responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 575

وأعطاه خاتمه وفيه فص قيمته مائتا درهم وقال يا إعرابي اعط الذهب إلى غرمائك واصرف الخاتم في نفقتك فاخذ الأعرابي ذلك وقال الله اعلم حيث يجعل رسالته.
وفي تحف العقول: أتاه رجل فسأله فقال إن المسألة لا تصلح إلا في غرم فادح أو فقر مدقع أو حمالة مفظعة فقال الرجل ما جئت إلا في إحداهن فامر له بمائة دينار.
وفي تحف العقول: جاءه رجل من الأنصار يريد أن يسأله حاجة فقال يا أخا الأنصار صن وجهك عن بذلة المسألة وارفع حاجتك في رقعة فاني آت فيها ما هو سارك إن شاء الله فكتب يا أبا عبد الله إن لفلان علي خمسمائة دينار وقد ألح بي فكلمه أن ينظرني إلى ميسرة فلما قرأ الحسين ع الرقعة دخل إلى منزله فاخرج صرة فيها ألف دينار وقال له: أما خمسمائة فاقض بها دينك وأما خمسمائة فاستعن بها على دهرك، ولا ترفع حاجتك إلا إلى ثلاثة إلى ذي دين أو مروءة أو حسب، فاما ذو الدين فيصون دينه، وأما ذو المروءة فإنه يستحيي لمروءته، وأما ذو الحسب فيعلم انك لم تكرم وجهك أن تبذله له في حاجتك فهو يصون وجهك أن يردك بغير قضاء حاجتك.
وروى البخاري في صحيحه وغيره أن أسامة بن زيد أرسل مولاه حرملة من المدينة إلى الكوفة إلى علي ع يسأله شيئا من المال وقال له انه سيسالك ما خلف صاحبك عني فقل له يقول لك لو كنت في شدق الأسد لأحببت أن أكون معك فيه ولكن هذا أمر لم أره أي لم يكن من رأيه القتال فلم يعطني شيئا فذهبت إلى حسن وحسين وابن جعفر فأوقروا لي راحلتي. قال ابن حجر في فتح الباري شرح صحيح البخاري: اعتذر إليه بان تخلفه لكراهية قتال المسلمين فلم ير علي ان يعطيه لتخلفه عن القتال وأعطاه الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر من أموالهم من ثياب ونحوها قدر ما تحمله راحلته.
قال المؤلف: ما اعتذر به أسامة عذر غير مقبول بعد قوله تعالى فقاتلوا التي تبغي حتى تفئ إلى أمر الله، وكان ينبغي له أن يستحيي من علي ع ولا يسأله من مال المسلمين بعد ما خذله وتخلف عن نصره، بل في بعض الروايات انه لم يبايعه، وما فعله علي ع من منعه ان صح هو عين الصواب ونفس الاستحقاق، وما فعله الحسنان ع وابن جعفر رضي الله عنه هو مقتضى كرم بني هاشم ومقابلتهم الإساءة بالاحسان فإذا كان منعه علي ع مما لا يستحقه فقد عوضوه عنه من مالهم جريا على شيمتهم الكريمة.
وروى أحمد بن سليمان بن علي البحراني في عقد اللآل في مناقب الآل ان الحسين ع كان جالسا في مسجد جده رسول الله ص بعد وفاة أخيه الحسن ع وكان عبد الله بن الزبير جالسا في ناحية المسجد، وعتبة بن أبي سفيان في ناحية أخرى، فجاء أعرابي على ناقة فعقلها باب المسجد ودخل فوقف على عتبة بن أبي سفيان فسلم عليه فرد عليه السلام فقال له الأعرابي إني قتلت ابن عم لي وطولبت بالدية فهل لك أن تعطيني شيئا؟
فرفع رأسه إلى غلامه وقال إدفع إليه مائة درهم، فقال الأعرابي: ما أريد إلا الدية تماما ثم تركه، وأتى عبد الله بن الزبير وقال له مثل ما قال لعتبة فقال عبد الله لغلامه ادفع إليه مائتي درهم فقال الأعرابي ما أريد إلا الدية تماما ثم تركه، وأتى الحسين ع فسلم عليه وقال يا ابن رسول الله إني قتلت ابن عم لي وقد طولبت بالدية فهل لك أن تعطيني شيئا؟ فقال له يا إعرابي نحن قوم لا نعطي المعروف إلا على قدر المعرفة، فقال سل ما تريد فقال له الحسين يا إعرابي ما النجاة من الهلكة؟ قال التوكل على الله عز وجل، فقال وما الهمة؟ قال الثقة بالله، ثم سأله الحسين غير ذلك وأجاب الأعرابي فامر له الحسين ع بعشرة آلاف درهم وقال له هذه لقضاء ديونك وعشرة آلاف درهم أخرى وقال هذه تلم بها شعثك وتحسن بها حالك وتنفق منها على عيالك، فانشا الأعرابي يقول:
- طربت وما هاج لي معبق * ولا لي مقام ولا معشق - - ولكن طربت لآل الرسو * ل فلذ لي الشعر والمنطق - - هم الأكرمون هم الأنجبون * نجوم السماء بهم تشرق - - سبقت الأنام إلى المكرمات * فقصر عن سبقك السبق - - بكم فتح الله باب الرشاد * وباب الفساد بكم مغلق - رأفته بالفقراء والمساكين وإحسانه إليهم وجد على ظهره ع يوم الطف أثر فسئل زين العابدين ع عن ذلك فقال هذا مما كان ينقل الجراب على ظهره إلى منازل الأرامل واليتامى والمساكين.
تواضعه مر ع بمساكن وهم يأكلون كسرا على كساء فسلم عليهم فدعوه إلى طعامهم فجلس معهم وقال لو أنه صدقة لأكلت معكم ثم قال قوموا إلى منزلي فاطعمهم وكساهم وأمر لهم بدراهم.
وروى ابن عساكر في تاريخ دمشق أنه ع مر بمساكين يأكلون في الصفة فقالوا الغداء فنزل وقال إن الله لا يحب المتكبرين فتغدى ثم قال لهم قد أجبتكم فأجيبوني قالوا نعم فمضى بهم إلى منزله وقال للرباب خادمته اخرجي ما كنت تدخرين اه.
حلمه جنى غلام له جناية توجب العقاب فامر بضربه فقال يا مولاي والكاظمين الغيظ قال خلوا عنه، فقال يا مولاي والعافين عن الناس قال قد عفوت عنك، قال يا مولاي والله يحب المحسنين قال أنت حر لوجه الله ولك ضعف ما كنت أعطيك.
فصاحته وبلاغته ع ربي الحسين ع بين رسول الله ص أفصح من نطق بالضاد وأمير المؤمنين ع الذي كان كلامه بعد كلام النبي ص فوق كلام المخلوق ودون كلام الخالق وفاطمة الزهراء التي تفرع عن لسان أبيها ص فلا غرو إن كان أفصح الفصحاء وأبلغ البلغاء وهو الذي كان يخطب يوم عاشوراء وقد اشتد الخطب وعظم البلاء وضاق الأمر وترادفت الأهوال فلم يزعزعه ذلك ولا اضطرب ولا تغير وخطب في جموع أهل الكوفة بجنان قوي وقلب ثابت ولسان طلق ينحدر منه الكلام كالسيل فلم يسمع متكلم قط قبله ولا بعده أبلغ في منطق منه وهو الذي قال فيه عدوه وخصمه في ذلك اليوم: ويلكم كلموه فإنه ابن أبيه والله لو وقف فيكم هكذا يوما جديدا لما انقطع ولما حصر.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 575
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست