responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 462

- تميم ابن مر ان أحنف نعمة * من الله لم يخصص بها دونكم سعدا - - وعم بها من بعدكم أهل مصركم * ليالي ذم الناس كلهم الوفدا - - سواه لقطع الحبل عن أهل مصره * فامسوا جميعا آكلين به رغدا - - وكان لسعد رأيه أمس عصمة * فلم يخط لا الاصدار فيهم ولا الوردا - - وفي هذه الأخرى له مخض زبدة * سيخرجها عفوا فلا تعجلوا الزبدا - - ولا تبطئوا عنه وعيشوا برأيه * ولا تجعلوا مما يقول لكم بدا - - أ ليس خطيب القوم في كل وفدة * وأقربهم قربا وابعدهم بعدا - - وان عليا خير حاف وناعل * فلا تمنعوه اليوم جهدا ولا جدا - - ومن نزلت فيه ثلاثون آية * تسميه فيها مؤمنا مخلصا فردا - - سوى موجبات جئن فيه وغيرها * بها أوجب الله الولاية والودا - فلما انتهى كتاب الأحنف وشعر معاوية بن صعصعة إلى بني سعد ساروا بجماعتهم حتى نزلوا الكوفة قدمت عليهم ربيعة.
ارسال جرير إلى معاوية وأراد علي ان يبعث إلى معاوية رسولا فقال له جرير بن عبد الله البجلي ابعثني إليه فإنه لم يزل لي مستنصحا فادعوه إلى أن يسلم لك الأمر على أن يكون أميرا من أمرائك وعاملا من عمالك ما عمل بطاعة الله وأدعو أهل الشام إلى طاعتك وجلهم قومي وأهل بلادي وقد رجوت ان لا يعصوني فقال له الأشتر لا تبعثه فوالله اني لأظن هواه هواهم فقال له علي دعه حتى ننظر ما يرجع به إلينا فبعثه وقال له ان حولي من أصحاب رسول الله ص من أهل الدين والرأي من قد رأيت وقد اخترتك عليهم ائت معاوية بكتابي فان دخل فيما دخل فيه المسلمون والا فانبذ إليه واعلمه اني لا أرضى به أميرا وقال المبرد في الكامل ان جريرا قال له والله يا أمير المؤمنين ما ادخرك من نصرتي شيئا وما اطمع لك في معاوية فقال علي انما قصدي حجة أقيمها فانطلق جرير حتى اتى الشام ودخل على معاوية فقال اما بعد يا معاوية فإنه قد اجتمع لابن عمك أهل الحرمين وأهل المصرين وأهل الحجاز واليمن ومصر وأهل العروض وعمان وأهل البحرين واليمامة ولم يبق الا هذه الحصون التي أنت بها لو سال عليها سيل من أوديته غرقها وقد اتيتك أدعوك إلى ما يرشدك ويهديك إلى مبايعة هذا الرجل ودفع إليه كتاب علي بن أبي طالب وفيه:
بسم الله الرحمن الرحيم اما بعد فان بيعتي لزمتك بالمدينة وأنت بالشام لأنه بايعني القوم الذين بايعوا أبا بكر وعمر وعثمان على ما بويعوا عليه فلم يك للشاهد أن يختار وللغائب أن يرد وانما الشورى للمهاجرين والأنصار فإذا اجتمعوا على رجل فسموه إماما كان ذلك لله رضا فان خرج من امرهم خارج بطعن أو رغبة ردوه إلى ما خرج منه فان أبى قاتلوه على اتباعه غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى ويصليه جهنم وساءت مصيرا وإن طلحة والزبير بايعاني ثم نقضا بيعتي وكان نقضهما كردهما فجاهدتهما على ذلك حتى جاء الحق وظهر أمر الله وهم كارهون فادخل فيما دخل فيه المسلمون فان أحب الأمور إلي فيك العافية إلا أن تتعرض للبلاء فان تعرضت له قاتلتك واستعنت الله عليك وقد أكثرت في قتلة عثمان فادخل فيما دخل فيه الناس ثم حاكم القوم إلي أحملك واياهم على كتاب الله فاما تلك التي تريدها فخدعة الصبي عن اللبن ولعمري لئن نظرت بعقلك دون هواك لتجدني أبرأ قريش من دم عثمان واعلم انك من الطلقاء الذين لا تحل لهم الخلافة ولا تعرض فيهم الشورى وقد أرسلت إليك وإلى من قبلك جرير بن عبد الله وهو من أهل الايمان والهجرة فبايع ولا قوة الا بالله فلما قرأ الكتاب قام جرير فخطب خطبة قال في آخرها أيها الناس إن أمر عثمان قد أعيا من شهده فما ظنكم بمن غاب عنه وإن الناس بايعوا عليا غير واتر ولا موتور وكان طلحة والزبير ممن بايعه ثم نكثا بيعته على غير حدث الا وإن هذا الدين لا يحتمل الفتن الا وإن العرب لا تحتمل السيف وقد كانت بالبصرة أمس ملحمة إن يشفع البلاء بمثلها فلا بقاء للناس وقد بايعت العامة عليا ولو ملكنا والله أمورنا لم نختر لها غيره وما خالف هذا استعتب فادخل يا معاوية فيما دخل فيه الناس فان قلت استعملني عثمان ثم لم يعزلني فان هذا أمر لو جاز لم يقم لله دين وكان لكل امرئ ما في يديه ولكن الله لم يجعل للآخر من الولاة حق الأول وجعل تلك أمورا موطأة وحقوقا ينسخ بعضها بعضا. فقال معاوية انظر وتنظر واستطلع رأي أهل الشام وامر معاوية مناديا فنادى الصلاة جامعة فصعد المنبر وقال: الحمد لله الذي جعل الدعائم للاسلام اركانا والشرائع للايمان برهانا يتوقد قابسه في الأرض المقدسة التي جعلها الله محل الأنبياء والصالحين من عباده فأحلها أهل الشام ورضيهم لها ورضيها لهم لما سبق من مكنون علمه من طاعتهم ومناصحتهم خلفاءه والقوام بأمره والذابين عن دينه وحرماته ثم جعلهم لهذه الأمة نظاما وفي سبيل الخيرات اعلاما يردع الله بهم الناكثين ويجمع بهم ألفة المؤمنين والله نستعين على ما تشعب من أمر المسلمين بعد الالتئام وتباعد بعد القرب اللهم انصرنا على أقوام يوقظون نائمنا ويخيفون آمننا ويريدون هراقة دمائنا وإخافة سبلنا وقد يعلم الله انا لم نرد بهم عقابا ولا نهتك لهم حجابا ولا نوطئهم زلقا غير أن الله الحميد كسانا من الكرامة ثوبا لن ننزعه طوعا ما جاوب الصدى وسقط الندى وعرف الهدى حملهم على خلافنا البغي والحسد فالله نستعين عليهم أيها الناس قد علمتم اني خليفة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب واني خليفة عثمان بن عفان عليكم وإني لم أقم رجلا منكم على خزاية قط واني ولي عثمان وقد قتل مظلوما والله يقول ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل أنه كان منصورا وانا أحب أن تعلموني ذات أنفسكم في قتل عثمان. فقام أهل الشام بأجمعهم فأجابوا إلى الطلب بدم عثمان وبايعوه على ذلك وأوثقوا له على أن يبذلوا أنفسهم وأموالهم ويدركوا ثاره أو يفني الله أرواحهم فلما جن معاوية الليل وكان قد اغتم وعنده أهل بيته قال:
- تطاول ليلي واعترتني وساوسي * لآت اتى بالترهات البسابس - - أتانا جرير والحوادث جمة * بتلك التي فيها اجتداع المعاطس - - أكابده والسيف بيني وبينه * ولست لأثواب الدني بلابس - - إن الشام أعطت طاعة يمنية * تواصفها أشياخها في المجالس - - فان يجمعوا أصدم عليا بجبهة * تغث عليه كل رطب ويابس - - وإني لأرجو خير ما انا نائل * وما أنا من ملك العراق بايس - واستحثه جرير بالبيعة فقال يا جرير انها ليست بخلسة وانه أمر له ما بعده فأبلعني ريقي حتى انظر.
طلب معاوية عمرو بن العاص ودعا ثقاته فقال له عتبة بن أبي سفيان وكان نظيره استعن على هذا الأمر بعمرو بن العاص وأثمن له بدينه فإنه من قد عرفت وقد اعتزل أمر عثمان في حياته وهو لأمرك أشد اعتزالا الا أن يرى فرصة فكتب معاوية إلى عمرو وهو بفلسطين كان ذهب إليها لما حوصر عثمان وكان له منزل بها:

نام کتاب : أعيان الشيعة نویسنده : الأمين، السيد محسن    جلد : 1  صفحه : 462
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست