responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 549

حرف الواو قال ع اورده سبط بن الجوزي في تذكرة الخواص:
- ولربما نطق الفتى فتنافست * فيه العيون وانه لمموه - - ولربما سكت الفتى عن خصمه * حذر الجواب وانه لمفوه - - ولربما صبر الفتى عند الأذى * وفؤاده من حره يتأوه - شئ من مدائحه ما من شخصية في العالم شغلت الشعر بمثل ما شغلته شخصية أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع، فقد وجد شعراء العصور في شخصيته من المناقب أعظم ما يثير شاعرياتهم ويحرك عواطفهم ويلهم أقلامهم، ولا بدع فان سيرته المثلى وما انطوى عليه من ألمعيات وأريحيات وبطولات، وما مني به من ظلم واهتضام وحرمان، وما اجتمع على حربه من لؤم وعقوق وفجور، كل ذلك جعل منه لدى المنصفين المخلصين أروع صورة انسانية توحي الشعر وتلهم النثر. والنفوس التي لم تدنسها الأغراض والأهواء ولم يلوثها التقليد والتعصب، والنفوس البريئة لا بد ان تهيم ابدا بشخصية علي بن أبي طالب.
وليس مستطاعا احصاء ما نظمه الشعراء على كل العصور تغنيا به ورثاء له بجميع اللغات الاسلامية من عربية وفارسية وتركية وأوردية، وإننا لنأخذ لهذا الجزء هذه القصائد التالية نماذج لغيرها.
ولا بد من الإشارة إلى أمر خطير في تاريخ الأدب العربي أهمل ذكره أو لم ينتبه له مؤرخو هذا الأدب، ذلك ان الشعراء الذين نظموا في علي بن أبي طالب قد أوجدوا إلى حد ما الملحمة العربية التي يفتقدها مؤرخو الأدب فلا يجدونها في حين ان نواتها على الأقل موجودة في الشعر العلوي [1].
قصيدة السيد الحميري المتوفي سنة 173:
- ولقد حلفت وقلت قولا صادقا * بالله لم آثم ولم اتريب - - لمعاشر غلب الشقاء عليهم * وهوى آمالهم لأمر متعب - - من حمير أهل السماحة والندى * وقريش الغر الكرام وتغلب - - أين التطرب بالولاء وبالهوى * أ إلى الكواذب من بروق الخلب - - أ إلى أمية أم إلى شيع التي * جاءت على الجمل الخدب الشوقب [2] - - تهوي من البلد الحرام فنبهت * بعد الهدو كلاب أهل الحوأب - - يحدو الزبير بها وطلحة عسكرا * يا للرجال لرأي أم مشجب [3] - - يا للرجال لرأي أم قادها * ذئبان يكتنفانها في أذؤب - - ذئبان قادهما الشقاء وقادها * للحين فاقتحما بها في منشب [4] - - في ورطة لحجا بها فتحملت * منها على قتب بإثم محقب [5] - - أم تدب إلى ابنها ووليها * بالمؤذيات له دبيب العقرب - - اما الزبير فحاص حين بدت له * جأواء تبرق في الحديد الأشهب [6] - - حتى إذا امن الحتوف وتحته * عاري النواهق ذو نجاء ملهب [7] - - أثوى ابن جرموز عمير شلوه * في القاع منعفرا كشلو التولب [8] - - واغتر طلحة عند مختلف القنا * عبل الذراع شديد أصل المنكب [9] - - فاختل حبة قلبه بمذلق * ريان من دم جوفه المتصبب [10] - - في مارقين من الجماعة فارقوا * باب الهدى وحيا الربيع المخصب - - خير البرية بعد احمد من له * مني الهوى وإلى بنيه تطربي - - أمسي وأصبح معصما مني له * بهوى وحبل ولاية لم يقصب [11] - - ونصيحة خلص الصفاء له بها * مني وشاهد نصرة لم يعزب - - ولقد سرى فيما يسير بليلة * بعد العشاء بكربلا في موكب - - حتى اتى متبتلا في قائم * القى قواعده بقاع مجدب [12] - - بانيه ليس بحيث يلقى عامرا * غير الوحوش وغير أصلع أشيب [13] - - في مدمج زلق أشم كأنه * حلقوم أبيض ضيق مستصعب [14] - - فدنا فصاح به فأشرف ماثلا * كالنسر فوق شظية من مرقب [15] - - هل قرب قائمك الذي بوأته * ماء يصاب فقال ما من مشرب [16] -


[1] الناشر [2] الخدب بكسر الخاء وفتح الدال وتشديد الباء الضخم (والشوقب) الطويل.
[3] مشجب مهلك.
[4] الحين بفتح الحاء الهلاك (والمنشب) من نشب في الشئ إذا دخل فيه وعلق به كما ينشب الصيد في الحبالة.
[5] الورطة الهلكة (ولحجابها) كعلما اي نشبا بها (ومحقب) بوزن اسم المفعول من قولهم احتقب الذنب واصل الاحتقاب وضع الشئ في الحقيبة وهي وعاء من جلد.
[6] حاص بالحاء والصاد المهملتين عدل وحاد أو حام ويروى جاض بالجيم والضاد المعجمة اي حاد وعدل (والجأواء) الكتيبة التي يضرب لونها إلى السواد من صدأ الحديد (والأشهب) الأبيض يتخلله سواد.
[7] النواهق العظمان الشاخصان من ذي الحافر في مجرى الدمع اي عاري النواهق من اللحم ويحمد في الفرس ان يكون قليل لحم الخدين (والنجاء) الاسراع (وملهب) بصيغة اسم الفاعل سريع العدو.
[8] الشلو العضو من اللحم (والتولب) الجحش.
[9] اغتره طلب غرته.
[10] اختل بالخاء المعجمة اي دخل في خلل قلبه.
[11] معصما متمسكا (ويقصب) بالصاد المهملة اي لم يقطع وفي نسخة لم يقضب بالضاد المعجمة وهو بمعناه [12] أراد بالمتبتل الراهب وسمي متبتلا لقطعه نفسه عن الناس من البتل وهو القطع (والقائم) صومعة الراهب. وهذا البيت وما بدعه إلى 13 بيتا إشارة إلى ما روي مما حاصله انه لما سار أمير المؤمنين " ع " إلى حرب صفين اخذ طريق البر وترك الفرات وأصاب أصحابه عطش شديد فلاح لهم دير فهتف به فأشرف من صومعته فال هل قرب قائمك من ماء قال بيني وبين الماء أكثر من فرسخين فسار قليلا ونزل بموضع فيه رمل وأشار إلى مكان فكشفوه فأصابوا تحته صخرة بيضاء عظيمة تلمه فأمرهم بقلعها فلم يقدروا فاقتلعها بيده ونحاها فإذا تحتها ماء فشرب الناس وارتووا وحملوا منه " الحديث ".
[13] رواه السيد المرتضى (تأتيه ليس بحيث تلقى عامرا) وفي نسخة (يأتيه ليس بحيث يلقى عامرا) وفي نسخة عامر بالرفع فيلقى يمكن ان يقرأ بالبناء للفاعل وعامرا مفعول أو بالبناء للمفعول وعامر بالرفع نائب فاعل ويمكن ان يقرأ يلفي أو يلفي بالفاء - والمراد بالأصلع الأشيب الراهب.
[14] في مدمج بذل من قوله في قائم (والمدمج) قال السيد في الشرح هو الشئ المستور يقال دمج الرجل ودمج بتشديد الميم إذا دخل في شئ فاستتر به وصومعة الراهب تستر من دخل فيها لا محالة (اه‌) (أقول) الأولى ان يقرأ مدمج اسم مفعول. في الصحاح دمج الشئ دموجا إذا دخل في الشئ واستحكم فيه والتأم. وفي تاج العروس عن الأزهري صلح دماج تام محكم قوي وفي التاج أيضا أدمجت الماشطة ضفائر المرأة أدرجتها وملستها وادمج الحبل أجاد فتله وقيل احكم فتله في رقة ورجل مدمج ومندمج مداخل كالحبل المحكم الفتل ونسوة مدمجات الخلق كالحبل المدمج (اه‌) فيكون وصف بناء الصومعة بأنه مدمج إما لأنه قد دخل بعضه في بعض واستحكم والتأم وقوي ولأنه كالحبل المداخل المحكم الفتل وهو راجع إلى الأول أو لأنه مدرج مملس كالضفيرة ولعل هذا هو الأنسب بقوله زلق (والزلق) الذي لا تثبت عليه قدم (والأشم) الطويل المشرف (الأبيض) قال السيد هو ها هنا الطائر الكبير من طيور الماء والعرب تسمي الكبير من طيور الماء أبيض وتشبيه الصومعة الطويلة بحلقوم طائر الماء من أوقع التشبيه اه‌ (وضيق مستصعب) صفتان لمدمج وفي نسخة متصعب.
[15] الماثل المنتصب. وشبه الراهب بالنسر لعلو سنه (والشظية) قطعه من الجبل منفردة (والمرقب) المكان العالي.
[16] بوثته أسكنته.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 549
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست