responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 522

مالا وقال هذه ارزاقنا اجتمعت فتبعه أهل البصرة يريدون اخذ المال فمنعته قيس ومضى إلى مكة اه. وفي نهج البلاغة: من كتاب له ع إلى بعض عماله ولم يصرح باسم المكتوب إليه والكتاب يتضمن ذما عظيما للمكتوب إليه، ولكن الكشي في رجاله روى بسنده عن الشعبي ان المكتوب إليه هو عبد الله بن عباس لما احتمل بيت مال البصرة وذهب به إلى الحجاز، وذكر الكتاب بطوله وذكره ابن أبي الحديد في شرح النهج أيضا، ومن جملته: فاني أشركتك في أمانتي وجعلتك شعاري وبطانتي ولم يكن في أهلي رجل أوثق منك في نفسي فلما رأيت الزمان على ابن عمك قد كلب قلبت لابن عمك ظهر المجن ففارقته مع المفارقين وخذلته مع الخاذلين وخنته مع الخائنين، فلا ابن عمك آسيت ولا الأمانة أديت، وكأنك انما كنت تكيد هذه الأمة عن دنياهم فلما أمكنتك الشدة في خيانة الأمة أسرعت الكرة واختطفت ما قدرت عليه من أموالهم المصونة لأراملهم وأيتامهم فحملته إلى الحجاز غير متأثم من أخذه كأنك لا أبا لغيرك حدرت إلى أهلك تراثك من أبيك وأمك. فسبحان الله، أ ما تؤمن بالمعاد؟ أ وما تخاف نقاش الحساب أيها المعدود عندنا كان من اولي الألباب؟ ووالله لو أن الحسن والحسين فعلا مثل الذي فعلت ما كانت لهما عندي هوادة. وبعد تصريح الكشي بان المكتوب إليه ابن عباس لا حاجة إلى ما حكاه ابن أبي الحديد عن أصحاب القول الأول من أنهم استدلوا على ذلك بألفاظ من الكتاب كقوله أشركتك في أمانتي الخ ولم يكن في أهلي رجل أوثق منك، وقوله ابن عمك ثلاث مرات، وقوله لا أبا لغيرك وهذه كلمة لا تقال إلا لمثله اما غيره من افناء الناس فكان يقول له لا أبا لك [1] وقوله أيها المعدود عندنا من اولي الألباب، وقوله لو أن الحسن والحسين الدال على أن المكتوب إليه قريب من أن يجري مجراهما عنده. قال الكشي وابن أبي الحديد واللفظ للثاني: فكتب إليه ابن عباس جوابا عن هذا الكتاب: أتاني كتابك تعظم علي ما أصبت من بيت مال البصرة ولعمري ان حقي في بيت المال أكثر مما أخذت. فكتب إليه علي: ان من العجب ان تزين لك نفسك ان لك في بيت مال المسلمين من الحق أكثر مما لرجل واحد من المسلمين وقد بلغني انك اتخذت مكة وطنا وضربت بها عطنا تشتري بها مولدات مكة والمدينة والطائف تختارهن على عينك وتعطي فيهن مال غيرك فارجع هداك الله إلى رشدك وتب إلى ربك واخرج إلى المسلمين من أموالهم فعما قليل تفارق من ألفت وتترك ما جمعت وتغيب في صدع من الأرض غير موسد ولا ممهد قد فارقت الأحباب وسكنت التراب وواجهت الحساب غنيا عما خلفت فقيرا إلى ما قدمت. فكتب إليه ابن عباس انك قد أكثرت علي ووالله لأن القى الله قد احتويت على كنوز الأرض كلها وذهبها وعقيانها ولجينها أحب إلي من ألقاه بدم امرئ مسلم.
قال المؤلف ما ذكره ابن الأثير من أنه واجه أبا الأسود بهذا الكلام البشع يصعب تصديقه فابن عباس كان اعرف بفضل أبي الأسود من كل أحد فكيف يواجهه بهذا الكلام الذي لا يصدر إلا من الأسافل وابن عباس مع فضله وكمال معرفته لا يمكن ان يفوه بمثل هذا مهما كان السبب الداعي إليه والذي يظهر ان ناسب ذلك إليه أراد الحط من مقام أبي الأسود وابن عباس معا لغرض في نفسه وذلك لاخلاصهما في حب علي ع وتشيعهما له. اما ما رواه أصحاب القول الأول من المكاتبة بين أمير المؤمنين ع وابن عباس فان أمكننا تصديقه لم يمكنا تصديق الجواب الأخير منه المشتمل على قول ابن عباس لأن القى الله بكذا أحب إلي من أن القى الله بدم امرئ مسلم فابن عباس مع فضله المشهور كيف يعيب أمير المؤمنين ع بقتل من أمر الله بقتله وقتاله بقوله فقاتلوا التي تبغي وهبه أراد التمويه والاقتداء بمن قال إن عمارا قتله من ألقاه إلينا، أ فتراه كان يجهل ان ذلك مما يعيبه به الناس ويوجب سقوطه من نفوسهم وهو كان شريكا في تلك الدماء فيعيب نفسه قبل ان يعيب غيره وهو ليس بمضطر إلى هذا الجواب كما اضطر من أجاب عن قتل عمار وإن كان قصده بهذا الجواب ابداء عذره أمام الناس فلم يصنع شيئا لأن الناس يعلمون انه جواب فاسد وإنه شريك في تلك الدماء فيزداد بذلك لوما عندهم بدلا عن أن يعذروه ولو قصد ذلك لأقتصر على جوابه الأول ان له حقا في بيت المال فاخذه فلما اجابه علي ع انك أخذت أكثر من حقك كان يمكنه ان يجيب بجواب مموه يدل على أنه ليس أكثر من حقه فيكون أقرب إلى القبول من هذا الجواب الذي يعرف فساده كل أحد، ومن ذلك يتطرق الشك إلى باقي المكاتبة وجواباتها. وحكى ابن أبي الحديد عن الراوندي ان المكتوب إليه هو عبيد الله لا عبد الله ورده بان عبيد الله كان عاملا لعلي على اليمن ولم ينقل عنه انه اخذ مالا ولا فارق طاعة، قال وقد أشكل علي أمر هذا الكتاب فان قلت إنه موضوع على أمير المؤمنين ع خالفت الرواة فإنهم أطبقوا على رواية هذا الكلام عنه، وإن صرفته إلى عبد الله بن عباس صدني عنه ما اعلمه من ملازمته لطاعة أمير المؤمنين ع في حياته وبعد وفاته. وإن صرفته إلى غيره لم أعلم إلى من اصرفه من أهل أمير المؤمنين وهو يشعر بان المخاطب به من أهله وبني عمه اه أقول بعد تصريح الكثير بأنه لأمير المؤمنين ع إلى ابن عباس وظهور مضامينه ظهورا بينا في أنه لا يصلح ان يكون المخاطب به غير ابن عباس لم يبق مجال لتردده.
ويظهر ان أمر مفارقته عليا ع واخذه مال بيت مال البصرة كان مشهورا فقد حكي عن قيس بن سعد بن عبادة انه خطب الجيش الذي أرسله الحسن ع للقاء معاوية عندما تركهم أميرهم عبيد الله بن العباس وذهب إلى معاوية فقال ما معناه: لا يهولنكم ما فعل فان هؤلاء قد خرج أبوهم العباس لحرب رسول الله ص يوم بدر، وابنه عبد الله اخذ مال البصرة وهرب إلى مكة وابنه عبيد الله فعل ما ترون، وقد عيره بذلك ابن الزبير فقال إنه اخذ مال البصرة وترك المسلمين بها يرتضخون النوى ولم يتبرأ ابن عباس من ذلك بل اجابه بأنه كان لنا فيه حق فاخذناه.
وقال ابن أبي الحديد: الأكثرون على القول الأول، وقال آخرون وهم الأقلون هذا لم يكن ولا فارق عبد الله بن عباس عليا ع ولا باينه ولا خالفه ولم يزل أميرا على البصرة إلى أن قتل علي ع. ثم قال: وهذا عندي هو الأمثل والأصوب اه. وقال العلامة في الخلاصة: كان محبا لعلي ع أشهر من أن يخفى، وقد ذكر الكشي أحاديث تتضمن قدحا فيه وهو أجل من ذلك اه ومن جملة تلك الأحاديث حديث مفارقته عليا ع واخذه مال بيت مال البصرة المتقدم والحديث الآتي من كتاب أمير المؤمنين إليه في ذلك وجوابه.
وقال الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة: جملة ما ذكره الكشي من الطعن فيه خمسة أحاديث كلها ضعيفة السند. وقال السيد ابن طاوس:


[1] في كتاب الكشي لا أبا لك ولعله من سبق القلم أو تحريف النساخ فأمير المؤمنين عليه السلام أجل من أن يقول ذلك لعمه وابن عمه.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 522
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست