responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 544

عقدت بينك وبين عدو لك عقدة أو ألبسته منك ذمة فحط عهدك بالوفاء وارع ذمتك بالأمانة واجعل نفسك جنة دون ما أعطيت فإنه ليس من فرائض الله شئ الناس أشد عليه اجتماعا مع تفرق أهوائهم وتشتت آرائهم من تعظيم الوفاء بالعهود وقد لزم ذلك المشركون فيما بينهم دون المسلمين لما استوبلوا [1] من عواقب الغدر فلا تغدرن بذمتك ولا تخيسن بعهدك ولا تختلن عدوك فإنه لا يجترئ على الله إلا جاهل شقي وقد جعل الله عهده وذمته أمنا أفضاه بين العباد برحمته وحريما يسكنون إلى منعته ويستفيضون إلى جواره فلا إدغال ولا مدالسة ولا خداع فيه، ولا تعقد عقدا تجوز فيه العلل ولا تعولن على لحن القول بعد التأكيد والتوثقة ولا يدعونك ضيق أمر لزمك فيه عهد الله إلى طلب انفساخه بغير الحق فان صبرك على ضيق أمر ترجو انفراجه وفضل عاقبته خير من غدر تخاف تبعته وان تحيطه بك من الله طلبة لا تستقبل فيها دنياك ولا آخرتك.
نهيه عن سفك الدماء الحرام إياك والدماء وسفكها بغير حلها فإنه ليس شئ أدعى لنقمة ولا أعظم لتبعة ولا أحرى بزوال نعمة وانقطاع مدة من سفك الدماء بغير حقها والله سبحانه مبتدئ بالحكم بين العباد فيما تسافكوا من الدماء يوم القيامة فلا تقوين سلطانك بسفك دم حرام فان ذلك مما يضعفه ويوهنه بل يزيله وينقله ولا عذر لك عند الله ولا عندي في قتل العمد لأن فيه قود البدن وإن ابتليت بخطأ وإفراط عليك سوطك أو سيفك أو يدك بالعقوبة فان في الوكزة فما فوقها مقتلة فلا تطمحن بك نخوة سلطانك عن أن تؤدي إلى أولياء المقتول حقهم.
وصاياه بآداب عامة والنهي عن أخلاق وأفعال سيئة العجب وحب المدح وإياك والاعجاب بنفسك والثقة بما يعجبك منها وحب الاطراء فان ذلك من أوثق فرص الشيطان في نفسه ليمحق ما يكون من احسان المحسنين.
المن والتزيد وخلف الوعد وإياك والمن على رعيتك باحسانك أو التزيد فيما كان من فعلك [2] أو أن تعدهم فتتبع موعدك بخلفك فان المن يبطل الاحسان والتزيد يذهب بنور الحق والخلف يوجب المقت عند الله والناس. قال الله سبحانه وتعالى كبر مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون.
العجلة والتهاون واللجاجة والوهن وإياك والعجلة بالأمور قبل أوانها أو التساقط فيها عند امكانها أو اللجاجة فيها إذا تنكرت أو الوهن عنها إذا استوضحت. فضع كل أمر موضعه وأوقع كل عمل موقعه.
الاستئثار والتغابي وإياك والاستئثار بما الناس فيه أسوة والتغابي عما تعنى به مما قد وضح للعيون فإنه مأخوذ منك لغيرك وعما قليل تنكشف عنك أغطية الأمور ينتصف منك للمظلوم.
الحلم والأناء والخوف من الله والاقتداء بصالح السلف أملك حمية انفك وسورة حدك وسطوة يدك وغرب لسانك واحترس من كل ذلك بكف البادرة وتأخير السطوة حتى يسكن غضبك فتملك الاختيار ولن تحكم ذلك من نفسك حتى تكثر همومك بذكر المعاد إلى ربك والواجب عليك أن تتذكر ما مضى لمن تقدمك من حكومة عادلة أو سنة فاضلة أو اثر عن نبينا ص أو فريضة في كتاب الله فتقتدي بما شاهدت مما عملنا به فيها وتجتهد لنفسك في اتباع ما عهدت إليك في عهدي هذا واستوثقت به من الحجة لنفسي عليك لكي لا تكون لك علة عند تسرع نفسك إلى هواها.
آخر العهد وانا أسال الله بسعة رحمته وعظيم قدرته على إعطاء كل رغبة أن يوفقني وإياك لما فيه رضاه من الإقامة على العذر الواضح إليه وإلى خلقه من حسن الثناء في العباد وجميل الأثر في البلاد وتمام النعمة وتضعيف الكرامة وأن يختم لي ولك بالسعادة والشهادة إنا إلى الله راغبون والسلام على رسول الله ص.
بعض الأمثال في كلامه ع في الفائق: علي ع شرعك ما بلغك المحلا أي حسبك وأشرعني كذا أي احسبني وكان معناه الكفاية الظاهرة المكشوفة من شرع الدين شرعا إذا أظهره وبينه اه وفي النهاية في حديث علي شرعك ما بلغك المحلا أي حسبك وكافيك وهو مثل يضرب في التبليغ باليسير اه وشرعك بكسر الشين وسكون الراء.
الشعر المأثور عن أمير المؤمنين ع عن الجاحظ في كتابي البيان والتبيين وفضائل بني هاشم والبلاذري في أنساب الأشراف أن عليا أشعر الصحابة وأفصحهم وأخطبهم وأكتبهم، وعن تاريخ البلاذري كان أبو بكر يقول الشعر وعمر يقول الشعر وعثمان يقول الشعر وكان علي أشعر الثلاثة. وعن الشعبي كان أبو بكر شاعرا وعمر شاعرا وعثمان شاعرا وكان علي أشعر الثلاثة. وعن سعيد بن المسيب كان أبو بكر وعمر وعلي يجيدون الشعر وعلي أشعر الثلاثة اه. وقد ذكر له ع في الكتب أشعار كثيرة اشتهرت نسبتها إليه ورواها الثقات ودلت بلاغتها على صحة نسبتها، وقال المرزباني في معجم الشعراء يروى له شعر كثير اه فما يحكى عن المازني وصوبه الزمخشري من أنه لم بصح أنه تكلم بشئ من الشعر غير هذين البيتين:
- تلكم قريش تمناني لتقتلني * فلا وربك ما بروا وما ظفروا - - فان هلكت فرهن ذمتي لهم * بذات ودقين لا يعفو لها أثر - وما يحكى عن يونس النحوي: ما صح عندنا ولا بلغنا أنه قال شعرا إلا هذين البيتين ليس بصواب.
جامعوا ديوانه وقد جمع شعر أمير المؤمنين ع جماعة فجعلوه ديوانا كسائر الدواوين الأول أبو أحمد عبد العزيز بن يحيى الجلودي المتوفي بعد 330 الثاني علي بن أحمد النيسابوري الفنجكردي القريب عصره من عصر السيد الرضي الثالث القطب الكيدري المتوفى بعد سنة 576 جمعه مرتين


[1] أي رأوا الوبال.
[2] أي فعل شئ وذكره في المجالس أزيد مما فعل.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 544
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست