responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 564

الله لي ولكن وأرشدني وإياكم لما فيه المحبة والرضا.
فنظر الناس بعضهم إلى بعض وقالوا ما ترونه يريد بما قال؟ قالوا نظنه والله يريد أن يصالح معاوية ويسلم الأمر إليه فقالوا كفر والله الرجل وهذا يدل على أنهم كانوا خوارج ثم شدوا على فسطاطه وانتهبوه حتى أخذوا مصلاه من تحته ثم شد عليه عبد الرحمن بن عبد الله بن جعال الأزدي فنزع مطرفه عن عاتقه فبقي جالسا متقلدا السيف بغير رداء ثم دعا بفرسه فركبه وأحدق به طوائف من خاصته وشيعته ومنعوا منه من أراده فقال ادعوا لي ربيعة وهمدان فدعوا له فأطافوا به ودفعوا الناس عنه ومعهم شوب من غيرهما فلما مر في مظلم ساباط بدر إليه رجل من بني أسد يقال له الجراح بن سنان أو سنان بن الجراح وكان قد تقدمه إلى مظلم ساباط فوقف به فلما حاذاه أخد بلجام فرسه أو بغلته وبيده مغول وهو سيف دقيق يكون غمده كالسوط فقال الله أكبر يا حسن أشركت كما أشرك أبوك من قبل وهذا يدل على أنه كان خارجيا ثم طعنه فوقعت الطعنة في فخذه فشقه حتى بلغ أربيته وهي أصل الفخذ أو ما بين أعلاه وأسفل البطن وفي رواية حتى بلغ العظم وضرب الحسن ع الذي طعنه بسيف كان بيده واعتنقه فخرا جميعا إلى الأرض، وفي رواية انه غشي عليه فوثب إليه رجل من شيعة الحسن يقال له عبد الله بن خطل الطائي فنزع المغول من يده فخضخضه به واكب ظبيان بن عمارة على الجراح فقطع انفه ثم اخذا الآجر [1] فشدخوا وجهه ورأسه حتى قتلوه، وحمل الحسن ع على سرير إلى المدائن فأنزل بها على سعيد بن مسعود الثقفي وكان عامل أمير المؤمنين ع بها فاقره الحسن ع على ذلك واشتغل الحسن بنفسه يعالج جرحه جاءه سعد بن مسعود بطبيب فقام عليه حتى برئ، هكذا ذكر المفيد وأبو الفرج. والذي ذكره الطبري وابن الأثير وسبط بن الجوزي ناقلا له عن الشعبي انه لما نزل الحسن ع المدائن نادى مناد في العسكر أ لا ان قيس بن سعد قد قتل فانفروا فنفروا إلى سرادق الحسن فنهبوا متاعه حتى نازعوه بساطا كان تحته فازداد لهم بغضا ومنهم ذعرا أقول من كانت هذه حالتهم كيف يمكر الركون إليهم والانتصار بهم قال المفيد وكتب جماعة من رؤساء القبائل إلى معاوية بالسمع والطاعة في السر واستحثوه على المسير نحوهم وضمنوا له تسليم الحسن إليه عند دنوهم من عسكره وبلغ الحسن ذلك وروى الصدوق في العلل ان معاوية دس إلى عمرو بن حريث والأشعث بن قيس وحجار بن أبجر وشبث بن ربعي دسيسا أفرد كل واحد منهم بعين من عيونه انك إذا قتلت الحسن فلك مائة ألف درهم وجند من أجناد الشام وبنت من بناتي فبلغ الحسن ع ذلك فاستلأم ولبس درعا وسترها وكان يحترز ولا يتقدم للصلاة الا كذلك فرماه أحدهم في الصلاة بسهم فلم يثبت فيه لما عليه من اللامة وفي الخرائج ان الحسن ع بعث إلى معاوية قائدا من كندة في أربعة آلاف فلما نزل الأنبار بعث إليه معاوية بخمسمائة ألف درهم ووعده بولاية بعض كور الشام والجزيرة فصار إليه في مائتين من خاصته ثم بعث رجلا من مراد ففعل كالأول بعد ما حلف بالايمان التي لا تقوم لها الجبال انه لا يفعل وأخبرهم الحسن ع انه سيفعل كصاحبه.
قال أبو الفرج: ثم إن معاوية وافى حتى نزل قرية يقال لها الحبوبية بمسكن فاقبل عبيد الله بن العباس حتى نزل بازائه فلما كان الغد بعث معاوية إلى عبيد الله ان الحسن قد راسلني في الصلح وهو مسلم الأمر إلي فان دخلت في طاعتي الآن كنت متبوعا والا دخلت وأنت تابع ولك أن جئتني الآن ان أعطيك ألف ألف درهم يعجل لك في هذا الوقت النصف وإذا دخلت الكوفة النصف الآخر فانسل عبيد الله ليلا فدخل عسكر معاوية فوفى له بما وعده فأصبح الناس ينتظرون أن يخرج فيصلي بهم فلم يخرج وطلبوه فلم يجدوه وصلى بهم قيس بن سعد ثم خطبهم فقال: أيها الناس لا يهولنكم ولا يعظمن عليكم ما صنع هذا الرجل الوله الورع اي الجبان ان هذا وأباه وأخاه لم يأتوا بيوم خير قط ان أباه عم رسول الله ص خرج يقاتله ببدر فاسره أبو اليسر كعب بن عمرو الأنصاري فاتى به رسول الله ص فاخذ فداءه فقسمه بين المسلمين وان أخاه ولاه علي ع على البصرة فسرق مال الله ومال المسلمين فاشترى به الجواري وزعم أن ذلك له حلال وان هذا ولاه أيضا على اليمن فهرب من بسر بن أرطأة وترك ولده حتى قتلوا وصنع الآن هذا الذي صنع فنادى الناس الحمد لله الذي أخرجه من بينا امض بنا إلى عدونا قال المفيد: وورد على الحسن ع كتاب قيس بن سعد يخبره بما صنع عبيد الله بن العباس فازدادت بصيرته بخذلان القوم له وفساد نيات المحكمة فيه بما اظهروا له من السب والتكفير واستحلال دمه ونهب أمواله ولم يبق معه من يامن غوائله الا خاصته من شيعته وشيعة أبيه وهم جماعة لا تقوم لاجناد الشام فكتب إليه معاوية في الهدنة والصلح وانفذ إليه بكتب أصحابه الذين ضمنوا له فيها الفتك به أو تسليمه إليه فاشترط على نفسه في إجابته إلى صلحه شروطا كثيرة وعقد له عقودا كان في الوفاء بها مصالح شاملة فلم يثق به الحسن ع وعلم باحتياله بذلك واغتياله غير أنه لم يجد بدا من اجابته إلى ما التمس من ترك الحرب وانفاذ الهدنة لما كان عليه أصحابه مما وصفناه من ضعف البصائر في حقه والفساد عليه والخلف منهم له وما انطوى عليه كثير منهم في استحلال دمه وتسليمه إلى خصمه وما كان من خذلان ابن عمه له ومصيره إلى عدوه وميل الجمهور منهم إلى العاجلة وزهدهم في الآجلة فتعلق ع لنفسه من معاوية بتوكيد الحجة عليه والاعذار فيما بينه وبينه عند الله تعالى وعند كافة المسلمين فاجابه معاوية إلى ذلك. واما قيس بن سعد بن عبادة فقال أبو الفرج انه نهض بمن معه لقتال معاوية وخرج إليهم بسر بن أرطأة في عشرين ألفا فصاحوا بهم هذا أميركم قد بايع وهذا الحسن قد صالح فعلا م تقتلون أنفسكم فقال قيس لأصحابه: اختاروا أحد اثنين اما القتال مع غير امام أو تبايعون بيعة ظلال فقالوا بل نقاتل بلا امام فخرجوا وضربوا أهل الشام حتى ردوهم إلى مصافهم وكتب معاوية إلى قيس يدعوه ويمنيه فكتب إليه قيس لا والله لا تلقاني ابدا الا وبيني وبينك السيف والرمح وجرت بينهما مكاتبات أغلظ كل منهما فيها لصاحبه فقال عمرو بن العاص لمعاوية مهلا إن كاتبته أجابك باشد من هذا وإن تركته دخل فيما يدخل فيه الناس فامسك عنه أقول: شتان بين عبيد الله بن العباس وقيس بن سعد فهذا يسالم معاوية بعد ما ذبح بسر بن أرطأة أولاده الصغار على درج صنعاء حين أرسله معاوية ويبيع شرفه بالمال ويرضي بالذل والعار وقيس بن سعد يحلف ان لا يلقى معاوية إلا وبينه وبينه الرمح أو السيف بعد ما بلغه ان الحسن ع قد صالح:
- أبت الحمية ان تفارق أهلها * وأبى العزيز بان يعيش ذليلا - ثم انصرف قيس بمن معه إلى الكوفة وانصرف الحسن ع.


[1] من غريب ما وقع من التصحيف في هذا المقام أنه صحف الآجر بالجيم الآخر بالخاء المعجمة حتى أن المفيد في الارشاد قال واخذ آخر كان معه فقتل ولفظ الآجر وقع في الرواية معرفا بأل فلو كان بالخاء بالخاء المعجمة لزم ان يكون له ذكر متقدم مع أنه لم يتقدم ذكره ولقد تبعنا في هذا التوهم المفيد في كتابنا المجالس السنية ثم وجدناه في شرح المنهج الآجر بالجيم كما ذكرناه.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 564
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست