responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 526

وبسنده عن أبي بكر بن أبي شيبة: قتل علي بن أبي طالب سنة 40 من مهاجر رسول الله ص وهو ابن ثلاث وستين سنة قتل يوم الجمعة للحادي والعشرين من شهر رمضان ومات يوم الأحد ودفن بالكوفة اه.
وكانت مدة خلافته خمس سنين الا نحوا من أربعة أشهر أو ثلاثة أشهر لأنه بويع لخمس بقين من ذي الحجة سنة 35 كما مر. وروى الحاكم في المستدرك عن عبد الرحمن بن أبي ليلى أن خلافته كانت خمس سنين الا ثلاثة أشهر ثم روى عن أبي بكر بن أبي شيبة أنه قال ولي علي بن أبي طالب خمس سنين اه وكانه مبني على نوع من التسامح.
نعيه نفسه قبل مقتله قال ابن الأثير في الكامل قيل من غير وجه أن عليا كان يقول ما يمنع أشقاكم أن يخضب هذه من هذه يعني لحيته من دم رأسه.
وقال الحسن بن كثير عن أبيه: خرج علي من الفجر فاقبل الأوز يصحن في وجهه فطردوهن عنه فقال ذروهن فإنهن نوائح، فضربه ابن ملجم في ليلته، وقال الحسن بن علي يوم قتل علي: خرجت البارحة وأبي يصلي في مسجد داره فقال لي يا بني اني بت اوقظ أهلي لأنها ليلة الجمعة فملكتني عيناي فنمت فسنح لي رسول الله ص فقلت يا رسول الله ما ذا لقيت من أمتك من الأود واللدد قال أبو الفرج: والأود العوج واللدد الخصومات فقال لي: ادع عليهم فقلت اللهم أبدلني بهم من هو خير منهم وأبدلهم بي من هو شر مني فجاء ابن الثباج فاذنه بالصلاة فخرج وخرجت خلفه فضربه ابن ملجم فقتله.
وفي تذكرة الخواص عن الشعبي أنشد علي ع قبيل قتله بأيام:
- تلكم قريش تمناني لتقتلني * فلا وربك لا فازوا ولا ظفروا - - فان بقيت فرهن ذمتي لهم * بذات ودقين لا يعفو لها اثر - - وسوف يورثهم فقدي على وجل * ذل الحياة بما خانوا وما غدروا - سبب قتل أمير المؤمنين ع قال الطبري في تاريخه وابن الأثير في الكامل: كان سبب قتله ع أن عبد الرحمن بن ملجم المرادي والبرك بن عبد الله التميمي الصريمي واسمه الحجاج وعمرو بن أبي بكر التميمي السعدي وهم من الخوارج اجتمعوا فتذاكروا أمر الناس وعابوا الولاة ثم ذكروا أهل النهر فترحموا عليهم وقالوا ما نصنع بالبقاء بعدهم فلو شرينا أنفسنا لله وقتلنا أئمة الضلال وأرحنا منهم البلاد فقال ابن ملجم انا أكفيكم عليا وقال البرك بن عبد الله انا أكفيكم معاوية وقال عمرو بن بكر انا أكفيكم عمرو بن العاص فتعاهدوا أن لا ينكص أحدهم عن صاحبه الذي توجه إليه حتى يقتله أو يموت دونه واخذوا سيوفهم فسموها واتعدوا لتسع عشرة أو سبع عشرة من رمضان فاتى ابن ملجم الكوفة فلقي أصحابه بها وكتمهم امره ورأى يوما أصحابا له من تيم الرباب ومعهم امرأة منهم اسمها قطام بنت الأخضر التيمية قتل أبوها واخوها يوم النهر وكانت فائقة الجمال فخطبها فقالت لا أتزوجك الا على ثلاثة آلاف وعبد وقينة وقتل علي فقال اما قتل علي فما أراك ذكرته وأنت تريدينني قالت بل التمس غرته فان أصبته شفيت نفسك ونفسي ونفعك العيش معي وإن قتلت فما عند الله خير من الدنيا وما فيها قال والله ما جاء بي الا قتل علي فلك ما سالت قالت سأطلب لك من يشد ظهرك ويساعدك وبعثت إلى رجل من قومها اسمه وردان فأجابها واتى ابن ملجم رجلا من أشجع اسمه شبيب بن بجرة فقال هل لك في شرف الدنيا والآخرة قال وما ذاك قال قتل علي بن أبي طالب قال شبيب ثكلتك أمك لقد جئت شيئا إدا كيف تقدر على قتله قال اكمن له في المسجد فإذا خرج إلى صلاة الغداة شددنا عليه فقتلناه قال ويحك لو كان غير علي كان أهون قد عرفت سابقته وفضله وبلاءه في الاسلام وما أجدني انشرح لقتله قال أ ما تعلمه قتل أهل النهر العباد الصالحين قال بلى قال فلنقتله بمن قتل من أصحابنا فاجابه فلما كان ليلة الجمعة [1] وهي الليلة التي واعد ابن ملجم فيها أصحابه على قتل علي ومعاوية وعمرو جاءوا قطام وهي في المسجد الأعظم معتكفة فدعت لهم بالحرير وعصبتهم به. وقال المفيد انهم اتوا قطام ليلة الأربعاء. وقال أبو الفرج في مقاتل الطالبيين انهم اتوا قطام بنت الأخضر بن شجنة من تيم الرباب وهي معتكفة في المسجد الأعظم قد ضربت عليها قبة فدعت لهم بحرير فعصبت به صدورهم وتقلدوا سيوفهم ومضوا فجلسوا مما يلي السدة التي كان يخرج منها أمير المؤمنين ع إلى الصلاة. قال المفيد وقد كانوا قبل ذلك ألقوا إلى الأشعث ما في نفوسهم من العزيمة على قتل أمير المؤمنين ع وأوطأهم على ذلك وحضر الأشعث في تلك الليلة لمعونتهم وكان حجر بن عدي في تلك الليلة بائتا في المسجد فسمع الأشعث يقول لابن ملجم النجاء النجاء لحاجتك فقد فضحك الصبح فأحس حجر بما أراد الأشعث فقال قتلته يا أعور وخرج مبادرا ليمضي إلى أمير المؤمنين ع ليخبره الخبر ويحذره من القوم وخالفه أمير المؤمنين ع في الطريق فدخل المسجد قال الطبري وابن الأثير فلما خرج علي نادى الصلاة الصلاة فضربه شبيب بالسيف فوقع سيفه بعضادة الباب أو الطلق وضربه ابن ملجم على قرنه بالسيف وقال الحكم لله لا لك يا علي ولا لأصحابك. وقال أبو الفرج فضربه ابن ملجم فأثبت الضربة في وسط رأسه قال ابن عبد البر: فقال علي فزت ورب الكعبة لا يفوتنكم الرجل. قال المفيد وأبو الفرج: واقبل حجر والناس يقولون قتل أمير المؤمنين وروى أبو الفرج بسنده عن عبد الله بن محمد الأزدي قال إني لأصلي في تلك الليلة في المسجد الأعظم مع رجال من أهل المصر كانوا يصلون في ذلك الشهر من أوله إلى آخره إذ نظرت إلى رجال يصلون قريبا من السدة إذ خرج علي بن أبي طالب ع لصلاة الفجر فاقبل ينادي الصلاة الصلاة فما أدري أ نادى أم رأيت بريق السيوف وقائلا يقول الحكم لله يا علي لا لك ولا لأصحابك وسمعت عليا يقول لا يفوتنكم الرجل. وفي الاستيعاب اختلفوا هل ضربه في الصلاة أو قبل الدخول فيها وهرب القوم نحو أبواب المسجد وتبادر الناس لأخذهم قال أبو الفرج فاما شبيب فاخذه رجل فصرعه وجلس على صدره وأخذ السيف ليقتله به فرأى الناس يقصدون نحوه فخشي أن يعجلوا عليه ولم يسمعوا منه فوثب عن صدره وخلاه وطرح السيف من يده ومضى شبيب هاربا حتى دخل منزله ودخل عليه ابن عم له فرآه يحل الحرير عن صدره فقال له ما هذا لعلك قتلت أمير المؤمنين فأراد أن يقول له لا فقال نعم فمضى ابن عمه واشتمل على سيفه ثم دخل عليه فضربه حتى قتله، قال


[1] هكذا في تاريخ الطبري وكامل ابن الأثير ولعل الصواب ما يأتي عن المفيد ناقلا له عن أبي مخنف أنه ضرب ليلة الأربعاء وقبض ليلة الجمعة وأنه وقع اشتباه بين ليلة الضرب وليلة الوفاة والله أعلم.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 526
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست