responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 484

على رأس معاوية ودخل معاوية الخباء فنزل الرجل عن فرسه ودخل عليه فخرج معاوية من الخباء وطلع الرجل في اثره فخرج معاوية وهو يقول:
- أقول لها وقد طارت شعاعا * من الابطال ويحك لا تراعي - - فإنك لو سالت خلاء يوم * على الأجل الذي لك لم تطاعي - فأحاط به الناس فقال معاوية ويحكم أن السيوف لم يؤذن لها في هذا ولولا ذلك لم يصل إليكم عليكم بالحجارة فرضخوه بالحجارة حتى همد الرجل ثم عاد معاوية إلى مجلسه وهو يقول هذا كما قال الأول:
- أخو الحرب إن عضبت به الحرب عضها * وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا - وحمل رجل من أهل العراق يدعى أبا أيوب على صف أهل الشام ثم رجع فوافق رجلا صادرا كان قد حمل على صف أهل العراق ثم رجع فاختلفا ضربتين فنفحه أبو أيوب فأبان عنقه فثبت رأسه على جسده كما هو حتى إذا دخل في صف أهل الشام وقع ميتا وندر رأسه فقال علي ع والله لأنا من ثبات رأس الرجل أشد تعجبا مني لضربته وإن كان إليها ينتهي وصف الواصف وغدا أبو أيوب إلى القتال فقال له علي ع أنت والله كما قال القائل:
- وعلمنا الضرب آباؤنا * فسوف نعلم أيضا بنينا - تبارز الأخوين وخرج رجل من أهل الشام يطلب المبارزة فخرج إليه رجل من أهل العراق فاقتتلا بين الصفين قتالا شديدا ثم أن العراقي اعتنقه فوقعا جميعا بين قوائم فرسيهما فجلس على صدره وكشف المغفر عنه يريد ذبحه فإذا هو اخوه لأبيه فصاح به أصحاب علي اجهز عليه قال إنه أخي قالوا فاتركه قال لا حتى يأذن لي أمير المؤمنين فأرسل إليه دعه فتركه.
مقتل حريث مولى معاوية وكان فارس معاوية الذي يعده لكل مبارز ولكل عظيم حريث مولاه وكان يلبس سلاح معاوية متشبها به فإذا قاتل قال الناس ذاك معاوية وإن معاوية دعاه فقال يا حريث اتق عليا وضع رمحك حيث شئت فقال له عمرو بن العاص انك لو كنت قرشيا لأحب معاوية أن تقتل عليا ولكن كره أن يكون لك حظها فان رأيت فرصة فاقحم وخرج علي أمام الخيل وحمل عليه حريث وكان شديدا ذا باس فنادى يا علي هل لك في المبارزة فاقدم أبا حسن إذا شئت فاقبل علي وهو يقول:
- أنا علي وابن عبد المطلب * نحن لعمر الله أولي بالكتب - - منا النبي المصطفى غير كذب * أهل اللواء والمقام والحجب - - نحن نصرناه على جل العرب * يا أيها العبد الغرير المنتدب - - أثبت لنا يا أيها الكلب الكلب - ثم ضربه علي فقتله فجزع عليه معاوية جزعا شديدا وعاتب عمرا وقال معاوية:
- حريث أ لم تعلم وجهلك ضائر * بان عليا للفوارس قاهر - - وإن عليا لم يبارزه فارس * من الناس لا أقصدته الأظافر - - امرتك أمرا حازما فعصيتني * فجدك إذ لم تقبل النصح عاثر - - ودلاك عمرو والحوادث جمة * غرورا وما جرت عليك المقادر - - وظن حريث أن عمرا نصيحه * وقد يهلك الإنسان من لا يحاذر - فلما قتل علي حريثا برز عمرو بن حصين السكسكي فنادى يا أبا حسن هلم إلى المبارزة وحمل على علي ع فبادره إليه سعيد بن قيس الهمداني ففلق صلبه فقال علي ع في ذلك اليوم:
- دعوت فلباني من القوم عصبة * فوارس من همدان غير لئام - - فوارس من همدان ليسوا بعزل * غداة الوغى من شاكر وشبام - - وكل رديني وعضب تخاله * إذا اختلف الأقوام شعل ضرام - - لهمدان أخلاق ودين يزينهم * وبأس إذا لاقوا وجد خصام - - وجد وصدق في الحروب ونجدة * وقول إذا قالوا بغير اثام - - متى تأتهم في دارهم تستضيفهم * تبت ناعما في خدمة وطعام - - جزى الله همدان الجنان فإنها * سمام العدى في كل يوم سمام - - فلو كنت بوابا على باب جنة * لقلت لهمدان ادخلوا بسلام - وخرج رجل من عك يسال المبارزة فخرج إليه قيس بن فهدان الكندي فطعن العكي فقتله فقال قيس:
- لقد علمت عك بصفين اننا * إذا ما نلاقي الخيل نطعنها شزرا - - ونحمل رايات القتال بحقها * ونوردها بيضا ونصدرها حمرا - وحمل عبد الله بن الطفيل البكائي على صفوف أهل الشام فلما انصرف حمل عليه رجل من بني تميم يقال له قيس بن فهد الحنظلي اليربوعي وهو ممن لحق بمعاوية من أهل العراق فوضع الرمح بين كتفي عبد الله فاعترضه يزيد بن معاوية البكائي ابن عم عبد الله بن الطفيل فوضع الرمح بين كتفي التميمي وقال والله لئن طعنته لأطعننك قال عليك عهد الله لئن رفعت السنان عن ظهر صاحبك لترفعنه عني قال نعم لك العهد والميثاق بذلك فرفع السنان عن عبد الله بن الطفيل ورفع يزيد الرمح عن التميمي فوقف التميمي فقال من أنت قال أحد بني عامر قال جعلني الله فداكم أينما لقيناكم وجدناكم كراما والله إني لآخر أحد عشر رجلا من بني تميم قتلتموهم اليوم فلما تراجع الناس عن صفين عتب يزيد على عبد الله بن الطفيل في بعض ما يعتب الرجل على ابن عمه فقال يزيد:
- أ لم ترني حاميت عنك مناصحا * بصفين إذ خلاك كل حميم - - ونهنهت عنك الحنظلي وقد اتى * على سابح ذي ميعة وهزيم - واقتتل الناس قتالا شديدا فعبئت لطئ جموع أهل الشام فجاءهم حمزة بن مالك فقال من أنتم لله أبوكم فقال عبد الله بن خليفة الطائي نحن طئ السهل وطئ الجبل الممنوع بالنحل ونحن حماة الجبلين ما بين العذيب إلى العين نحن طئ الرماح وطئ البطاح وفرسان الصباح فقال له بخ بخ ما أحسن ثناءك على قومك. ثم إن النخع قاتلوا قتالا شديدا فأصيب منهم جماعة.
تهمة خالد بن المعمر وقال ناس لعلي ع انا لا نرى خالد بن المعمر السدوسي الا كاتب معاوية فبعث إليه وإلى رجال من أشرافهم فقال يا معشر ربيعة أنتم أنصاري ومجيبو دعوتي ومن أوثق حي في العرب في نفسي وقد بلغني أن معاوية كاتب صاحبكم خالد بن المعمر ثم قال له يا خالد إن كان ما بلغني عنك حقا فاني أشهد الله ومن حضرني من المسلمين انك آمن حتى تلحق

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 484
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست