responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 594

آلاف في جميع الروايات ثم اتبعه ابن زياد ببقية العسكر كما قال المفيد وانضم إليه الحر بمن معه والقول بأنهم كانوا ستة آلاف مردود بما مر عن المفيد والمثبت مقدم على النافي ثم كتب إليه اني لم أجعل لك علة في كثرة الخيل والرجال فانظر لا أصبح ولا أمسي إلا وخبرك عندي غدوة وعشية وكان يستحثه لستة أيام مضين من المحرم وأراد ابن سعد ان يبعث إلى الحسين رسولا يسأله ما الذي جاء به فعرض ذلك على جماعة من الرؤساء فكلهم أبى استحياء من الحسين ع لأنهم كاتبوه فقام إليه كثير بن عبد الله الشعبي وكان فارسا شجاعا لا يرد وجهه شئ فقال انا أذهب إليه والله إن شئت لأفتكن به فقال عمر ما أريد أن تفتك به ولكن اذهب فسله ما الذي جاء به فاقبل فلما رآه أبو ثمامة الصائدي قال للحسين ع أصلحك الله يا أبا عبد الله قد جاءك شر أهل الأرض وأجرأه على دم وأفتكه وقام إليه فقال له ضع سيفك قال لا والله ولا كرامة انما انا رسول فإن سمعتم مني والا انصرفت قال فاخذ بقائم سيفك ثم تكلم قال لا والله لا تمسه قال اخبرني بما جئت به وأنا ابلغه عنك ولا أدعك تدنو منه فإنك فاجر فاستبا وانصرف إلى عمر بن سعد فأخبره فأرسل قرة بن قيس الحنظلي، فلما رآه الحسين ع مقبلا قال أ تعرفون هذا؟ قال حبيب بن مظاهر نعم هذا رجل من حنظلة تميم وهو ابن أختنا وقد كنت اعرفه بحسن الرأي وما كنت أراه يشهد هذا المشهد فجاء حتى سلم على الحسين ع وبلغه رسالة عمر بن سعد فقال له الحسين ع كتب إلي أهل مصركم هذا ان أقدم فاما إذا كرهتموني فاني انصرف عنكم فقال له حبيب بن مظاهر ويحك يا قرة أين ترجع إلى القوم الظالمين أنصر هذا الرجل الذي بآبائه أيدك الله بالكرامة فقال له ارجع إلى صاحبي بجواب رسالته وأرى رأيي فانصرف إلى ابن سعد فأخبره فقال أرجو أن يعافيني الله من أمره وكتب إلى ابن زياد بذلك فلما قرأ الكتاب قال:
- الآن إذ علقت مخالبنا به * يرجو النجاة ولات حين مناص - ثم كتب إلى ابن سعد ان اعرض على الحسين أن يبايع ليزيد هو وجميع أصحابه فإذا هو فعل ذلك رأينا رأينا فقال ابن سعد قد خشيت أن لا يقبل ابن زياد العافية.
منعه من الماء وورد كتاب ابن زياد في الأثر إلى ابن سعد ان حل بين الحسين وأصحابه وبين الماء فلا يذوقوا منه قطرة كما صنع بالتقي الزكي عثمان بن عفان فبعث عمر في الوقت عمرو بن الحجاج في خمسمائة فارس فنزلوا على الشريعة وحالوا بين الحسين ع وأصحابه وبين الماء ومنعوهم ان يستقوا منه قطرة وذلك قبل قتل الحسين ع بثلاثة أيام. فلما اشتد العطش على الحسين ع وأصحابه أمر أخاه العباس بن علي ع فسار في عشرين رجلا يحملون القرب وثلاثين فارسا فجاءوا حتى دنوا من الماء ليلا وأمامهم نافع بن هلال الجملي يحمل اللواء، فقال عمرو بن الحجاج من الرجل؟ قال نافع، قال ما جاء بك؟ قال: جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه، قال فاشرب هنيئا، قال لا والله لا أشرب منه قطرة والحسين عطشان هو وأصحابه، فقالوا لا سبيل إلى سقي هؤلاء إنما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء فقال نافع لرجاله املؤوا قربكم فملئوها، وثار إليهم عمرو بن الحجاج وأصحابه فحمل عليهم العباس ونافع بن هلال فكشفوهم واقبلوا بالماء، ثم عاد عمرو بن الحجاج وأصحابه وأرادوا ان يقطعوا عليهم الطريق فقاتلهم العباس وأصحابه حتى ردوهم وجاءوا بالماء إلى الحسين ع، وقال سبط بن الجوزي انهم اقتتلوا على الماء ولم يمكنوهم من الوصول إليه وضيق القوم على الحسين ع حتى نال منه العطش ومن أصحابه، فقال له برير بن خضير الهمداني يا ابن رسول الله أ تأذن لي أن اخرج إلى القوم فاذن له فخرج إليهم فقال:
يا معشر الناس إن الله عز وجل بعث محمدا بالحق بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله باذنه وسراجا منيرا وهذا ماء الفرات تقع فيه خنازير السواد وكلابه وقد حيل بينه وبين ابنه، فقالوا: يا برير قد أكثرت الكلام فاكفف والله ليعطش الحسين كما عطش من كان قبله، فقال الحسين ع اقعد يا برير ثم وثب الحسين ع متوكئا على قائم سيفه ونادى أعلى صوته فقال أنشدكم الله هل تعرفونني قالوا نعم أنت ابن رسول الله ص وسبطه قال أنشدكم الله هل تعلمون ان جدي رسول الله ص قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون ان أمي فاطمة بنت محمد ص قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون ان أبي علي بن أبي طالب ع قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون ان جدتي خديجة بنت خويلد أول نساء هذه الأمة اسلاما قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون ان سيد الشهداء حمزة عم أبي قالوا اللهم نعم قال فأنشدكم الله هل تعلمون ان هذا سيف رسول الله ص انا متقلده قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون ان هذه عمامة رسول الله ص انا لابسها قالوا اللهم نعم قال أنشدكم الله هل تعلمون ان عليا كان أول القوم اسلاما وأعلمهم علما وأعظمهم حلما وانه ولي كل مؤمن ومؤمنة قالوا اللهم نعم قال فيم تستحلون دمي وأبي الذائد عن الحوض يذود عنه رجالا كما يذاد البعير الصاد [1] عن الماء ولواء الحمد في يد أبي يوم القيامة قالوا قد علمنا ذلك كله ونحن غير تاركيك حتى تذوق الموت عطشا فلما خطب هذه الخطبة وسمع بناته وأخواته كلامه بكين وارتفعت أصواتهن فوجه إليهن أخاه العباس وعليا ابنه وقال لهما اسكتاهن فلعمري ليكثرن بكاؤهن.
المراسلة بينه وبين ابن سعد وأرسل الحسين ع إلى عمر بن سعد مع عمرو بن قرظة الأنصاري اني أريد ان أكلمك فالقني الليلة بين عسكري وعسكرك فخرج إليه ابن سعد في عشرين وخرج الحسين ع في مثلها فامر الحسين ع أصحابه فتنحوا وبقي معه أخوه العباس وابنه علي الأكبر وأمر ابن سعد أصحابه فتنحوا وبقي معه ابنه حفص وغلام له فقال له الحسين ع ويلك يا ابن سعد أ ما تتقي الله الذي إليه معادك أ تقاتلني وانا ابن من علمت ذر هؤلاء القوم وكن معي فإنه أقرب لك إلى الله فقال ابن سعد أخاف أن تهدم داري فقال الحسين أنا ابنيها لك فقال أخاف أن تؤخذ ضيعتي فقال الحسين أنا اخلف عليك خيرا منها من مالي بالحجاز فقال لي عيال وأخاف عليهم ثم سكت ولم يجبه إلى شئ فانصرف عنه الحسين وهو يقول ما لك ذبحك الله على فراشك عاجلا ولا غفر لك يوم حشرك فوالله إني لأرجو أن لا تأكل من بر العراق إلا يسيرا فقال: في الشعير كفاية عن البر مستهزئا بذلك القول وأرسل إليه مرة أخرى إني أريد أن ألقاك فاجتمعا


[1] الصاد بلفظ حرف الهجاء البعير الذي اصابه الصيد وهو داء يلوي العنق كذا في الفائق للزمخشري.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 594
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست