responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 581

قال: واللوم على أهل العراق فهم المسؤولون عما صنعوا لانهم أخلفوا الحسين ما وعدوه ثم خذلوه وقاتلوه وقتلوه.
أقول: إذا كان الحسين على الحق، وهو على الحق، فنصرته واجبة على كل أحد سواء من وعده النصرة وغيرهم أهل العراق وغيرهم.
قال: ومن غريب أمر شيعة الحسين أنهم خذلوه حيا ونصروه ميتا فإنهم بعد قتله ندموا على ما فرطوا في حقه وسموا أنفسهم التوابين وقاموا لأخذ ثاره فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد.
أقول: وأعجب منهم عموم أمة جده الذين خذلوه حيا وميتا ولم ينصروه ولم يستبينوا الرشد لا في ضحى الغد ولا في غيره فمن خذله حيا ثم ندم وتاب وطلب بثاره أحسن حالا من خذله وبقي مصرا على ذنبه ولم يتب ولم يندم وأقام على طاعة أعداء الله، على أن هؤلاء التوابين أكثرهم لم يكن مخلى السرب لينصره بل كان محجورا عليه من قبل ابن زياد وأتباعه وكان لا يمكنه الوصول إليه إلا بشدة.
بكاء علي بن الحسين زين العابدين على أبيه ع.
روى ابن شهرآشوب في المناقب عن الصادق جعفر بن محمد ع أنه قال: بكى علي بن الحسين عشرين سنة وما وضع بين يديه طعام إلا بكى، حتى قال له مولى له جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أخاف أن تكون من الهالكين، قال ع: إنما أشكو بي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني العبرة ورواه ابن قولويه في الكامل بسنده عن الصادق ع مثله إلا أنه زاد بعد عشرين سنة أو أربعين سنة. قال ابن شهرآشوب: وفي رواية:
أ ما آن لحزنك أن ينقضي فقال له ويحك إن يعقوب النبي ع كان له إثنا عشر ابنا فغيب الله واحدا منهم فابيضت عيناه من كثرة بكائه واحدودب ظهره من الغم وكان ابنه حيا في دار الدنيا، وأنا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر رجلا من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني قال وقد ذكر في الحلية نحوه وقيل أنه بكى حتى خيف على عينيه. وقيل له إنك لتبكي دهرك فلو قتلت نفسك لما زدت على هذا فقال نفسي قتلتها وعليها أبكي اه.
بكاء أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق على مصيبة جده الحسين ع روى ابن قولويه في الكامل بسنده عن ابن خارجة قال: كنا عند أبي عبد الله جعفر الصادق ع فذكرنا الحسين بن علي ع فبكى أبو عبد الله وبكينا ثم رفع رأسه فقال: قال الحسين بن علي أنا قتيل العبرة لا يذكرني مؤمن إلا بكى وروى في الكتاب المذكور بسنده عن مسمع كردين قال: قال لي أبو عبد الله يا مسمع أنت من أهل العراق أ ما تأتي قبر الحسين قلت لا أنا رجل مشهور من أهل البصرة وعندنا من يتبع هوى هذا الخليفة وأعداؤنا كثيرة من أهل القبائل من النصاب وغيرهم ولست آمنهم أن يرفعوا حالي عند ولد سليمان فيميلوا علي قال أ فما تذكر ما صنع به قلت بلى قال فتجزع قلت والله واستعبر لذلك حتى يرى أهلي أثر ذلك علي فامتنع من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي قال رحم الله دمعتك أما إنك من الذين يعدون في أهل الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا ويخافون لخوفنا ويأمنون إذا أمنا إلى أن قال ثم استعبر واستعبرت معه فقال الحمد لله الذي فضلنا على خلقه بالرحمة وخصنا أهل البيت بالرحمة يا مسمع إن الأرض والسماء لتبكي منذ قتل أمير المؤمنين رحمة لنا وما بكى أحد رحمة لنا وما لقينا إلا رحمه الله. وروى الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد عن عبد الله بن سنان قال دخلت على سيدي أبي عبد الله جعفر بن محمد ع في يوم عاشوراء فلقيته كاسف اللون ظاهر الحزن ودموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط فقلت يا ابن رسول الله مم بكاؤك لا أبكى الله عينيك فقال لي أ وفي غفلة أنت أ ما علمت أن الحسين بن علي أصيب في مثل هذا اليوم فقلت يا سيدي فما قولك في صومه فقال لي صمه من غير تبييت وأفطره من غير تشميت ولا تجعله يوم صوم كامل وليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء فإنه في مثل ذلك الوقت من اليوم تجلت الهيجاء عن آل رسول الله ص وانكشفت الملحمة عنهم وفي الأرض منهم ثلاثون رجلا صريعا في مواليهم يعز على رسول الله ص مصرعهم ولو كان في الدنيا يومئذ حيا لكان ص هو المعزي بهم قال وبكى أبو عبد الله ع حتى أخضلت لحيته بدموعه.
وروى ابن قولويه في الكامل بسنده عن أبي بصير قال كنت عند أبي عبد الله الصادق ع إلى أن قال يا أبا بصير إذا نظرت إلى ولد الحسين أتاني ما لا أملكه بما أوتي إلى أبيهم وإليهم يا أبا بصير إن فاطمة لتبكيه إلى أن قال أ ما تحب أن تكون فيمن يسعد فاطمة فبكيت حين قالها فما قدرت على النطق من البكاء وقال الكاظم ع كان أبي إذا دخل شهر المحرم لا يرى ضاحكا وكانت الكابة تغلب عليه حتى تمضي عشرة أيام منه فإذا كان اليوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته وحزنه وبكائه ويقول هو اليوم الذي قتل فيه الحسين ع.
وروى أبو الفرج الأصبهاني وهو من عظماء المؤرخين الموثوق بهم والمعترف بفضلهم وسعة إطلاعهم عند جميع المسلمين في كتاب الأغاني بسنده عن علي بن إسماعيل التميمي عن أبيه قال كنت عند أبي عبد الله جعفر بن محمد ع فاستأذن آذنه للسيد الحميري فامر بايصاله وأقعد حرمه خلف ستر ودخل فسلم وجلس فاستنشده فانشد قوله:
- امرر على جدث الحسين * فقل لأعظمه الزكية - - يا أعظما لا زلت من * وطفاء ساكبة رويه - - وإذا مررت بقبره * فاطل به وقف المطية - - وابك المطهر للمطهر * والمطهرة النقية - - كبكاء معولة أتت * يوما لو إحداها المنيه - قال فرأيت دموع جعفر بن محمد تتحدر على خديه وارتفع الصراخ من داره حتى أمره بالامساك فامسك.
بكاء الرضا على الحسين ع روى الصدوق في الأمالي بسنده عن الرضا ع أنه قال إن المحرم شهر كان أهل الجاهلية يحرمون فيه الظلم والقتال فاستحلت فيه دماؤنا وهتكت فيه حرمتنا وسبي فيه ذرارينا ونساؤنا وأضرمت النار في مضاربنا وانهب ما فيه من ثقلنا ولم ترع لرسول الله ص حرمة في أمرنا أن يوم الحسين أقرح جفوننا وأسبل دموعنا وأذل عزيزنا بأرض كرب وبلاء

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 581
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست