responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 511

- واعط الحق شامهم وخذه * فان اليوم في مهل كامس - - وان غدا يجئ بما عليه * يدور الامر من سعد ونحس - - ولا يخدعك عمرو ان عمرا * عدو الله مطلع كل شمس - - له خدع يحار العقل فيها * مموهة مزخرفة بلبس - - فلا تجعل معاوية بن حرب * كشيخ في الحوادث غير نكس - - هداه الله للاسلام فردا * سوى عرس النبي وأي عرس - فقال أبو موسى ما ينبغي لقوم اتهموني ان يرسلوني لأدفع عنهم باطلا أو اجر إليهم حقا. ثم إنهم خلوا بين الحكمين فكان رأي أبي موسى في عبد الله بن عمر وكان يقول والله ان استطعت لأحيين سنة عمر. وأبطأت الاخبار على معاوية فبعث إلى رجال من قريش من الذين كرهوا ان يعينوه في حربه فاتوه منهم عبد الله بن الزبير وأتاه المغيرة بن شعبة وكان مقيما بالطائف لم يشهد صفين فقال يا مغيرة ما ترى قال لو وسعني ان أنصرك لنصرتك ولكن علي ان آتيك بأمر الرجلين فركب حتى اتى دومة الجندل فدخل على أبي موسى كأنه زائر فقال يا أبا موسى ما تقول فيمن اعتزل هذه الحرب قال أولئك خيار الناس ثم اتى عمرا فقال ما تقول فيمن اعتزل هذه الحرب قال عمرو أولئك شرار الناس ولم يعرفوا حقا ولم ينكروا باطلا فرجع إلى معاوية فقال له قد ذقت الرجلين اما عبد الله بن قيس فخالع صاحبه وجاعلها لرجل لم يشهد هذا الامر وهواه في عبد الله بن عمر واما عمرو فهو صاحبك الذي تعرف.
واقبل أبو موسى إلى عمرو فقال هل لك في أمر هو للأمة صلاح ولصلحاء الناس رضا نولي هذا الامر إلى عبد الله بن عمر بن الخطاب الذي لم يدخل في شئ من هذه الفتنة وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن الزبير قريبان يسمعان هذا الكلام فقال عمرو فأين أنت من معاوية فابى عليه أبو موسى وشهدهم عبد الله بن هشام وعبد الرحمن بن عبد يغوث وأبو الجهم بن حذيفة العدوي والمغيرة بن شعبة فقال عمرو أ لست تعلم أن عثمان قتل مظلوما قال بلى قال اشهدوا فما يمنعك يا أبا موسى من معاوية ولي عثمان وبيته في قريش ما قد علمت فان خشيت أن يقول الناس ولى معاوية وليست له سابقة فان لك بذلك حجة تقول اني وجدته ولي عثمان الخليفة المظلوم الطالب بدمه الحسن السياسة الحسن التدبير وهو أخو أم حبيبة أم المؤمنين واحد الصحابة ثم عرض له بالسلطان فقال إن هو ولى هذا الامر أكرمك كرامة لم يكرمك أحد قط مثلها فقال أبو موسى اتق الله يا عمرو اما ذكرك شرف معاوية فان هذا الامر ليس على الشرف يولاه أهله ولو كان على الشرف لكان أحق الناس به أبرهة بن الصباح انما هو لأهل الدين والفضل مع اني لو كنت اعطيه أفضل قريش شرفا أعطيته علي بن أبي طالب واما قولك ان معاوية ولي عثمان فاني لم أكن أوليه معاوية وأدع المهاجرين الأولين واما تعريضك بالسلطان فوالله لو خرج لي من سلطانه ما وليته ولا كنت لأرتشي في الله ولكنك ان شئت احيينا سنة عمر بن الخطاب أو اسم عمر بن الخطاب قال إن كنت تريد ان تبايع ابن عمر فما يمنعك من ابني وأنت تعرف فضله وصلاحه قال إن ابنك رجل صدق لكنك قد غمسته في هذه الفتنة فان شئت ولينا هذا الامر الطيب عبد الله بن عمر بن الخطاب قال عمرو ان هذا الامر لا يصلح له الا رجل ضرس يأكل ويطعم وان عبد الله ليس هناك وكان في أبي موسى غفلة فقال عبد الله بن الزبير لابن عمر اذهب إلى عمرو بن العاص فارشه فقال ابن عمر لا والله ما أرشوا عليها ابدا ما عشت ولكنه قال ويلك يا ابن العاص ان العرب قد أسندت إليك امرها بعد ما تقارعت بالسيوف وتشاجرت بالرماح فلا تردهم في فتنة واتق الله وكان عمرو وأبو موسى حيث التقيا بدومة الجندل اخذ عمرو يقدم أبا موسى في الكلام ويقول انك قد صحبت رسول الله ص قبلي وأنت أكبر مني فتكلم ثم أتكلم وجعل يقدمه في كل شئ يغتره بذلك ليقدمه فيبدأ بخلع علي فلما اراده عمرو على معاوية فابى واراده على ابنه فابى واراده أبو موسى على عبد الله بن عمر فابى قال عمرو اخبرني يا أبا موسى ما رأيك قال رأيي ان اخلع هذين الرجلين عليا ومعاوية ثم نجعل هذا الامر شورى بين المسلمين يختارون لأنفسهم من شاؤوا فقال له عمرو الرأي ما رأيت فاقبلا إلى الناس وهم مجتمعون فتكلم أبو موسى فحمد الله وأثنى عليه فقال إن رأيي ورأي عمرو قد اتفق على أمر نرجو ان يصلح الله به أمر هذه الأمة قال عمرو صدق ثم قال يا أبا موسى تقدم فتكلم فتقدم أبو موسى ليتكلم فدعاه ابن عباس فقال ويحك والله اني لأظنه قد خدعك ان كنتما قد اتفقتما على أمر فقدمه قبلك فيتكلم بذلك الامر قبلك ثم تكلم أنت بعده فان عمرا رجل غدار ولا آمن ان يكون قد أعطاك الرضا فيما بينك وبينه فإذا قمت به في الناس خالفك وكان أبو موسى رجلا مغفلا فقال انا قد اتفقنا فتقدم أبو موسى ثم قال يا أيها الناس انا قد نظرنا في أمر هذه الأمة وقد أجمع رأيي ورأي صاحبي على خلع علي ومعاوية ونستقبل هذا الامر فيكون شورى بين المسلمين فيولون أمورهم من أحبوا واني قد خلعت عليا ومعاوية فاستقبلوا امركم وولوا من رأيتم لها أهلا ثم تنحى فقعد وقام عمرو بن العاص مقامه فقال إن هذا قال ما قد سمعتم وخلع صاحبه وانا اخلع صاحبه كما خلعه وأثبت صاحبي معاوية فإنه ولي عثمان والطالب بدمه وأحق الناس بمقامه فقال له أبو موسى ما لك لا وفقك الله قد غدرت وفجرت وانما مثلك مثل الكلب ان تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث فقال عمرو انما مثلك مثل الحمار يحمل أسفارا. ولنعم ما قال الأستاذ عباس محمود العقاد في كتابه عبقرية الامام: كلب وحمار فيما حكما به على نفسيهما غاضبين وهما يقضيان على العالم باسره ليرضى بما قضياه وانتهت المأساة بهذه المهزلة أو انتهت المهزلة بهذه المأساة اه وحمل شريح بن هاني على عمرو فقنعه بالسوط وحمل على شريح ابن لعمرو فضربه بالسوط وقام الناس فحجزوا بينهم فكان شريح يقول ما ندمت على شئ ندامتي على أن لا أكون ضربته بالسيف بدل السوط اتى الدهر بما اتى والتمس أصحاب علي أبا موسى فركب ناقته فلحق بمكة فكان ابن عباس يقول قبح الله أبا موسى حذرته وأمرته بالرأي فما عقل وكان أبو موسى يقول قد حذرني ابن عباس غدرة الفاسق ولكن اطمأننت إليه وظننت انه لن يؤثر شيئا على نصيحة الأمة وقام سعيد بن قيس فقال والله لو اجتمعتما على الهدى ما زدنا على ما نحن الآن عليه وما ضلالكما بلازمنا وانا اليوم لعلى ما كنا عليه أمس وتكلم الناس غير الأشعث بن قيس ولما فعل عمرو ما فعل واختلط الناس رجع إلى منزله وجهز راكبا إلى معاوية يخبره بالامر من أوله إلى آخره ثم انصرف عمرو وأهل الشام إلى معاوية فسلموا عليه بالخلافة ورجع ابن عباس وشريح ومن معهما إلى علي وقال ابن عم لأبي موسى:
- أبا موسى بليت فكنت شيخا * قريب القعر مدهوش الجنان - - رمى عمرو صفاتك يا ابن قيس * بأمر لا تنوء به اليدان - - وقد كنا نجمجم عن ظنون * فصرحت الظنون عن العيان - - فعض الكف من ندم وما ذا * يرد عليك عضك بالبنان -

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 511
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست