responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 592

الأوس لابن عمه وهو يريد نصرة رسول الله ص فخوفه ابن عمه وقال أين تذهب إنك مقتول فقال:
- سامضي وما بالموت عار على الفتى * إذا ما نوى حقا وجاهد مسلما - - وواسى الرجال الصالحين بنفسه * وفارق مثبورا وودع مجرما - - أقدم نفسي لا أريد بقاءها * لتلقى خميسا في الوغى وعرمرما - - فان عشت لم أندم وإن مت لم ألم * كفى بك ذلا إن تعيش وترغما - - فلما سمع الحر ذلك تنحى عنه وجعل يسير ناحية عن الحسين ع ولم يزل الحسين سائرا حتى انتهوا إلى عذيب الهجانات فإذا هم بأربعة نفر قد ابلوا من الكوفة لنصرة الحسين على رواحلهم وهم عمرو بن خالد الصيداوي ومجمع العائذي وابنه وجنادة بن الحارث السلماني ومعهم غلام لنافع بن هلال الجملي، وهو يجنب فرسا لنافع يقال له الكامل وكان نافع خرج إلى الحسين ع قبلهم فلقيه في الطريق واوصى ان يتبع بفرسه المسمى بالكامل ومعهم دليل يقال له الطرماح بن عدي الطائي على فرسه وكان قد أمتار لأهله من الكوفة ميرة فخرج بهم على غير الطريق حتى إذا قاربوا الحسين ع حدا بهم الطرماح فقال:
- يا ناقتي لا تذعري من زجري * وشمري قبل طلوع الفجر - - بخير ركبان وحير سفر * حتى تحلي بكريم النجر - - الماجد الحر الرحيب الصدر * أتى به الله لخير أمر - ثمة أبقاه بقاء الدهر فلما وصلوا إلى الحسين ع أراد الحر حبسهم أو ردهم إلى الكوفة فمنعه الحسين ع من ذلك وقال: لأمنعنهم مما امنع منه نفسي انما هؤلاء أنصاري وهم بمنزلة من جاء معي فان بقيت على ما كان بيني وبينك وإلا ناجزتك فكف الحر عنهم، ثم سألهم الحسين ع عن خبر الناس فقالوا اما الاشراف فقد استمالهم ابن زياد بالأموال فهم إلب واحد عليك واما سائر الناس فأفئدتهم لك وسيوفهم مشهورة عليك قال فهل لكم علم برسولي قيس بن مسهر؟ قالوا نعم قتله ابن زياد، فترقرقت عينا الحسين ع ولم يملك دمعته ثم قال منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا اللهم اجعل لنا ولهم الجنة نزلا واجمع بيننا وبينهم في مستقر من رحمتك ورغائب مذخور ثوابك وقال له الطرماح بن عدي أذكرك الله في نفسك لا يغرنك أهل الكوفة فوالله ان دخلتها لتقتلن واني لأخاف ان لا تصل إليها وما أرى معك كثير أحد ولو لم يقاتلك إلا هؤلاء لكفى ولقد رأيت قبل خروجي من الكوفة جمعا عظيما يريدون المسير إليك فأنشدك الله ان قدرت ان لا تقدم إليهم شبرا فافعل وطلب منه ان يذهب معه إلى بلاد قومه حتى يرى رأيه وان ينزل جبلهم أجا ويبعث إلى من باجا وسلمى وهما جبلان لطئ فجزاه الحسين ع وقومه خيرا وقال له إن بيننا وبين القوم قولا لا نقدر معه على الانصراف، فان يدفع الله عنا فقديما ما أنعم علينا وكفى وان يكن ما لا بد منه ففوز وشهادة ان الله، وسار الطرماح مع الحسين ع ثم ودعه ووعده ان يوصل الميرة لأهله ويعود لنصره فلما عاد بلغه خبر قتله في عذيب الهجانات فرجع وفي رواية ان الحسين ع قال لأصحابه هل فيكم أحد يعرف الطريق على غير الجادة فقال الطرماح بن عدي نعم يا ابن رسول الله انا أخبر الطريق قال سر بين أيدينا فسار الطرماح امامهم وجعل يرتجز [1]:
- يا ناقتي لا تذعري من زجر * وامضي بنا قبل طلوع الفجر - - بخير فتيان وخير سفر * آل رسول الله آل الفخر - - السادة البيض الوجوه الزهر * الطاعنين بالرماح السمر - - الضاربين بالسيوف البتر * حتى تحلي بكريم النجر - - الماجد الجد الرحيب الصدر * أصابه الله بخير أمر - - عمره الله بقاء الدهر * يا مالك النفع معا والضر - - أيد حسينا سيدي بالنصر * على الطغاة من بقايا الكفر - - على اللعينين سليلي صخر * يزيد لا زال حليف الخمر - - وابن زياد العهر بن العهر - روائع البطولة ولم يزل الحسين ع سائرا حتى انتهى إلى قصر بني مقاتل فنزل به فلما كان آخر الليل أمر فتيان فاستقوا من الماء ثم أمر بالرحيل فارتحل من قصر بني مقاتل ليلا. قال عقبة بن سمعان فسرنا معه ساعة فخفق وهو على ظهر فرسه خفقة ثم انتبه وهو يقول إنا لله وانا إليه راجعون والحمد لله رب العالمين ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا فاقبل إليه ابنه علي الأكبر [2] فقال يا أبه جعلت فداك مم حمدت واسترجعت قال يا بني اني خفقت خفقة فعن لي فارس على فرس وهو يقول القوم يسيرون والمنايا إليهم فعلمت انها أنفسنا نعيت إلينا فقال له يا أبة لا أراك الله سوءا أ لسنا على الحق؟ قال بلى والذي إليه مرجع العباد، قال إذا لا نبالي ان نموت محقين. فقال له الحسين ع: جزاك الله من ولد خير ما جزى ولدا عن والده.
فلما أصبح نزل فصلى الغداة ثم عجل الركوب فاخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفر بهم فيأتيه الحر فيرده وأصحابه فجعل إذا ردهم نحو الكوفة ردا شديدا امتنعوا عليه وارتفعوا فلم يزالوا يتياسرون كذلك حتى انتهوا إلى نينوى فإذا راكب على نجيب له عليه السلاح متنكب قوسا مقبل من الكوفة وهو مالك بن النسر الكندي فوقفوا جميعا ينتظرونه فلما انتهى إليهم سلم على الحر وأصحابه ولم يسلم على الحسين ع وأصحابه ودفع إلى الحر كتابا من ابن زياد فإذا فيه: أما بعد فجعجع بالحسين اي ضيق عليه حين يبلغك كتابي ويقدم عليك رسولي فلا تنزله الا بالعراء في غير حصن وعلى غير ماء وقد امرت رسولي ان يلزمك فلا يفارقك حتى يأتيني بانفاذك أمري والسلام. فعرض لهم الحر أصحابه ومنعوهم من السير واخذهم الحر بالنزول في ذلك المكان على غير ماء ولا قرية فقال له الحسين ع ألم تامرنا بالعدول عن الطريق قال بلى ولكن كتاب الأمير عبيد الله قد وصل يأمرني فيه بالتضييق عليك وقد جعل علي عينا يطالبني بذلك فنظر يزيد بن زياد بن مهاصر الكندي وكان خرج إلى الحسين ع من الكوفة قبل أن يلاقيه الحر إلى رسول ابن زياد فعرفه فقال له ثكلتك أمك ماذا جئت به قال أطعت امامي ووفيت ببيعتي فقال له ابن مهاصر بل عصيت


[1] هكذا ذكرت هذه الأبيات في لواعج الاشجان ولا أعلم الآن من أين نقلتها وقوله حتى تحلي بالحاء المهملة يدل على أنه قالها قبل وصوله إلى الحسين (ع) ورسمها تجلي بالجيم تصحيف والذي ذكره الطبري ان الطرماح قال الأبيات السابقة قبل وصولهم إلى الحسين فلما انتهوا إليه انشدوه إياها لكن بدون زيادة على ما تقدم فإن صحت الزيادة فالظاهر أن الطرماح لما انشدها ثانيا زاد عليها ولعل الزيادة من غيره والله أعلم.
[2] كان للحسين ولدان باسم علي وهذا الأكبر اما الأصغر فهو الملقب زين العابدين.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 592
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست