responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 513

تتعلم منها قال ويحك أ تأمرني ان أحرق علما مثل هذا والله ما سمعت بعلم هو أجمع منه ولا احكم فقال إن كنت تعجب من علمه وقضائه فعلا م تقاتله ثم قال لجلسائه انا لا نقول هذه من كتب علي بن أبي طالب بل من كتب أبي بكر كانت عند والده فلم تزل تلك الكتب في خزائن بني أمية حتى ولي عمر بن عبد العزيز فهو الذي أظهر انها من أحاديث علي بن أبي طالب وكلامه. وبعث محمد بن أبي بكر إلى المعتزلين اما ان تدخلوا في طاعتنا وان تخرجوا عنا فأجابوه لا نفعل وطلبوا المهلة فابى عليهم فامتنعوا وكانت وقعة صفين وهم هائبون لمحمد فلما رجع علي عن معاوية وصار الامر إلى التحكيم طمعوا في محمد فبعث إليهم محمد بن الحارث الجعفي فقاتلهم فقاتلوه وقتلوه فبعث إليهم آخر فقتلوه.
ارسال الأشتر واليا على مصر وقتله فلما بلغ أمير المؤمنين ع اضطراب أمر مصر على محمد قال لا يصلح لمصر إلا قيس أو الأشتر وكان الأشتر بعد صفين قد عاد إلى عمله بالجزيرة وقال علي لقيس أقم عندي على شرطتي حتى تنقضي الحكومة ثم تسير إلى أذربيجان وأرسل إلى الأشتر وهو بنصيبين فاستدعاه وولاه مصر وكتب له عهدا مشهورا مذكورا في نهج البلاغة فيه من ضروب السياسة وآداب الحكام والولاة وغير ذلك كنز ثمين، وبلغ محمدا عزله بالأشتر فاستاء لذلك فكتب إليه أمير المؤمنين ع: بلغني موجدتك من تسريح الأشتر إلى عملك واني لم افعل ذلك استبطاء لك في الجهد ولا ازديادا لك في الجد، ولو نزعت ما تحت يدك من سلطانك لوليتك ما هو أيسر عليك مؤونة واعجب إليك ولاية. فبعث معاوية إلى المقدم على أهل الخراج بالقلزم ان يسم الأشتر وتكفل له باسقاط الخراج عنه ما داما حيين فسمه في شربة من عسل وهو صائم وجعل معاوية يقول لأهل الشام ان عليا قد وجه الأشتر إلى مصر فادعوا عليه فدعوا عليه كل يوم فلما بلغه الذي سقاه السم موته خطب أهل الشام فقال لهم قد استجاب الله دعاءكم وقال كانت لعلي يمينان قطعت إحداهما بصفين يعني عمار بن ياسر وقطعت الأخرى اليوم يعني الأشتر، وقال إن لله جنودا من عسل، ولما بلغ عليا قتله قال إنا لله وإنا إليه راجعون، مالك وما مالك وهل موجود مثل ذلك، لو كان من حديد لكان فندا أو من حجر لكان صلدا على مثله فلتبك البواكي.
فتح عمرو بن العاص مصر وقتل محمد بن أبي بكر ثم إن عمرو بن العاص سار إلى مصر في ستة آلاف فكتب محمد بن أبي بكر إلى أمير المؤمنين ع يستصرخه فندب الناس إلى نصرته فما اجتمع له الا ألفان بعد شهر مع مالك بن كعب فسار بهم خمس ليال فبلغهم قتل محمد وفتح مصر فرجعوا، ولما قتل محمد بن أبي بكر وضعوه في جيفة حمار واحرقوه بالنار، وهكذا يكون لؤم الغلبة. وقدم على أمير المؤمنين عينه بالشام فأخبره بسرورهم بقتل محمد فقال اما ان حزننا عليه بقدر سرورهم به لا بل يزيد اضعافا فعند الله نحتسبه اما والله إن كان كلما علمت لممن ينتظر القضاء ويعمل للجزاء ويبغض شكل الفاجر ويحب هدي المؤمن، وكان ذلك سنة 38، وكتب أمير المؤمنين إلى ابن عباس وهو على البصرة يخبره بفتح مصر وقتل محمد فاجابه ابن عباس عن كتابه ثم قدم عليه إلى الكوفة يعزيه بمحمد وكان محمد ربيب أمير المؤمنين تزوج امه أسماء بنت عميس بعد وفاة زوجها أبي بكر وكان قبل أبي بكر عند جعفر بن أبي طالب وكانت كابنها محمد من خيار شيعة أمير المؤمنين ع. وقال ابن أبي الحديد في شرح النهج ج 2 ص 575 في شرح قول أمير المؤمنين ع والله ما معاوية بأدهى مني ولكنه يغدر ويفجر الخ عند ذكر الأمور التي ينسب إليه فيها من لا يعرف حقيقته ضعف الرأي ما مثاله: ومنها تعلقهم بتولية أمير المؤمنين ع محمد بن أبي بكر مصر وعزله قيس بن سعد عنها حتى قتل محمد بها واستولى معاوية عليها والجواب ان يقال: إنه ليس يمكن ان يقال إن محمدا لم يك باهل لولاية مصر لأنه كان شجاعا زاهدا فاضلا صحيح العقل والرأي وممن لا يتهم ولا يرتاب بنصحه وهو ربيبه وخريجه ثم كان المصريون على غاية المحبة له والايثار لولايته ولما حاصروا عثمان وطالبوه بعزل عبد الله بن سعد بن أبي سرح عنهم اقترحوا تأمير محمد بن أبي بكر على مصر لما ظهر من ميل المصريين إليه وايثارهم له واستحقاقه لذلك بتكامل خصال الفضل فيه فكان الظن قويا باتفاق الرعية على طاعته وانقيادهم إلى نصرته واجتماعهم على محبته فكان من امره ما كان وليس ذلك بعيب على أمير المؤمنين ع فان الأمور انما يعتمدها الامام على حسب ما يظن فيها من المصلحة ولا يعلم الغيب الا الله وقد ولى رسول الله ص جعفرا وزيدا وعبد الله بن رواحة يوم مؤتة فقتلوا وهزم الجيش وعاد من عاد منهم إلى المدينة بأسوأ حال فهل لاحد ان يعيب رسول الله ص بذلك ويطعن في تدبيره اه.
ارسال معاوية عبد الله بن الحضرمي إلى البصرة لالقاء الفتنة قال ابن الأثير: في سنة 38 بعد مقتل محمد بن أبي بكر ارسل معاوية عبد الله بن الحضرمي إلى البصرة لايقاع الفتنة والفساد لعلمه ان جل أهلها عثمانية وانهم حنقون لما أصابهم يوم الجمل وكان ابن عباس أميرهم قد ذهب إلى الكوفة ليعزي أمير المؤمنين ع عن محمد بن أبي بكر واستخلف على البصرة زياد بن أبيه فنزل ابن الحضرمي في بني تميم فاتاه العثمانية وغيرهم فخطبهم ودعاهم إلى الطلب بدم عثمان فقام الضحاك بن قيس الهلالي وكان على شرطة ابن عباس فقال قبح الله ما جئتنا به أتيتنا والله بمثل ما أتانا به طلحة والزبير اتيانا وقد بايعنا عليا واستقامت أمورنا فحملانا على الفرقة ونحن الآن مجتمعون على بيعته وقد أقال العثرة وعفا عن المسئ أفتأمرنا ان ننتضي أسيافنا يضرب بعضنا بعضا ليكون معاوية أميرا والله ليوم من أيام علي خير من معاوية وآل معاوية فرد عليه عبد الله بن حازم السلمي وأجاب إلى ما دعا إليه الضحاك وقال له اقرأ كتاب معاوية فقرأه وفيه الدعوة إلى الطلب بدم عثمان ووعده بأنه يعطيهم عطائين في السنة ترغيبا لهم في المال فقال الأحنف لا ناقتي في هذا ولا جملي واعتزل، وقام عمر بن مرجوم العبدي فدعا إلى لزوم الطاعة وعدم نكث البيعة وخالفه عباس بن صحار العبدي وكان مخالفا لقومه في حب على ع فأجاب إلى نصرة ابن الحضرمي فرد عليه المثنى بن مخرمة العبدي فخاف زياد فاستجار بحضين بن المنذر ومالك بن مسمع فقال حضين نعم وقال مالك وكان مائلا إلى بني أمية استشير وانظر، فلما رأى زياد تثاقل مالك خاف ان تختلف عليه ربيعة فاستجار بصبرة بن شيمان الحداني فنقل بيت المال إلى داره، وكتب زياد إلى أمير المؤمنين ع بالخبر فأرسل إليه أعين بن ضبيعة المجاشعي ثم التميمي ليفرق قومه عن ابن الحضرمي فان امتنعوا قاتل بمن أطاعه من عصاه، فاتى قومه ونهض إلى ابن الحضرمي بمن معه ودعاهم فشتموه وواقفهم نهاره ثم انصرف فدخل عليه قوم قيل إنهم من الخوارج

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 513
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست