responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 503

- تركا العيان وفي العيان كفاية * لو كان ينفع صاحبيه عيان - قال نصر: كان فارس أهل الكوفة الذي لا ينازع العكبر بن جدير الأسدي وفارس أهل الشام الذي لا ينازع عوف بن مجزاة المرادي المكنى أبا أحمر، وهو أبو الذي استنقذ الحجاج بن يوسف يوم صرع في المسجد بمكة، وكان العكبر له عبادة ولسان لا يطاق، فقام إلى علي ع وقال يا أمير المؤمنين إن في أيدينا عهدا من الله لا نحتاج فيه إلى الناس وقد ظننا باهل الشام الصبر وظنوا بنا فصبرنا وصبروا وقد عجبت من صبر أهل الدنيا لأهل الآخرة ثم قرأت آية من كتاب الله فعلمت أنهم مفتونون: ألم أ حسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون الآية فاثنى عليه علي خيرا وقال له خيرا. وخرج الناس إلى مصافهم وخرج المرادي نادرا من الناس وكذلك كان يصنع وقد كان قتل قيل ذلك نفرا مبارزة فنادى يا أهل العراق هل من رجل عصاه سيفه يبارزني ولا أغركم من نفسي فانا فارس رؤوف فصاح الناس بالعكبر فخرج إليه منقطعا من أصحابه والناس وقوف والمرادي يقول:
- بالشام أمن ليس فيه خوف * بالشام عدل ليس فيه حيف - - أنا المرادي ورهطي روف * أنا ابن مجزاة واسمي عوف - - هل من عراقي عصاه سيف * يبرز لي وكيف لي وكيف - فبرز إليه العكبر وهو يقول:
- الشام محل والعراق تمطر * بها الامام والامام معذر - - أنا العراقي واسمي العكبر * ابن جدير وأبوه المنذر - - ادن فاني للكمي مصحر - فاطعنا فصرعه العكبر فقتله ومعاوية على التل في جماعة فوجه العكبر فرسه فملأ فروجه ركضا يضربه بالسوط مسرعا نحو التل فنظر إليه معاوية فقال إن هذا الرجل مغلوب على عقله أو مستأمن اسألوه فاتاه رجل وهو في حمو فرسه فناداه فلم يجبه فمضى حتى انتهى إلى معاوية وجعل يطعن في أعراض الخيل ورجا المعكبر أن يفردوا له معاوية فقتل رجالا وقام القوم دون معاوية بالسيوف والرماح فلما لم يصل إليه نادى أولى لك يا ابن هند وأنا الغلام الأسدي ورجع إلى علي فقال له ما دعاك إلى ما صنعت يا عكبر؟
قال: أردت غرة ابن هند وكان شاعرا فقال:
- قتلت المرادي الذي جاء باغيا * ينادي وقد ثار العجاج نزال - - يقول أنا عوف بن مجزاة والمنى * لقاء ابن مجزاة بيوم قتال - - فقلت له لما علا القوم صوته * بليت بمشبوح اليدين طوال - - فأوجرته في معظم النقع صعدة * ملأت بها رعبا قلوب رجال - - وقدمت مهري راكضا نحو صفهم * أعرقه في جريه بشمالي - - أريد به التل الذي فوق رأسه * معاوية الجاني لكل خبال - - فلما رأوني أصدق الطعن فيهم * جلا عنهم رجم الغيوب فعالي - - فقام رجال دونه بسيوفهم * وقام رجال دونه بعوالي - - فلو نلته نلت التي ليس بعدها * من الأمر شئ غير قيل وقال - - ولو مت في نيل المنى ألف ميتة * لقلت إذا ما مت لست أبالي - وانكسر أهل الشام لقتل المرادي وهدر معاوية دم العكبر فقال العكبر يد الله فوق يد معاوية فأين دفاع الله عن المؤمنين. قال نصر: وكانت طلائع أهل الشام وأهل العراق يلتقون فيما بين ذلك ويتناشدون الأشعار ويفخر بعضهم على بعض ويحدث بعضهم بعضا على أمان، فالتقوا يوما وفيهم النجاشي فتذاكروا رجراجة علي وخضرية معاوية فالأولى أربعة آلاف مجفف من همدان مع سعيد بن قيس الهمداني عليهم البيض والسلاح والدروع والرجراجة الكتيبة التي تموج من كثرتها أو تمخض في سيرها ولا تكاد تسير لكثرتها والثانية أربعة آلاف مع عبيد الله بن عمر عليهم ثياب خضر أو معلمون بالخضرة وتسمى الرقطاء أيضا كما مر، فافتخر كل قوم بكتيبتهم وقالوا في ذلك الاشعار. قال نصر: وجزع أهل الشام على قتلاهم جزعا شديدا فقال معاوية بن خديج: يا أهل الشام قبح الله ملكا يملكه المرء بعد حوشب وذي الكلاع، فقال معاوية: يا أهل الشام ما جعلكم الله أحق بالجزع على قتلاكم من أهل العراق على قتلاهم، فوالله ما ذو الكلاع فيكم بأعظم من عمار بن ياسر فيهم، ولا حوشب فيكم بأعظم من هاشم فيهم، وما عبيد الله بن عمر فيكم بأعظم من ابن بديل فيهم، وما الرجال إلا أشباه، فابشروا فان الله قد قتل من القوم عمار بن ياسر وهو فتاهم، وهاشما وكان جمرتهم، وابن بديل وهو فاعل الأفاعيل وبقي الأشعث والأشتر وعدي بن حاتم، فاما الأشعث فإنما حمى عنه مصره وأما الأشتر وعدي فغضبا للفتنة والله قاتلهما غدا، فقال ابن خديج: إن يكن الرجال عندك أشباها فليست عندنا كذلك وغضب ابن خديج. وروى نصر عن عمر بن سعد عن عبد الرحمن بن عبد الله أن عبد الله بن كعب قتل يوم صفين فمر به الأسود بن قيس باخر رمق فقال عز علي والله مصرعك أما والله لو شهدتك لآسيتك ولدافعت عنك ولو أعرف الذي أشعرك [1] لأحببت أن لا يزايلني حتى اقتله أو يلحقني بك ثم نزل إليه فقال والله إن كان جارك ليأمن بوائقك وإن كنت لمن الذاكرين الله كثيرا أوصني رحمك الله قال أوصيك بتقوى الله وأن تناصح أمير المؤمنين وأن تقاتل معه المحلين حتى يظهر الحق أو تلحق بالله وأبلغه عني السلام وقل له قاتل على المعركة حتى تجعلها خلف ظهرك فإنه من أصبح والمعركة خلف ظهره كان الغالب، ثم لم يلبث أن مات فاقبل الأسود إلى علي فأخبره فقال رحمه الله جاهد معنا عدونا في الحياة و نصح لنا في الوفاة. وروى نصر أن معاوية جمع كل قرشي بالشام فقال: العجب يا معشر قريش أنه ليس لأحد منكم في هذه الحرب فعال يطول به لسانه ما عدا عمرا فما بالكم أين حمية قريش؟ فغضب الوليد بن عقبة وقال: وأي فعال تريد؟ والله ما نعرف في أكفائنا من قريش العراق من يغني عنا باللسان ولا باليد، فقال معاوية: بل إن أولئك وقوا عليا بأنفسهم، قال الوليد: كلا بل وقاهم علي بنفسه، قال ويحكم أ ما منكم من يقوم لقرنه منهم مبارزة أو مفاخرة فقال مروان أما البراز فان عليا لا يأذن لحسن ولا لحسين ولا لمحمد بنيه فيه ولا لابن عباس واخوته ويصلى بالحرب دونهم فلأيهم نبارز؟ وأما المفاخرة فبما ذا نفاخرهم أ بالاسلام أم بالجاهلية؟ فإن كان بالاسلام فالفخر لهم بالنبوة، وإن كان بالجاهلية فالملك فيه لليمن فان قلنا قريش قالت العرب فأقروا لبني عبد المطلب.
ما جرى بين عتبة بن أبي سفيان وجعدة بن هبيرة فقال عتبة بن أبي سفيان ألهوا عن هذا فاني لاق بالغداة جعدة بن هبيرة فقال معاوية بخ بخ قومه بنو مخزوم وأمه أم هاني بنت أبي طالب وأبوه هبيرة بن أبي وهب كفو كريم ونابذ معاوية الوليد بن عقبة فاغلظ له الوليد


[1] كأنه من أشعر البدنة إذا جرحها في سنامها.

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 503
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست