصرخناكم موجفين سللتم علينا سيفا لنا في ايمانكم وحششتم علينا نارا قدحناها على عدوكم وعدونا فأصبحتم إلبا على أوليائكم ويدا عليهم لأعدائكم بغير عدل أفشوه فيكم ولا أمل أصبح لكم فيهم إلا الحرام من الدنيا أنالوكم وخسيس عيش طمعتم فيه من غير حدث منا ولا رأي تفيل لنا فهلا لكم الويلات إذ كرهتمونا وتركتمونا تجهزتموها والسيف مشيم والجأش طامن والرأي لما يستحصف ولكن أسرعتم إليها كطيرة الدبا

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 597
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست