responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 466

- أرى الشام تكره ملك العرا * ق وأهل العراق لهم كارهونا - - وقالوا علي إمام لنا * فقلنا رضينا - - ابن هند رضينا وما في علي لمستعتب * مقال سوى ضمه المحدثينا - - وايثاره اليوم أهل الذنوب * ورفع القصاص عن القاتلينا - - إذا سيل عنه حدا شبهة * وعمى الجواب عن السائلينا - - فليس براض ولا ساخط * ولا في النهاة ولا الآمرينا - - ولا هو ساء ولا سره * ولا بد من بعض ذا أن يكونا - قال المبرد في الكامل: فاجابه علي ع عن كتابه هذا: من أمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى معاوية بن صخر بن حرب أما بعد فإنه أتاني منك كتاب امرئ ليس له بصر يهديه ولا قائد يرشده دعاه الهوى فاجابه وقاده الضلال فاتبعه زعمت إنما أفسد عليك بيعتي خطيئتي في عثمان ولعمري ما كنت إلا رجلا من المهاجرين أوردت كما أوردوا وأصدرت كما أصدروا وما كان الله ليجمعهم على الضلال ولا يضربهم بالعمى وبعد فما أنت وعثمان إنما أنت رجل من بني أمية وبنو عثمان أولى بذلك منك فان زعمت أنك أقوى على دم أبيهم منهم فادخل في طاعتي ثم حاكم القوم إلي أحملك واياهم على المحجة وأما تمييزك بينك وبين طلحة والزبير وأهل الشام وأهل البصرة فلعمري ما الأمر فيما هناك إلا سواء لأنها بيعة شاملة لا يستثنى فيها الخيار ولا يستأنف فيها النظر وأما شرفي في الاسلام وقرابتي من رسول الله ص وموضعي من قريش فلعمري لو استطعت دفعه لدفعته. وفي هذا الجواب ما يقطع معاذير أهل الجمل وغيرهم التي كانوا يظهرون التشبث بها وقلوبهم منطوية على خلافها فإنهم ليس لهم المطالبة بدم عثمان مع وجود أولاده الذين هم أولياء الدم فعليهم أولا أن يبايعوا ويقدموا الطاعة ثم يحاكموا قتلة عثمان والمتهمين بقتله فما يوجبه الشرع يجري عليهم على أن المباشر لقتله واحد أو اثنان ولكن هوى النفس ورقة الدين والعداوة يبعثان على اختلاف المعاذير. وأمر علي النجاشي فأجاب عن الشعر فقال:
- دعن يا معاوية ما لن يكونا * فقد حقق الله ما تحذرونا - - أتاكم علي باهل الحجا * ز وأهل العراق فما تصنعونا - - يرون الطعان خلال العجاج * وضرب الفوارس في النقع دينا - - هم هزموا الجمع يوم الزبير * وطلحة والمعشر الناكثينا - - وقالوا يمينا على حلفة * لنهدي إلى الشام حربا زبونا - - تشيب النواصي قبل المشيب * وتلقي الحوامل منها الجنينا - - فقل للمضلل من وائل * ومن جعل الغث يوما سمينا - - جعلتم عليا واتباعه * نظير ابن هند ألا تستحونا - - إلى أول الناس بغد الرسو * ل وصنو الرسول من العالمينا - - وصهر الرسول ومن مثله * إذا كان يوم يشيب القرونا - واجتمع جرير والأشتر عند علي ع فقال الأشتر أما والله يا أمير المؤمنين لو كنت أرسلتني إلى معاوية لكنت خيرا لك من هذا الذي أرخى من خناقه وأقام حتى لم يدع بابا يرجو روحه إلا فتحه أو يخاف غمه إلا سده فقال جرير والله لو اتيتهم لقتلوك وخوفه بعمرو وذي الكلاع وحوشب ذي ظليم وقد زعموا انك من قتلة عثمان فقال الأشتر لو أتيته لم يعيني جوابها ولم يثقل علي بحملها ولحملت معاوية على خطة أعجله فيها عن الفكر قال فائتهم إذن قال الآن وقد أفسدتهم، ووقع بينهما الشر وفي رواية أن الأشتر قال أ ليس قد نهيتك يا أمير المؤمنين أن تبعث جريرا وأخبرتك بعداوته وغشه وأقبل الأشتر يقول يا أخا بجيلة والله ما أنت باهل أن تمشي فوق الأرض حيا إنما أتيتهم لتتخذ عندهم يدا بمسيرك إليهم ثم رجعت إلينا تهددنا بهم وأنت والله منهم ولا أرى سعيك إلا لهم ولئن أطاعني فيك أمير المؤمنين ليحسبنك وأشباهك في محبس لا تخرجون منه حتى تستبين هذه الأمور ويهلك الله الظالمين قال جرير وددت والله أنك كنت مكاني بعثت إذا والله لم ترجع فلما سمع جرير ذلك لحق بقرقيسا ولحق به أناس من قسر من قومه فخرج علي إلى دار جرير فهدم منها وحرق مجلسه فقيل له ان فيها أرضا لغير جرير فخرج منها وأحرق دار ثوير بن عامر وهدم منها وكان لحق بجرير.
ولما أراد معاوية المسير إلى صفين قال لعمرو بن العاص اني رأيت أن نلقي إلى أهل مكة وأهل المدينة كتابا نذكر لهم فيه أمر عثمان فاما أن ندرك حاجتنا وأما أن يكف القوم عنا فقال عمرو إنما نكتب إلى ثلاثة نفر راض بعلي فلا يزيده ذاك إلا بصيرة ورجل يهوى عثمان فلن نزيده على ما هو عليه ورجل معتزل فلست بأوثق في نفسه من علي قال علي ذلك فكتبا فأجابهما عبد الله بن عمر ما أنتما والخلافة أما أنت يا معاوية فطليق وأما أنت يا عمرو فظنون الا فكفا فليس لكما ولي ولا نصير. وكتب معاوية إلى عبد الله بن عمر خاصة وإلى سعد بن أبي وقاص وإلى محمد بن مسلمة فكان في كتابه إلى ابن عمر أما بعد فإنه لم يكن أحد من قريش أحب إلى أن تجمع عليه الأمة بعد قتل عثمان منك ثم ذكرت خذلك إياه وطعنك على انصاره فتغيرت لك وقد هون ذلك علي خلافك على علي فأعنا رحمك الله على حق هذا الخليفة المظلوم فاني لست أريد الامارة عليك ولكني أريدها لك فان أبيت كانت شورى بين المسلمين فاجابه ابن عمر بأنه لن يترك عليا في المهاجرين والأنصار وطلحة والزبير وعائشة أم المؤمنين ويتبعه. وكتب إلى سعد أما بعد فان أحق الناس بنصر عثمان أهل الشورى من قريش الذين أثبتوا حقه واختاروه على غيره وقد نصره طلحة والزبير وهما شريكان في الأمر ونظيراك في الاسلام وخفت لذلك أم المؤمنين فلا تكرهن ما رضوا ولا تردن ما قبلوا فانا نردها شورى بين المسلمين. وقال أبياتا أولها:
- ألا يا سعد قد أظهرت شكا * وشك المرء في الأحداث داء - - فاما إذ أبيت فليس بيني * وبينك حرمة ذهب الرجاء - - سوى قولي إذا اجتمعت قريش * على سعد من الله العفاء - فاجابه سعد:
أما بعد فان عمر لم يدخل في الشورى إلا من تحل له الخلافة من قريش غير أن عليا قد كان فيه ما فينا ولم يكن فينا ما فيه فاما طلحة والزبير فلو لزما بيوتهما كان خيرا لهما والله يغفر لأم المؤمنين ما أتت وأجابه عن شعره بأبيات أولها:
- معاوي داؤك الداء العياء * فليس لما تجئ به دواء - - فما الدنيا بباقية لحي * ولا حي له فيها بقاء - - أ تطمع في الذي أعيا عليا * على ما قد طمعت به العفاء - - ليوم منه خير منك حيا * وميتا أنت للمرء الفداء - وكتب معاوية إلى أمير المؤمنين ع كتابا نذكره مع جوابه عبرة لمن نظر واعتبر ليعلم أنه كيف يصف الطائي بالبخل ما در ويعير قسا بالفهاهة بأقل ويقول السهى للشمس أنت ضئيلة ويقول الدجى للصبح لونك حائل وتفاخر الأرض السماء وتطاول الشهب الحصى والجنادل وأنه لا يستبعد وقوع شئ في هذا الكون من بني البشر وأن ابن آدم يمكنه أن يحتج على الليل بأنه نهار وعلى النهار بأنه ليل وعلى أن العلقم أحلى من العسل ويقبل

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 466
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست