responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 560

ثم اعتنقه فقبله ثم قال حسن مني وانا منه أحب الله من أحبه اه.
سخاء الحسن ع روى أبو نعيم في الحلية ان الحسن بن علي ع قاسم الله ماله نصفين وبسنده خرج الحسن بن علي من ماله مرتين وقاسم الله تعالى ماله ثلاث مرات حتى إن كان ليعطي نعلا ويمسك نعلا ويعطي خفا ويمسك خفا. وذكر مثله محمد بن حبيب في أماليه. وذكر ابن سعد في الطبقات انه قاسم الله ماله ثلاث مرات حتى كان يعطي نعلا ويمسك نعلا وخرج من ماله لله تعالى مرتين. وفي شرح النهج روى أبو جعفر محمد بن حبيب في أماليه ان الحسن ع اعطى شاعرا فقال له رجل من جلسائه سبحان الله أ تعطي شاعرا يعصى الرحمن ويقول البهتان فقال يا عبد الله ان خير ما بذلت من مالك ما وقيت به عرضك وان من ابتغاء الخير اتقاء الشر. وروى ابن شهرآشوب في المناقب ان رجلا سأله فأعطاه خمسين ألف درهم وخمسمائة دينار وقال ائت بحمال يحمل لك فاتى بحمال فأعطاه طيلسانه وقال هذا كرى الحمال. وجاءه بعض الاعراب فقال اعطوه ما في الخزانة فوجد فيها عشرون ألف درهم فدفعها إليه فقال الأعرابي يا مولاي أ لا تركتني أبوح بحاجتي وانشر مدحتي فانشا الحسن ع يقول: نحن أناس نوالنا خضل الأبيات الآتية. وروى المدائني قال خرج الحسن والحسين وعبد الله بن جعفر حجاجا ففاتتهم اثقالهم فجاعوا وعطشوا فرأوا عجوزا في خباء فاستسقوها فقالت هذه الشويهة احلبوها وامتذقوا لبنها ففعلوا واستطعموها فقالت ليس الا هذه الشاة فليذبحها أحدكم فذبحها أحدهم وكشطها ثم شوت لهم من لحمها فأكلوا وقالوا عندها فلما نهضوا قالوا نحن نفر من قريش نريد هذا الوجه فإذا عدنا فألمي بنا فانا صانعون بك خيرا ثم رحلوا فلما جاء زوجها أخبرته فقال ويحك تذبحين شاتي لقوم لا تعرفينهم ثم تقولين نفر من قريش ثم مضت الأيام فأضرت بها الحال فرحلت حتى اجتازت بالمدينة فرآها الحسن ع فعرفها فقال لها أ تعرفينني قالت لا قال انا ضيفك يوم كذا وكذا فامر لها بألف شاة وألف دينار وبعث معها رسولا إلى الحسين ع فأعطاها مثل ذلك ثم بعثها إلى عبد الله بن جعفر فأعطاها مثل ذلك.
تواضعه ع حكى ابن شهرآشوب في المناقب عن كتاب الفنون وكتاب نزهة الأبصار ان الحسن ع مر على فقراء وقد وضعوا كسيرات على الأرض وهم قعود يلتقطونها ويأكلونها فقالوا له هلم يا ابن بنت رسول الله إلى الغداء فنزل وقال فان الله لا يحب المتكبرين وجعل يأكل معهم ثم دعاهم إلى ضيافته واطعمهم وكساهم.
اخباره ارسال علي ابنه الحسن ع إلى الكوفة قبل حرب الجمل لما خرج أمير المؤمنين ع إلى العراق في اثر أصحاب الجمل ووصل إلى الربذة بعث عبد الله بن عباس ومحمد بن أبي بكر إلى أبي موسى الأشعري إلى الكوفة لما بلغه ان أبا موسى يخذل أهلها عن اللحاق به وكان واليا عليها من قبل عثمان فاقره علي فأبطأ عليه الرجلان قال أبو مخنف فلما أبطا ابن عباس وابن أبي بكر عن علي ولم يدر ما صنعا رحل عن الربذة إلى ذي قار فنزلها وبعث إلى الكوفة الحسن ابنه وعمار بن ياسر وزيد بن صوحان وقيس بن سعد بن عبادة ومعهم كتاب إلى أهل الكوفة فاقبلوا حتى كانوا بالقادسية فتلقاهم الناس فلما دخلوا الكوفة قرأوا كتاب علي ع.
خطبة الحسن ع بالكوفة قال أبو مخنف: لما دخل الحسن وعمار الكوفة اجتمع إليهما الناس فقام الحسن فاستنفر الناس فحمد الله وصلى على رسوله ثم قال:
أيها الناس انا جئنا ندعوكم إلى الله والى كتابه وسنة رسوله والى أفقه من تفقه من المسلمين واعدل من تعدلون وأفضل من تفضلون وأوفى من تبايعون من لم يعيه القرآن ولم تجهله السنة ولم تقعد به السابقة إلى من قربه الله تعالى ورسوله قرابتين قرابة الدين وقرابة الرحم إلى من سبق الناس إلى كل مأثرة إلى من كفى الله به رسوله والناس متخاذلون فقرب منه وهم متباعدون وصلى معه وهم مشركون وقاتل معه وهم منهزمون وبارز معه وهم محجمون وصدقه وهم يكذبون إلى من لم ترد له ولا تكافأ له سابقة وهو يسألكم النصر ويدعوكم إلى الحق ويأمركم بالمسير إليه لتؤازروه وتنصروه على قوم نكثوا بيعته وقتلوا أهل الصلاح من أصحابه ومثلوا بعماله وانتهبوا بيت ماله فاشخصوا إليه رحمكم الله فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر واحضروا بما يحضر به الصالحون.
قال أبو مخنف: ولما فرع الحسن بن علي من خطبته قام بعده عمار فخطب خطبة حث فيها الناس على الخروج إلى أمير المؤمنين ع فلما سمع أبو موسى خطبة الحسن وعمار قام فصعد المنبر وخطب خطبة طويلة خذل فيها الناس عن علي وبالغ في ذلك فرد عليه عمار ثم جذبه فنزل عن المنبر اه وقال الطبري في تاريخه ان عليا ع ارسل ابن عباس من ذي قار إلى الكوفة فلقي أبا موسى واجتمع الرؤساء فخطبهم أبو موسى وخذلهم فرجع ابن عباس إلى علي ع فأخبره فدعا الحسن ابنه وعمار بن ياسر وارسلهما إلى الكوفة فلما قدماها خرج أبو موسى فلقي الحسن ع فضمه إليه وقال لعمار يا أبا اليقظان أ عدوت فيمن عدا على أمير المؤمنين وأحللت نفسك مع الفجار قال لم افعل ولم يسؤني فقطع عليهما الحسن الكلام وقال يا أبا موسى لم تثبط الناس عنا فوالله ما أردنا الا الاصلاح وما مثل أمير المؤمنين يخاف على شئ قال أبو موسى صدقت بأبي وأمي ولكن المستشار مؤتمن فغضب عمار ورد عليه فقام رجل من بني تميم ورد على عمار وثار زيد بن صوحان وطبقته فانتصروا لعمار وصعد أبو موسى المنبر فقام شبث بن ربعي ورد على زيد وقام الحسن بن علي فقال أيها الناس أجيبوا دعوة امامكم وسيروا إلى اخوانكم فإنه سيوجد لهذا الأمر من ينصره والله لأن يليه أولو النهى أمثل في العاجلة وخير في العاقبة فأجيبوا دعوتنا وأعينونا على امرنا أصلحكم الله.
واتت الاخبار عليا ع باختلاف الناس بالكوفة فقال للأشتر أنت شفعت في أبي موسى ان أقره على الكوفة فاذهب فاصلح ما أفسدت فاقبل الأشتر حتى دخل الكوفة ووصل القصر فاقتحمه وأبو موسى يخطب الناس على المنبر ويثبطهم وعمار يخاطبه والحسن يقول له اعتزل عملنا وتنح عن منبرنا لا أم لك إذ دخل غلمان أبي أبو موسى يقولون هذا الأشتر قد جاء فدخل القصر فضربنا وأخرجنا فنزل أبو موسى من المنبر.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 560
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست