responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 482

- يا لك يوما كاسفا عصبصبا * يا لك يوما لا يواري كوكبا - - يا أيها الحي الذي تذبذبا * لست أخاف ذا ظليم حوشبا - - لأن فينا بطلا مجربا * ابن بديل كالهزبر مغضبا - - امسى علي عندنا محببا * نفديه بالام ولا نبقي أبا - فطعن حوشبا فقتله.
مقتل عبد الله بن بديل الخزاعي قال الشعبي: كان عبد الله بن بديل الخزاعي مع علي ع يومئذ وعليه سيفان ودرعان فجعل يضرب الناس بسيفه قدما وهو يقول:
- لم يبق غير الصبر والتوكل * واخذك الترس وسيفا مصقل - - ثم التمشي في الرعيل الأول، مشي الجمال في حياض المنهل - - والله يقضي ما يشأ ويفعل - فلم يزل يضرب بسيفه حتى انتهى إلى معاوية فازاله عن موقفه. قال نصر: قاتلهم عبد الله بن بديل في الميمنة حتى انتهى إلى معاوية مع الذين بايعوه على الموت فاقبلوا إلى معاوية فأمرهم ان يصمدوا لعبد الله بن بديل في الميمنة وبعث معاوية إلى حبيب بن مسلمة في الميسرة فحمل عليهم بمن كان معه على ميمنة علي فهزمهم وكشف أهل العراق ميلا من قبل الميمنة حتى لم يبق مع ابن بديل إلا نحو من مائة مع القراء واستند بعضهم إلى بعض وانجفل الناس عليهم فامر علي سهل بن حنيف فاستقدم فيمن كان مع علي من أهل المدينة فاستقبلهم جموع أهل الشام في خيل عظيمة فحملوا عليهم والحقوهم بالميمنة وكانت الميمنة متصلة إلى موقف علي في القلب في أهل اليمن فلما انكشفوا انتهت الهزيمة إلى علي فاقبل يمشي نحو الميسرة فانكشفت عنه مضر من الميسرة وثبتت ربيعة. وجعل عبد الله بن بديل ينادي يا لثارات عثمان يعني أخا له قد قتل وظن معاوية وأصحابه أنه يعني عثمان بن عفان ومع معاوية عبد الله بن عامر واقفا فاقبل أصحاب معاوية على عبد الله بن بديل يرضخونه بالصخر حتى اثخنوه وقتل الرجل واقبل إليه معاوية وعبد الله بن عامر فاما عبد الله بن عامر فالقى عمامته على وجهه وترحم عليه وكان له أخا وصديقا فقال معاوية اكشف عن وجهه فقال عبد الله والله لا يمثل به وفي الروح فقال له معاوية اكشف عن وجهه فقد وهبته لك فكشف عن وجه فقال معاوية هذا كبش القوم ورب الكعبة اللهم اظفرني بالأشتر النخعي والأشعث الكندي والله ما مثل هذا الا كما قال الشاعر:
- أخو الحرب ان عضت به الحرب عضها * وان شمرت عن ساقها الحرب شمرا - - ويحمي إذا ما الموت كان لقاؤه * لدى الشر يحمي الأنف ان يتأخرا - - كليث هزبر كان يحمي ذماره * رمته المنايا قصدها فتفطرا - مع أن نساء خزاعة لو قدرت على أن تقاتلني فضلا عن رجالها فعلت.
قتل احمر مولى بني أمية وروى نصر بسنده عن زيد بن وهب قال: مر علي يومئذ ومعه بنوه نحو الميسرة واني لأرى النبل يمر بين عاتقيه ومنكبيه وما من بنيه أحد الا يقيه بنفسه فيكره علي ذلك. فبصر به احمر مولى بني أمية فقال: علي ورب الكعبة قتلني الله ان لم أقتلك أو تقتلني فاقبل نحوه فخرج إليه كيسان مولى علي فاختلفا ضربتين فقتله احمر وخالط عليا ليضربه بالسيف فانتهره علي ووضع يده في جيب درعه فجذبه ثم حمله على عاتقه قال الراوي فكأني انظر إلى رجليه يختلفان على عنق علي ثم ضرب به الأرض فكسر منكبه وعضده وشد ابنا علي الحسين ومحمد فضرباه بأسيافهما فكأني انظر إلى علي قائما وشبلاه يضربان الرجل حتى إذا قتلاه أقبلا إلى أبيهما والحسن معه قائم قال يا بني ما منعك ان تفعل كما فعل أخواك قال كفياني يا أمير المؤمنين. ثم إن أهل الشام دنوا منه والله ما يزيده قربهم منه سرعة في مشيه فقال له الحسن ما ضرك لو سعيت حتى تنتهي إلى هؤلاء الذين صبروا لعدوك من أصحابك قال يا بني ان لأبيك يوما لن يعدوه لا يبطئ به عنه السعي ولا يعجل به إليه المشي ان أباك والله ما يبالي وقع على الموت أو وقع الموت عليه. وخرج علي ع يوم صفين وفي يده عنزة عصا فمر على سعيد بن قيس الهمداني فقال له سعيد أ ما تخشى يا أمير المؤمنين ان يغتالك أحد وأنت قرب عدوك فقال له علي انه ليس من أحد إلا عليه من الله حفظة يحفظونه من أن يتردى في قليب أو يخر عليه حائط أو تصيبه آفة فإذا جاء القدر خلوا بينه وبينه.
رد الأشتر المنهزمين ولما انهزمت ميمنة أهل العراق اقبل علي يركض نحو الميسرة يستثيب الناس ويستوقفهم ويامرهم بالرجوع نحو الفزع حتى مر بالأشتر فقال له يا مالك قال لبيك يا أمير المؤمنين قال ائت القوم فقل لهم أين فراركم من الموت الذي لن تعجزوه إلى الحياة التي لا تبقى لكم فمضى الأشتر فاستقبل الناس منهزمين فقال لهم الكلمات التي امره علي بهن وقال أيها الناس انا مالك بن الحارث ثم ظن أنه بالأشتر اعرف في الناس فقال أيها الناس انا الأشتر إلي أيها الناس فأقبلت إليه طائفة وذهبت عنه طائفة فقال عضضتم بهن أبيكم ما أقبح ما قاتلتم اليوم يا أيها الناس غضوا الابصار وعضوا على النواجذ واستقبلوا القوم بهامكم ثم شدوا شدة قوم موتورين بآبائهم وأبنائهم وإخوانهم حنقا على عدوهم قد وطنوا على الموت أنفسهم كيلا يسبقوا بثار ان هؤلاء القوم والله لن يقارعوكم إلا عن دينكم ليطفئوا السنة ويحيوا البدعة ويدخلوكم في أمر قد أخرجكم الله منه بحسن البصيرة فطيبا عباد الله أنفسا بدمائكم دون دينكم فان الفرار فيه سلب العز والغلبة على الفئ وذل المحيا والممات وعار الدنيا والآخرة وسخط الله واليم عقابه ثم قال أيها الناس أخلصوا إلي مذحجا فاجتمعت إليه مذحج فقال لهم عضضتم بصم الجندل والله ما أرضيتم اليوم ربكم ولا نصحتم له في عدوه فكيف بذلك وأنتم أبناء الحرب وأصحاب الغارات وفتيان الصباح وفرسان الطراد وحتوف الاقران ومذحج الطعان. يحرضهم بنحو هذا إلى أن قال والذي نفس مالك بيده ما من هؤلاء وأشار بيده إلى أهل الشام رجل على مثل جناح بعوضة من دين الله والله ما أحسنتم القراع اجلوا سواد وجهي يرجع في وجهي دمي عليكم بهذا السواد الأعظم فان الله لو قد فضه تبعه من بجانبه كما يتبع السيل مقدمه قالوا خذ بنا حيث أحببت فصمد بهم نحو عظمهم مما نحو الميمنة وأخذ يزحف إليهم الأشتر ويردهم واستقبله سنام من همدان وكانوا ثمانمائة مقاتل وقد انهزموا آخر الناس وكانوا قد صبروا في ميمنة علي ع حتى أصيب منهم مائة وثمانون رجلا وقتل منهم أحد عشر رئيسا كلما قتل منهم رجل اخذ الراية آخر.
قتل اخوة بصفين فكان أولهم كريب بن شريح وشرحبيل بن شريح ومرثد بن شريح وهبيرة بن شريح ثم بريم هريم بن شريح وشمر بن شريح قتل هؤلاء الإخوة الستة جميعا ثم اخذ الراية سفيان بن زيد ثم حبة بن زيد ثم

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 482
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست