responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 577

- عفيرا متى عاينته الكماة * يختطف الرعب ألوانها - - فما أجلت الحرب عن مثله * قتيلا يجبن شجعانها - وهو الذي صبر على طعن الرماح وضرب السيوف ورمي السهام حتى صارت السهام في درعه كالشوك في جلد القنفذ وحتى وجد في ثيابه مائة وعشرون رمية بسهم وفي جسده ثلاث وثلاثون طعنة برمح وأربع وثلاثون ضربة بسيف.
أهل بيته أما أهل بيته من أبنائه وأخواته وبني أخيه وبني عمه فكانوا خيرة أهل الأرض وفاء وإباء وشجاعة وإقداما وعلو همم وشرف نفوس وكرم طباع، أبوا أن يفارقوه وقد أذن لهم وفدوه بنفوسهم بذلوا دونه مهجهم وقالوا له لما أذن لهم بالانصراف: ولم نفعل ذلك لبقي بعدك لا أرانا الله ذلك أبدا، ولما قال لبني عقيل: حسبكم من القتل بصاحبكم مسلم، اذهبوا فقد أذنت لكم، قالوا: سبحان الله! فما يقول الناس لنا، وما نقول لهم إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبني عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ولم نطعن معهم برمح ولم نضرب معهم بسيف ولا ندري ما صنعوا، لا والله ما نفعل، ولكنا نفديك بأنفسنا وأحوالنا وأهلينا ونقاتل معك حتى نرد موردك، فقبح الله العيش بعدك، فقتلوا جميعا بين يديه مقبلين غير مدبرين، وهو الذي كان يقول لهم، وقد حمي الوطيس وأحمر الباس مبتهجا بأعمالهم: صبرا يا بني عمومتي صبرا يا أهل بيتي فوالله لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا. فلله درهم من عصبة رفعوا منا الفخر ولبسوا ثياب العز غير مشاركين فيها وتجلببوا جلباب الوفاء، وضمخوا أعوام الدهر بعاطر ثنائهم ونشروا راية المجد والشرف تخفق فوق رؤوسهم، وجلوا جيد الزمان بأفعالهم الجميلة، وأمسى ذكرهم حيا مدى الأحقاب والدهور مالئا المشارق والمغارب ونقشوا على صفحات الأيام سطور مدح لا تمحى وإن طال العهد وعاد سنا أنوارهم يمحو دجى الظلمات ويعلو نور الشمس والكواكب.
أصحابه وأما أصحابه فكانوا خير أصحاب فارقوا الأهل والأحباب وجاهدوا دونه جهاد الأبطال وتقدموا مسرعين إلى ميدان القتال قائلين له أنفسنا لك الفداء نقيك بأيدينا ووجوهنا يضاحك بعضهم بعضا قلة مبالاة بالموت وسرورا بما يصيرون إليه من النعيم، ولما أذن لهم في الانصراف أبوا وأقسموا بالله لا يخلونه أبدا ولا ينصرفون عنه قائلين أ نحن نخلي عنك وقد أحاط بك هذا العدو وبم نعتذر إلى الله في أداء حقك، وبعضهم يقول لا والله لا يراني الله أبدا وأنا أفعل ذلك حتى أكسر في صدورهم رمحي وأضاربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي ولو لم يكن معي سلاح أقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة ولم أفارقك أو أموت معك وبعضهم يقول والله لو علمت إني أقتل فيك ثم أحيا ثم أحرق حيا يفعل بي ذلك سبعين مرة ما فارقتك وبعضهم يقول والله لوددت أني قتلت ثم نشرت ألف مرة وان الله يدفع بذلك القتل عنك وعن أهل بيتك وبعضهم يقول أكلتني السباع حيا إن فارقتك ولم يدعو أن يصل إليه أذى وهم في الأحياء ومنهم من جعل نفسه كالترس له ما زال يرمي بالسهام حتى سقط وأبدوا يوم عاشوراء من الشجاعة والبسالة ما لم ير مثله فأخذت خيلهم تحمل وإنما هي اثنان وثلاثون فارسا فلا تحمل على جانب من خيل الأعداء إلا كشفته.
بعض أخباره ع روى صاحب كشف الغمة أنه لما قتل معاوية حجر بن عدي رحمه الله وأصحابه لقي في ذلك العام الحسين فقال يا أبا عبد الله هل بلغك ما صنعت بحجر وأصحابه من شيعة أبيك؟ قال لا، قال قتلناهم وكفناهم وصلينا عليهم، فتبسم الحسين ع ثم قال: خصمك القوم يوم القيامة يا معاوية أما والله لو ولينا مثلها من شيعتك ما كفناهم ولا صلينا عليهم وقد بلغني وقوعك بأبي حسن وقيامك به واعتراضك بني هاشم بالعيوب وأيم الله لقد أوترت غير قوسك ورميت غير غرضك وتناولتها بالعداوة من مكان قريب ولقد أطعت أمرأ ما قدم إيمانه ولا حدث نفاقه وما نظر لك فانظر لنفسك أو دع يريد عمرو بن العاص اه.
وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق أن نافع بن الأزرق وهو من رؤساء الخوارج قال له صف لي إلهك الذي تعبد فقال يا نافع من وضع دينه على القياس لم يزل الدهر في الالتباس مائلا إذا كبا عن المنهاج ظاعنا بالاعوجاج ضالا عن السبيل قائلا غير الجميل يا ابن الأزرق أصف إلهي بما وصف به نفسه لا يدرك بالحواس ولا يقاس بالناس قريب غير ملتصق وبعيد غير مستقصى يوحد ولا ببعض معروف بالآيات موصوف بالعلامات لا إله إلا هو الكبير المتعال. فبكى ابن الأزرق وقال ما أحسن كلامك، فقال له بلغني إنك تشهد على أبي وعلى أخي بالكفر وعلي، قال ابن الأزرق: أما والله يا حسين لئن كان ذلك لقد كنتم منار الاسلام ونجوم الأحكام، فقال له الحسين ع إني سائلك عن مسالة، قال سل فسأله عن قوله تعالى وأما الجدار فكان لغلامين يتيمين في المدينة فقال: يا ابن الأزرق من حفظ في الغلامين فقال أبوهما، فقال الحسين أبوهما خير أم رسول الله فقال ابن الأزرق قد أنبأ الله تعالى عنكم إنكم قوم خصمون اه.
المكاتبة بينه وبين معاوية روى ابن قتيبة في الإمامة والسياسة والكشي في كتاب الرجال أن مروان بن الحكم كتب إلى معاوية وهو عامله على المدينة أما بعد فان عمرو بن عثمان ذكر أن رجالا من أهل العراق ووجوه أهل الحجاز يختلفون إلى الحسين بن علي وأنه لا يامن وثوبه وقد بحثت عن ذلك فبلغني انه يريد الخلاف يومه هذا فاكتب إلي برأيك فكتب إليه معاوية بلغني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه من أمر الحسين فإياك أن تعرض للحسين في شئ واترك حسينا ما تركك فانا لا نريد أن نعرض له بشئ ما وفى ببيعتنا ولم ينازعنا سلطاننا فاكمن عنه ما لم يبد لك صفحته. وكتب معاوية إلى الحسين ع: أما بعد فقد انتهت إلي أمور عنك إن كانت حقا فاني أرغب بك عنها ولعمر الله ان من اعطى الله عهده وميثاقه لجدير بالوفاء وإن أحق الناس بالوفاء من كان مثلك في حطرك وشرفك ومنزلتك التي أنزلك الله بها ونفسك فاذكر وبعهد الله أوف فإنك متى تنكرني أنكرك ومتى تكدني أكدك فاتق شق عصا هذه الأمة وأن يردهم الله على يديك في فتنة فقد عرفت الناس وبلوتهم فانظر لنفسك ولدينك ولأمة محمد ص ولا يستخفنك السفهاء والذين لا يعلمون. فلما وصل الكتاب إلى الحسين ع كتب إليه: أما بعد فقد بلغني كتابك تذكر فيه انه انتهت إليك عني أمور أنت لي

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 577
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست